صحافة

الحياة الجديدة: مشاريع صفقة القرن الآمنة ودماء الفلسطينيين المستباحة

04 يوليو 2018
04 يوليو 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر مقالا بعنوان: مشاريع صفقة القرن الآمنة، ودماء الفلسطينيين المستباحة!، جاء فيه:

لم يصرح فلسطيني واحد حتى الآن بقبول صفقة القرن، وهذا لأننا جميعا معنيون بدفنها بعدما أسقطها قائد حركة التحرر الوطنية رئيس الشعب الفلسطيني بالضربة القاضية في اللحظة الأولى من الجولة الأولى!! وبذلك نطبق مقولة العرب “إكرام الميت دفنه”!!

يعتقد كثير من الناس بأساطير تحكي فكرة التقمص، والقرين، وملخصها المبسط تحول الروح في اللحظة نفسها التي تفارق فيها جسدها الأصلي إلى جسد مخلوق آخر ولكن ليس بالضرورة بشريا مثلنا أو بمرتبة إنسان.

أما الآن فإننا نعتقد بتنافس مقنع، أي من وراء حجاب، ولكن (بحماس) شديد لأن يصبح القرين الأوفر حظاً لهذه الصفقة الهالكة اللامأسوف عليها، فيما يجاهر آخرون برغبتهم في التخلي عن أرواحهم الأصلية مقابل فوزهم بروح صفقة دونالد ترامب!! يعلم المتنافسون بشدة أن تحصين روح الوحدة الوطنية، والتحرر من العقلية الانقلابية الانفصالية، ونفض غبار الكراهية والأحقاد ومفاهيم وتعاميم وتفاسير التخوين والتكفير، والالتزام بالقانون، والكف عن اغتصاب إرادة الشعب الفلسطيني، وكذلك الامتناع عن رهن القضية لأجندات مشاريع قوى إقليمية وخارجية هي المتطلبات الأساسية للتخلص إلى الأبد من صفقة القرن.

لكنهم يعلمون أيضا كما نعلم أنهم لا يملكون في هذه اللحظة التاريخية مقومات الإرادة الوطنية الحرة، فهم تابعون، لا ولاء ولا انتماء إلا للجماعة، ويستحيل عليهم اكتساب ثقافة الانتماء الوطني، بسبب الحواجز المنيعة التي أنشأها (مشايخهم) في نفوسهم فحالت بينهم وبين أدنى لقاء مع الوطن، فكرا كان ومنهجا، أو تطبيقات عملية واقعية، وباعدتهم عن العقلانية والثقافة الوطنية كبعد السماء السابعة عن الأرض!!.

أما المنفصلون عن جذورهم، وبيئتها، وأخلاق أمتهم الإنسانية وقيمها، ويحاولون تقمص لعبة المصالح المادية الإقليمية الظالمة، المجردة من العدل والحق، فعليهم الإدراك قبل فوات الأوان أنه بالمال قد يشتري ضمائر هي في الأصل مزورة وصدئة ومتهالكة، وقد تؤمن له موقعا في اللعبة الإقليمية الجارية على رقعة أرضنا، فالجنود الضحايا من لحم ودم، هم أبناؤنا، والقلاع جزء لا يتجزأ من أرض وطننا، لكن أموالهم وأموال العالم، ومشاريعهم ومشاريع العالم، كلها لن تحرفنا ولن تكون ولن نراها بديلا عن أهدافنا التي نمضي لتحقيقها على درب التضحية لنيل الحرية الاستقلال، فليوفروا مشاريعهم التي ستكون باتفاقهم مع دولة الاحتلال، ودويلة الانقلاب والانفصال في غزة آمنة، لا يمسها شيطان الحرب الإسرائيلية، فيما يجيزون إهدار دماء شعبنا في غزة!! وعليهم أن يفهموا أن مشروع حماية شعبنا ومصالحه العليا، ومنع الاتجار بقضيته ودماء شبابه أولويات نضالنا وبرنامجنا السياسي فأرض وطننا فلسطين ليست للبيع، ودماء شعبنا لن تصير ماء لإسمنت مشاريع صفقة القرن، ونتمنى عليهم ألا يفكروا بإحياء عظام صفقتهم، أو يأتونا بشبهها، لأنهم لن يجدوا مرحبا بمشاريعهم إلا أشباه الرجال، ولعلمهم فأمثال هؤلاء قد أسقطناهم من صفحات تاريخنا، ومن بقي أو استنسخ منهم فإنه تحت أنظارنا.