صحافة

الألمانية: لا ضرر من انتظار بريطانيا

23 مارس 2019
23 مارس 2019

قبل أسبوع واحد من الموعد الذي كان طوال سنة كاملة تاريخاً رسميا مؤكداً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، شيء واحد بات مؤكَّدا اليوم بالنسبة لهذا التاريخ وهو بريطانيا لن تخرج من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس 2019. لقد تراجعت السيدة تيريزا ماي عن مواقفها بعد أن أصرَّت طوال أشهر على أنَّ بلادها ستخرج من إطار الوحدة الأوروبية في التاريخ المعلن أساساً. المسؤولون الأوروبيون ينتظرون الآن نهاية مسلسل لا بد أن تحصل يوماً إمَّا من دون اتفاق ولا توافق، إمَّا باستفتاء جديد يتم في بريطانيا، إمَّا بإطالة المفاوضات إلى أمد بعيد، مما يجعل بريطانيا مضطرة للمشاركة بالانتخابات البرلمانية الأوروبية وبالتالي استمرار مساهمتها المالية في ميزانية الاتحاد وهو الأمر السياسي الذي كان من الأسباب الرئيسة التي أدَّت إلى إجراء استفتائها الأول. الوضع العام الأوروبي شبَّهَهُ رئيس وزراء اللوكسمبورج قبل القمة الأوروبية بمسرحية «بانتظار غودو» لصموئيل بيكيت فقال: نحن نبدو وكأننا في غرفة انتظار، نحن نبدو وكأننا ننتظر «غودو» لكن «غودو» في المسرحية لم يصل أبداً. الآن في الجانب البريطاني تبدو الخيارات محدودة بثلاثة اتجاهات أمَّا تعديل الاتفاق البريطاني الأوروبي، أمَّا حل البرلمان البريطاني وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، إمَّا التوصل إلى جمع أغلبية برلمانية تستطيع إجراء تصويت ثالث وتمرير الاتفاق. يومية برلينر الألمانية اعتبرت أن تجاوز الخلافات والانقسامات في بريطانيا بواسطة الطرق الديموقراطية، هو أمر يتطلب وقتاً. أمَّا المناقشات الحامية داخل مجلس العموم البريطاني فهي دليل على عافية الديموقراطية وأهميتها وضرورتها. تلفت اليومية إلى أن مجلس النواب الألماني يفتقر منذ فترة طويلة إلى هذه الحماوة والحماسة في المناقشات. وتسأل اليومية الألمانية: ترى ما الذي ستكون عليه صورة انجيلا ميركل لو كانت تواجه يومياً مناقشات كتلك التي تجري في مجلس العموم البريطاني؟ وكيف ستكون علامات وجهها لو كانت ملزمة يومياً بالدفاع عن سياستها أمام نواب الشعب الألماني وأمام قادة أحزاب المعارضة الألمانية؟ الآن تكفي المقارنة بين مجلسي النواب في كلّ من ألمانيا وبريطانيا لكي ندرك كم أن جو البرلمان الألماني هادئ وخجول. من جهتها يومية فرانكفورتر كتبت في الموضوع ذاته أنَّ المسؤولين البريطانيين والحكومة البريطانية يجب أن يُدركوا جميعاً أنهم أمام خيار الرجوع إلى الشعب إذا كان برلمانهم لا يريد خروجاً من الاتحاد من دون اتفاق، ولا يريد كذلك خروجاً على قاعدة الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه مع المفاوضين الأوروبيين. على الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يعرف أن الخسارة المعروفة والمقدَّرَة افضل بكثير من تلك التي لا تُعرَف ولا يمكن تقديرها ولا تُحمد نتائجها.