1017625
1017625
تقارير

دروز الجولان المحتل يواجهون معضلة التصويت في الانتخابات البلدية الإسرائيلية

26 أكتوبر 2018
26 أكتوبر 2018

مجدل شمس - (أ ف ب) : تذكر لافتة انتخابية عند مدخل مجدل شمس زوار هذه البلدة الدرزية الواقعة في القسم المحتل من الجولان بأن السكان مدعوون للتصويت الثلاثاء المقبل للمرة الأولى منذ أن احتلت إسرائيل الهضبة في 1967.

ويفترض أن تنتخب مجدل شمس والبلدات الدرزية الثلاث الأخرى في هضبة الجولان في شمال شرق إسرائيل مجالسها البلدية في 30 أكتوبر على غرار مدن أخرى في إسرائيل. لكن في هذه البلدات لا تعقد تجمعات انتخابية وليس هناك منشورات، فالمرشحون يريدون البقاء بعيدا عن الأضواء.

يكتفي أحدهم ويدعى دولان أبو صالح باستقبال بعض السكان في مقره. ويقول: «الموضوع حساس جدا».

وبعد خمسين سنة على احتلال إسرائيل القسم الأكبر من الجولان السوري، لا يزال كثيرون يخشون أن تكون إسرائيل تسعى عبر هذه الانتخابات إلى ترسيخ ضم الهضبة الذي قامت به عام 1981 ولم تعترف به أبدا المجموعة الدولية.

ويقيم حوالي 23 ألف درزي في القسم الخاضع لسيطرة إسرائيل لكن كثيرين منهم يرفضون بطاقة الهوية الإسرائيلية.

يقر دولان أبو صالح بأن الدعوات لمقاطعة الانتخابات ستلقى أصداء واسعة بالتأكيد. وهو مقرب من حزب الليكود الذي يترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ويعتقد أن الانتخابات تشكل فرصة لدروز الجولان الذين تلف قراهم مستوطنات يقيم فيها حوالي 20 ألف إسرائيلي.

وخلال ولايتيه السابقتين، نصب أبو صالح على رأس المجلس البلدي في مجدل شمس، كبرى مدن الدروز، بأصوات أعضاء المجلس المحلي المعينين من قبل وزارة الداخلية الإسرائيلية.

وقال: «بين التعيين والانتخاب، ليس هناك من شك بأن الانتخابات أكثر ديمقراطية».

هوية وبراجماتية

يقول وائل طربيه مسؤول البرنامج الثقافي في مركز حقوق الإنسان «المرصد» الذي يوجد مقره في الجولان: إن الدروز الحاملين الجنسية الإسرائيلية فقط يمكن أن ينتخبوا كرئيس بلدية. ويضيف أن الآخرين يحظون بوضع «مقيمين دائمين» ويمكنهم فقط التصويت في الانتخابات البلدية.ويتهم «المرصد» منظمي الانتخابات بانتهاك المادة 43 من اتفاقية لاهاي التي تفيد أن القوة المحتلة يجب أن تحترم «القوانين السارية في البلاد».لكن محامين دروزاً هم من قدم شكوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على قرار إجراء الانتخابات.

وفي الواقع أحدث النزاع السوري تغييراً عميقاً في طبيعة علاقات دروز الجولان ببلدهم الأصلي: رغم أن غالبيتهم كانت تحلم سابقا بالعودة إلى سلطة دمشق والدراسة في الجامعات السورية، فإن البعض من جيل الشباب ينأى بنفسه عن سوريا ما بعد الحرب، وبات يتطلع ببراغماتية إلى إسرائيل.

وتقليديا، فإن المسؤولين الدينيين الدروز هم من له الكلمة الفصل داخل المجتمع الدرزي. فقبل ثلاثة أشهر دعوا إلى مقاطعة الانتخابات.

وتحت الضغط، أعلن ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس البلدية انسحابهم وكذلك سبعة مرشحين على الأقل على مختلف اللوائح. في شوارع قرية بقعاتا المجاورة، يغلق بعض السكان أبوابهم الأمامية عند سؤالهم عن الانتخابات.

تقول امرأة مسنة وهي تضع وشاحا أبيض «نحن لن نشارك».

«هويتنا سورية»

من جهته يقول أمل أبو شاهين (47 عاما) «هويتنا سورية»، وهو يشير إلى علم سوري رسم على حائط خلفه، مضيفا «هذه الانتخابات ليست لنا».

ويعترض شاب في الـ24 رافضا الكشف عن اسمه قائلا «أنا أؤيد الانتخابات، الآن نحن مع إسرائيل، لقد انتهت سوريا!» لكنه رغم ذلك لن يتوجه للإدلاء بصوته قائلا: «هناك أشخاص سيتحققون ممن ذهب للتصويت أم لا». وبالتالي من الصعب اتخاذ موقف عكس التيار في هذه القرى التي يعرف الجميع بعضهم البعض فيها.في منزله الكائن وسط حقول التفاح، يقول سامح سماره: إنه لا يفهم هذه الدعوات للمقاطعة. ويوضح هذا الناشط السياسي أن التصويت ليس سوى وسيلة للحصول على خدمات أفضل، ولا يعني هذا الأمر بأي من الأحوال الاعتراف بسيادة إسرائيل.

ويضيف «بالتالي من الأفضل اختيار الشخص المناسب بين أولاد البلد بدلا من أن يفرض أحد غير مناسب وليس من هنا!» لكن طربيه يعبر وهو يتأمل بلدة مجدل شمس من شرفته والحدود المتنازع عليها التي تبعد 500 متر، عن رأي مخالف.

بالنسبة إليه تشكل الانتخابات «وسيلة للاعتراف بالوجود غير الشرعي لإسرائيل».