1393816
1393816
العرب والعالم

تجدد الاحتجاجات في العراق وحقوق الإنسان تطالب بإطلاق سراح المتظاهرين

16 يوليو 2018
16 يوليو 2018

الكويت مستعدة لتقديم المساعدة -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - وكالات -

تجددت الاحتجاجات في محافظات جنوب ووسط العراق لليوم الثامن على التوالي، رغم اعتقال القوات الأمنية بعض المتظاهرين المطالبين بفرص عمل وتوفير الخدمات، بينما رفضت مفوضية حقوق الإنسان استخدام العنف ضد المحتجين السلميين.

وقالت مصادر أمنية لـ «عمان»، « إن عناصر الأمن في قيادة عمليات البصرة، فرقت محتجين كانوا محتشدين قرب ميناء أم قصر التجاري فضلاً عن إلقاء القبض على عدد منهم».

وتابعت المصادر، أن «محافظة البصرة تشهد توتراً أمنياً نتيجة ازدياد الاحتجاجات في مناطق واسعة من المحافظة، حيث فرقت محتجين آخرين في ناحية الهارثة الواقعة شمال المحافظة».

وأضافت أن «منفذ الشلامجة الحدودي الواقع في قضاء شط العرب عاد للعمل بشكل اعتيادي، كما تم فتح معظم الطرق المغلقة المؤدية الى حقول ومنشآت نفطية». يشار إلى أن القوات الأمنية مازالت تغلق الشوارع المؤدية إلى ديوان مجلس المحافظة في منطقة الساعي، فضلاً عن فرض اجراءات مشددة حول مصارف ودوائر حكومية وبيوت مسؤولين خوفا ًمن مهاجمة المتظاهرين.

و يؤكد المتظاهرون أنه منذ الغزو الأمريكي في العام 2003، استولت الطبقة الحاكمة على الأموال العامة والموارد الطبيعية والمشاريع العامة، وحرمت العراقيين من البنى التحتية الأساسية. ويقول المتظاهر حسين غازي (34 عاما) من البصرة إن «هذه الحقول ملك لنا، ولا شيء لنا فيها». فيما يشير عقيل كاظم (27 عاما) العاطل عن العمل إلى «أننا سمعنا كلاما كثيرا ولم يقدموا لنا شيئا، الآن سنحاسبهم بهذه التظاهرات». وقتل ستة متظاهرين منذ انطلاق الاحتجاجات اليومية في محافظة البصرة الساحلية في جنوب العراق. وفي سياق ذي صلة، قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي خلال مؤتمر صحفي، إن «المفوضية تتابع بقلق شديد الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها المحافظة والملابسات التي رافقتها»، مشيراً إلى أن «المفوضية ترفض اللجوء الى القوة المفرطة في التعامل مع المحتجين لما يمثله ذلك من انتهاك لحقوق الإنسان».

وتابع أن «المفوضية تلقت معلومات تفيد باعتقال أكثر من عشرين متظاهرا في مناطق مختلفة من المحافظة»، منوهاً أن «المفوضية تطالب باطلاق سراح المتظاهرين السلميين من دون اي تأخير أو شروط».

وعمل المحتجون على إغلاق طرق وحرق اطارات وترديد هتافات تطالب بتحسين أوضاع المحافظة التي تعاني من انهيار خدمي شامل، وقد تصاعدت وتيرة تلك الاحتجاجات بعد مقتل متظاهر شاب وإصابة آخرين خلال تظاهرة خرجت في منطقة باهلة القريبة من حقل غرب القرنة النفطي.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد أمس الأول، وفدا من رؤساء عشائر ووجهاء محافظة البصرة برئاسة الشيخ عبد السلام المالكي وبحث معهم تطورات الازمة التي تمر بها محافظة البصرة مؤخرا وسبل معالجة كافة مشاكلها بما يضمن حماية حقوق ومصالح المواطنين وتعزيز الامن والاستقرار والحياة الطبيعية في المحافظة وعموم البلاد فضلا عن وقف تصاعد الازمة الراهنة وتفاقم تبعاتها.

في الاثناء، تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اتصالا هاتفيا من امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح .

وجرى خلال الاتصال بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والاشادة بجهود الحكومة العراقية في ملاحقة ما تبقى من خلايا داعش الارهابية والاوضاع السياسية والعامة في البلد. واكد الصباح ، ان «دولة الكويت مستعدة لتقديم كل ما من شانه ان يساعد العراق خلال الفترة المقبلة للبناء والاعمار والاستقرار اضافة الى المساعدة في بعض المشاريع ومنها تحلية المياه في محافظة البصرة ومشاريع اخرى». بينما قال زعيم ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، إن «العراق يمر بأزمة لربما هي الاخطر، اشتدت بعد الانتخابات الأخيرة التي شابتها الكثير من الاشكالات والطعون ونظراً للتداعيات الحاصلة إضافة الى الخشية من ملامح عودة الإرهاب والتطرف، ولانعدام حل الإشكالية القائمة بين بغداد واربيل بشكل جدي وجذري، تبرز الحاجة اليوم لمعالجات حقيقية تكمن بتشكيل حكومة لإنقاذ البلاد وتهدئة الأوضاع وإجراء انتخابات جديدة ونزيهة». ونوه علاوي، ان «حكومة الانقاذ التي ندعو لها ستكون آخر المحاولات لمعالجة اوضاع البلاد المتأزمة، على ان تكون حكومة قادرة على الوفاء للمواطن وتلبية احتياجاته، تكون مسؤوليتها تحقيق الاستقرار وايجاد الحلول الفورية لأبرز المشكلات في البلاد، ولانتشال العراق ونقله الى حالة تطمئن كل مواطن عراقي وتطمئن العالم». ميدانياً، قال مصدر عسكري في محافظة نينوى، إن «منتسباً في دائرة جنسية نينوى قُتل بهجوم مسلح أمام منزله في ناحية القيارة». في حين، قال الناطق باسم مركز الإعلام الامني العميد يحيى رسول، ان «القوات الأمنية في قيادة عمليات الجزيرة وخلال عملياتها لتفتيش قاطع المسؤولية تمكنت من تفجير 80 عبوة ناسفة وثماني مضافات وتدمير مخبأين وأربعة انفاق وكرفان». وفي جانب أخر، أكد قائد خطة فرض القانون في المحافظة اللواء الركن معن السعدي، إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب وبقية الأجهزة الأمنية تعمل في مواقعها بصورة طبيعية ولا توجد أية انسحابات لأية قوة عسكرية من كركوك صوب أية مدينة عراقية».وأضاف، أن «قوات مكافحة الإرهاب وبقية الأجهزة الأمنية منتشرة ضمن قواطع العمليات والمسؤولية وتعمل بتنسيق عالٍ، والأوضاع الأمنية مستقرة في كركوك وبصورة ممتازة وجميع القوات تعمل على حفظ أمن المواطنين في المحافظة».