1052896
1052896
العرب والعالم

تسوية إسبانية بريطانية بشأن جبل طارق تمهد للمصادقة على اتفاق بريكست .. اليوم

24 نوفمبر 2018
24 نوفمبر 2018

لندن: روسيا أخطر علينا من التنظيمات المتطرفة  -

بروكسل - أ ف ب: أعلنت اسبانيا أمس السبت أنها حصلت من لندن على «الضمانات» التي تطالب بها حول مستقبل جبل طارق، ما يمهد الطريق امام الموافقة على اتفاق تاريخي حول بريكست اليوم في بروكسل. وأثار الموقف المتشدد لمدريد شكوكا حتى اللحظات الأخيرة في إمكان انعقاد القمة الأوروبية المقررة اليوم الأحد والتي يتوقع ان تصادق على اتفاق شامل ينظم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019.

وقال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز في بيان أمس السبت نقل مباشرة على التلفزيون «أبلغت للتو ملك اسبانيا أن اسبانيا توصلت إلى اتفاق حول جبل طارق».

وأضاف أن مدريد «تراجعت عن الفيتو وستصوت لمصلحة بريكست»، وذلك بعدما اعتبر الجمعة ان القمة «قد لا تلتئم» اذا لم تلب مطالب بلاده. وتطالب اسبانيا بأن يكون لها حق الفيتو على تطبيق أي اتفاق مستقبلي بين الاتحاد الأوروبي ولندن حول جبل طارق، وهو أرض بريطانية تقع اقصى جنوب شبه الجزيرة الايبيرية وتطالب اسبانيا بالسيادة عليها.

وبعد مفاوضات شاقة بين لندن ومدريد وبروكسل، أيدت الحكومة البريطانية اجراء مشاورات مع اسبانيا في مرحلة ما بعد بريكست حول جبل طارق. وأكدت السلطات البريطانية أيضا أن اتفاق بريكست لن يشكل أي مساس «بالبعد الجغرافي للاتفاقات المقبلة» التي سيتم التوصل اليها بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وقال مصدر أوروبي بشأن الموقف الاسباني من جبل طارق «انها قضية سياسية وليس قانونية: ستكون مشكلة كبرى بالنسبة إلى الدول الـ 27 اذا لم تبد دولة كبرى مثل اسبانيا تضامنا الاحد على صعيد المصادقة على اتفاق الطلاق». وتزامنا مع إعلان سانشيز التسوية مع لندن، وجه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك رسالة يدعو فيها القادة الأوروبيين إلى القمة الأحد. وكتب في رسالته «سأوصي بأن نوافق الأحد على نتيجة المفاوضات حول بريكست». وأضاف «خلال هذه المفاوضات، لم يسع أحد الى التغلب على أحد. كنا جميعا نسعى الى اتفاق عادل ومنصف. واعتقد اننا توصلنا في نهاية المطاف الى افضل تسوية ممكنة»، معتبرا ان دول الاتحاد الـ 27 «تجاوزت اختبار الوحدة والتضامن». وعادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساء أمس السبت إلى بروكسل لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ثم مع توسك. ولا تهدف زيارة ماي إلى إجراء مفاوضات نهائية حول النصوص التي أنجز صوغها بعد 17 شهراً من المفاوضات الصعبة.

فقد أوضح مصدر دبلوماسي «أنها زيارة لتثبيت الرسائل السياسية التي ستصدر بشكل علني الأحد». كما تم «التوصل إلى حل» لمسألة كانت لا تزال عالقة في الأيام الأخيرة، هي حقوق الأوروبيين بالصيد في المياه الاقليمية البريطانية، وفق ما أكد مصدر دبلوماسي آخر بعد اجتماع رفيع المستوى لممثلي القادة الأوروبيين الجمعة في بروكسل. وقال دبلوماسي إنه يُفترض أن تكون مسألة الصيد التي لم تُحلّ في معاهدة الانسحاب، موضوع نصّ منفصل في بيان قمة الأحد.

وتمكنت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق الخميس حول «الإعلان السياسي» الذي يحدّد إطار علاقاتهما في مرحلة ما بعد بريكست، خصوصاً على المستوى التجاري. وكانا قد توصلا الأسبوع الماضي إلى اتفاق حول «معاهدة انسحاب» المملكة المتحدة وهي وثيقة مؤلفة من 600 صفحة تفصل الروابط التي أقيمت خلال أكثر من أربعين عاماً.

ويحلّ هذا النصّ خصوصاً مسألة الفاتورة التي يجب أن تدفعها لندن إلى الاتحاد الأوروبي من دون تحديد قيمتها، وينصّ على حلّ مثير للجدل لتجنّب إعادة الحدود الفعلية بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا. وإذا عُقدت القمة وتمكن القادة من إقرار اتفاق شامل، يتعين أن يصادق البرلمانان الأوروبي وخصوصاً البريطاني على اتفاق الانفصال قبل 29 مارس 2019، الموعد المقرر لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

في سياق ثان أعلن قائد الجيش البريطاني في مقابلة نشرت أمس أن روسيا تشكل «بما لا يقبل الجدل» تهديدا أكبر على أمن بريطانيا من الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي داعش والقاعدة.

وحذّر رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك كارلتون-سميث من أن موسكو قد أبدت استعدادا لاستخدام قوتها العسكرية من أجل تحقيق مصالحها القومية في الوقت الذي تسعى فيه لـ «استغلال نقاط الضعف الغربية».

وقال كارلتون-سميث لصحيفة دايلي تلغراف «تمثّل روسيا اليوم بما لا يقبل الجدل تهديدا أبعد بكثير على أمننا القومي من تهديدات الإسلام المتطرف مثل القاعدة وتنظيم داعش».

وأضاف «بدأت روسيا بجهد ممنهج لاستكشاف نقاط الضعف لدى الغرب واستغلالها، خاصة في بعض النواحي غير التقليدية مثل الانترنت والفضاء وأساليب الحروب تحت الماء».

وتدهورت العلاقات بين روسيا وبريطانيا الى مستويات تاريخية هذا العام.

واتهمت لندن أجهزة المخابرات الروسية بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بمدينة سالزبوري البريطانية في مارس.

وأدى الحادث الى تبادل طرد دبلوماسيين بين موسكو والغرب، إضافة الى تشديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا.

وقال كارلتون-سميث (54 عاما) إنه بعد الهزائم التي مني بها تنظيم داعش على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي.

وأشار الى «تقلص المظهر المادي لتهديد المتطرفين مع التدمير الكامل لجغرافية ما يسمى بالخلافة». وأكد «لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له».

وقال إن «أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو في الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي».

وهذه هي المقابلة الاولى للجنرال كارلتون-سميث منذ تعيينه رئيسا لهيئة الأركان البريطانية في يونيو الماضي.

وجاءت تعليقاته بعد زيارة القوات البريطانية المتمركزة في استونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في اطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة.

كما انتهز كارلتون-سميث الفرصة للتقليل من فكرة الحاجة إلى جيش أوروبي منفصل، وهو ما دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا.

وقال «لا أدعم أي مبادرة تضعف التأثير العسكري للحلف»، مضيفا أن «الحلف يشكل نقطة الارتكاز الأساسية للأمن الأوروبي».

ووصف حلف شمال الأطلسي بأنه «تحالف ناجح غير عادي، ومن خلال خبرتي يجب أن نعزز هذا النجاح».