كلمة عمان

تناغم يحقق مصلحة الوطن والمواطن

28 يوليو 2018
28 يوليو 2018

اذا كانت السياسات والمواقف العمانية قد تميزت دوما بالوضوح والصراحة والقدرة على الإعلان عما تراه السلطنة محققا لمصالحها ومصالح المنطقة من حولها أيضا ، وهو ما أرساه ورسخه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على مدى العقود والسنوات الماضية ، فإن الحرص على تحقيق التناغم والتكامل بين تحركات السلطنة، داخليا وخارجيا يشكل هو الآخر سمة مميزة لمسيرة النهضة العمانية ، وبما يحقق مصلحة الوطن والمواطن في الظروف المختلفة .

وفي هذا الإطار، فإن محادثات معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في واشنطن ، ولقاءه مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ، أكد على تعزيز العلاقات العمانية الأمريكية ، في المجال الدفاعي وغيره من المجالات ، فضلا عن التطرق إلى مختلف القضايا والتطورات الجارية في المنطقة ، وأفضل السبل لتحقيق خطوات عملية على طريق استعادة الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة وتخفيف حدة التوتر فيها ، ومما له دلالة أيضا أن ذلك ترافق مع مشاركة السلطنة في الاجتماع الوزاري لتعزيز الحرية الدينية المنعقد في واشنطن من ناحية ، ومع فعاليات مركز السلطان قابوس الثقافي في العاصمة الأمريكية من ناحية ثانية ، ومنها التعريف بدور السلطنة في نشر ثقافة التفاهم والاعتدال والحوار والقبول بالآخر مع مختلف الدول والشعوب الأخرى ، دعما للتقارب والمصالح المشتركة فيما بينها .

وبينما تواصل السلطنة جهودها ومساعيها لتوطيد العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء وتعزيز فرص السلام في المنطقة ، فإن الجهود التنموية تتواصل، بقوة ونشاط، في مختلف القطاعات والمجالات، الاقتصادية والاجتماعية ، وبما يحقق للمواطن العماني حياة أفضل اليوم وغدا . وفي هذا الإطار تشجع حكومة حضرة صاحب الجلالة مساهمة مختلف الشركات والمؤسسات ، بما فيها مؤسسات القطاع الخاص العماني ، ليس فقط على صعيد تحقيق أهداف التنمية الوطنية ، ولكن أيضا فيما يتصل بتعزيز المسؤولية الاجتماعية له ، والتي تشكل جزءا مهما من دوره التنموي ، خاصة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات المحلية التي يعمل فيها هذا القطاع بمؤسساته وشركاته ومشروعاته المختلفة .

وفي الوقت الذي تتعدد وتتنوع فيه النماذج والأمثلة الطيبة في هذا المجال، فإن منها على سبيل المثال، توقيع شركة تنمية نفط عمان في الأيام الأخيرة عشر مذكرات تفاهم لتمويل عدة مشروعات للاستثمار الاجتماعي لدعم الخدمات للمجتمع المحلي في مناطق الامتياز التي تعمل فيها الشركة، بما في ذلك إنشاء أجنحة للطالبات في عدد من المدارس، وتوفير أجهزة للجمعية العمانية للمعوقين ، وصيانة مركز تأهيل ورعاية الأطفال المعوقين في أدم ، وإقامة مجالس عامة، وترميم بعض الأفلاج في ولايات أخرى، وهو ما يعبر عن قوة وامتداد العلاقة الوثيقة بين المؤسسات والشركات وبين المجتمعات المحلية التي تعمل فيها ، وحرص العديد من تلك الشركات والمؤسسات على النهوض بالمجتمعات المحلية ، وهو ما يصب في صالحها وصالح المواطن العماني كذلك. وبذلك تتكامل جهود حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - داخليا وخارجيا لتحقيق مصالح الوطن والمواطن العماني ، وما يعود بالخير على المنطقة من حوله أيضا.