1413237
1413237
العرب والعالم

دمشق تعلن تشكيل لجنة تنسيق لإعادة اللاجئين السوريين من الخارج

06 أغسطس 2018
06 أغسطس 2018

الجيش السوري يتقدم في ريف «السويداء» وسط اشتباكات مع تنظيم «داعش» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

أعلنت الحكومة السورية تشكيل لجنة تنسيق للعمل على عودة اللاجئين الذين دفعهم النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من سبع سنوات الى مغادرة سوريا، وفق ما أورد الاعلام الرسمي، في خطوة تأتي بعد اطلاق موسكو، حليفة دمشق، مبادرة في هذا الصدد.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن مجلس الوزراء وافق خلال جلسته امس الأول على «إحداث هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم» برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعلن في بداية يوليو، أن من ضمن أولويات بلاده «عودة اللاجئين الذين غادروا سوريا هرباً من الإرهاب».

ويأتي تشكيل هذه الهيئة وفق سانا «تأكيداً على أن سوريا التي انتصرت في حربها على الإرهاب وتحملت مسؤوليتها تجاه المهجرين في الداخل، ستتخذ ما يلزم من إجراءات لتسوية أوضاع جميع المهجرين وتأمين عودتهم في ظل عودة الأمان وإعادة الخدمات الأساسية إلى مختلف المناطق».

وستتولى الهيئة المؤلفة من «الوزارات والجهات المعنية» في المرحلة المقبلة «تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودتهم».

وتشكل إعادة اللاجئين السوريين، البالغ عددهم وفق الأمم المتحدة 5.6 مليون شخص، محور مبادرة اقترحتها موسكو على واشنطن الشهر الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كل منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.

وفي إطار هذه الخطة، زار المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف قبل نحو أسبوعين كلا من دمشق وعمّان وبيروت.

وأبلغ الأسد المبعوث الروسي خلال اللقاء وفق ما نقل موقع الرئاسة أن «سوريا حريصة على عودة جميع أبنائها، ومن هذا المنطلق فقد رحبت بأي مساعدة ممكنة للسوريين النازحين في الداخل والخارج».

وناشد لافرنتييف من بيروت في 26 يوليو، المجتمع الدولي المساهمة في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

واستعادت القوات الحكومية خلال العامين الأخيرين بفضل الدعم الروسي السيطرة على جبهات عدة على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات المتشددة. وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة سوريا.

وتطالب دول تستضيف اللاجئين السوريين وعلى رأسها لبنان وتركيا بضرورة عودتهم إلى بلدهم، في وقت تحذر منظمات حقوقية ودولية من أن عودتهم «ليست آمنة» بعد رغم توقف المعارك. وتشدد على وجوب أن تكون العودة «طوعية» وليست «قسرية».

وأعلن الأمن العام اللبناني امس تخصيص 17 مركزاً في مختلف المناطق «لاستقبال طلبات النازحين الراغبين بالعودة الطوعية إلى وطنهم» بدءاً من اليوم.

ويقدر لبنان راهناً وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون.

ومنذ أبريل، عاد مئات اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم في عمليات يتولاها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع دمشق.

وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في العام 2011 عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها، كما تسبب بدمار هائل وأدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص. وخلال النصف الأول من العام 2018، عاد 13 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق الأمم المتحدة.

ميدانيا، بدأ الجيش السوري وحلفاءه تقدما بريا من عدة محاور باتجاه بادية السويداء وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش مترافقا بقصف مدفعي وجوي طال مناطق سيطرة التنظيم في البادية.

ونفذ سلاح الجو في الجيش الحكومي السوري غارات مركزة على تحركات وتجمعات إرهابيي تنظيم «داعش» في عمق بادية السويداء موقعا في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وذكرت سانا ومصدر ميداني، أن سلاح الجو نفذ عدة غارات مركزة على جهة منطقة الكراع وبئر قنيان وصنيم الغرز وتلول الصفا على عمق نحو 30 كم شرق قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي ويستهدف رتلا للسيارات ويقتل من فيه.

وكذلك تم استهداف مواقع تنظيم داعش في منطقة الرحبة وجريرة الحاوي في محيط منطقة الصفا البركانية وتل سنيم وبرك الطمثونة وسطح نملة في بادية السويداء الشرقية.

وأسفرت الغارات والقصف عن القضاء على عدد من إرهابيي التنظيم وإصابة آخرين وتدمير آليات وذخائر كانت بحوزتهم.

وحسب موقع «السويداء 24» تقدمت عناصر الفرق الأولى والعاشرة والخامسة عشرة من الجيش الليلة قبل الماضية، من عدة محاور في بادية السويداء باتجاه منطقة الكراع شرق قرى الرضيمة الشرقية وعراجة ودوما شمال شرق محافظة السويداء، وباتجاه منطقة الدياثة عبر محور الشريحي والشبكي، تحت غطاء جوي ومدفعي.

وقال مصدر عسكري لـ«السويداء 24» إن الجيش السوري ثبّت مواقعه في عدد من التلال الحاكمة في بادية السويداء وأبرزها تل الرزين ومنطقة غبشة، وأشرف ناريا على مغر ملحة وهي منطقة وعرة شرقي قرية الرضيمة، وسط فرار العديد من عناصر «داعش» باتجاه المناطق الوعرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» أن اشتباكات عنيفة دارت مساء أمس الأول بين الجيش السوري وعناصر «داعش» على محاور في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية.

وحسب المرصد فإن شنّ الجيش للعملية العسكرية يأتي بعد فشل مفاوضات تولتها روسيا من أجل الإفراج عن 36 مدنيا من نساء وأطفال محافظة السويداء خطفهم تنظيم «داعش» أواخر يوليو الماضي خلال هجوم أوقع أكثر من 250 قتيلا.