oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حقائق الواقع العربي وحجم التحديات

31 مارس 2019
31 مارس 2019

برزت القضية الفلسطينية كأوضح الملفات في القمة العربية بتونس، بجوار التغول الأمريكي على الجولان السورية المحتلة، باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها في خرق واضح للقوانين الدولية والمتفق عليه من قبل كل العالم.

ولعل الملف الفلسطيني ومنذ عقود كان ولا يزال هو المركز والمحور في كل القمم العربية، بيد أن هذه المرة تأتي في ظل مختلفة في ظل انتظار العرب لما يعرف بـ «صفقة القرن» التي تضطلع بها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب، كذلك غموض هذه «الصفقة» التي تقول الإدارة الأمريكية بحسب وزير الخارجية مايك بومبيو، أنها ستتخلى عن «المعايير القديمة».

ويبقى الغموض في ماهية هذه المعايير القديمة وما هو الجديد، مع الوضع في الاعتبار أن ثمة اتفاقا بأن الطريق إلى تحقيق السلام هو مطلب الجميع في أن تعيش المنطقة في أمان وطمأنينة بعيدا عن أسلوب الترويع والتخويف والخصومات، ما يمكن أن يحمل العرب إلى آفاق المستقبل بعيدا عن تراكمات السنين. وفي إطار الحديث عن القضايا المتعلقة بالفلسطينيين فليس ثمة حدود للتعقيدات الحاصلة الآن من التضييق على أهل غزة والحصار المستمر والتلويح بالحرب، وكذلك ما يعاني منه أهل الضفة الغربية، وقبل ذلك يبرز في الواجهة ملف القدس التي اعترفت بها الولايات المتحدة عاصمة لإسرائيل في تغافل كذلك للجميع دون أن يكون ثمة اعتبار للأطراف الأخرى.

الواقع العربي عموما متأزم بالمشاكل والحروب الأهلية والتعقيدات التي لا نهاية لها، ولا تستطيع مجرد قمة أو قمتين أن تغير الواقع، إذ يبقى الأمل الأكبر في ضرورة نقل الأفكار والملفات الورقية إلى حيز العمل الميداني، عبر التآزر والوحدة والنظرة المستقبلية، لأن التشرذم والانقسام والهزات الداخلية في البلدان لم تثبت من أي شيء إيجابي باتجاه بناء الغد.

إن حقائق الواقع تكشف حجم التحديات في المنطقة العربية من قضايا التعليم والصحة والفقر والبطالة وغيرها من مجمل المشاكل التي يجمعها في بوتقة واحدة ملمح أساسي هو ضرورة النظر إلى العصر الجديد ومواكبته ونسيان الأمس، بالعمل على بناء حياة إنسانية حيوية للأجيال الصاعدة التي لها الحق المشروع في العيش الهانئ والكريم وأن تنعم بكل ما يجب أن يعيش به الإنسان في أي بقعة من العالم لها شروط طيبة ومتكافئة في العيش.

نعلم أن البلدان العربية غنية بالثروات والإمكانيات ولها ما يمكن أن يصنع المستقبل عبر اقتصاديات وثروات ضخمة مختزنة من الموارد البشرية والمادية، لكن لا يمكن إحداث تحول حقيقي ما لم يكن ثمة نظر حقيقي للتحديات مع تجاوز النظرة الأحادية للأمور والفكر المغلق والتعلم من تجارب الشعوب الأخرى في البلدان التي تقدمت وقفزت من حواف الفقر والتخلف لتصل إلى مصاف التقدم، وليس ذلك ببعيد أن توفرت العزائم والإرادة الجماعية بعد أن يكون الإنسان هو الهدف والغاية لا غير.