صحافة

الوفاق: الاتفاق النووي الإيراني والنموذج الكوري

24 يونيو 2018
24 يونيو 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «الوفاق» تحليلاً نقتطف منه ما يلي: اكتسب لقاء الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مع رئيس كوريا الشمالية «كيم جونج أون» الذي عُقد مؤخراً في سنغافورة، صفة «قمة تاريخية» معيداً إلى الأذهان قمة تاريخية مماثلة عُقدت عام 1988 بين الرئيس الأمريكي الأسبق «رونالد ريجان» ونظيره السوفيتي «ميخائيل جورباتشوف» لمناقشة تقليص الأسلحة النووية.

وقالت الصحيفة: إنّ لقاء ترامب وجونج أون أطلق عملية تفاوضية صعبة ومعقدة بشأن الترسانة النووية لكوريا الشمالية للوصول إلى اتفاق شامل ونزع الأسلحة النووية مقابل سحب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية، وتقديم ضمانات مالية واستثمارية لبيونج يانج، مشيرة إلى أن إيران تراقب بحذر تداعيات هذا اللقاء على اتفاقها النووي المعلّق مع القوى العالمية والذي دخل مرحلة حرجة بعد انسحاب واشنطن منه قبل عدّة أسابيع.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: هناك تعويل كبير في إيران على تباين بين الموقفين الأمريكي والأوروبي إزاء الموضوع النووي، فمن جهة تسعى الترويكا الأوروبية «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا» للحفاظ على الاتفاق لوجود مصالح اقتصادية مهمة لهذه الدول مع إيران، في حين تشعر الترويكا بأن علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن ستتعرض للتهديد في حال نأت بنفسها عن الموقف الأمريكي حيال الأزمة النووية والصاروخية البالستية مع طهران.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنه في حال أخفقت العواصم الأوروبية الثلاث «باريس ولندن وبرلين» في تقديم الضمانات الاقتصادية والقانونية التي تطالب بها إيران للاستمرار بالاتفاق النووي فإن ذلك سيؤدي إلى تعريض الاتفاق إلى خطر الانهيار، ولذلك - والقول للصحيفة - سعى الأوروبيون لحثّ طهران على تجنب أي إجراء يمكن أن يفسر على أنه محاولة لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تعهدت إيران بعدم خرقه مقابل تعهد الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي برفع الحظر عنها.

وتساءلت الصحيفة عمّا أسمته دوافع مرونة الرئيس الأمريكي «ترامب» في التعامل مع النووي الكوري، معربة عن اعتقادها بأن من جملة هذه الدواعي هو التفرغ لقضايا الشرق الأوسط، ومن بينها الأزمة النووية مع إيران، باعتبار أن المواجهة مع كوريا الشمالية التي يلوح شبح الصين خلفها لم تعد تحظى بأولوية بالنسبة لواشنطن في ظلّ المعادلات المعقدة التي تشهدها العلاقات الدولية والإقليمية والتي تركت آثاراً مباشرة على طبيعة التوازنات بين الدول ذات العلاقة بالأزمات الدائرة ومن بينها الأزمة النووية بين إيران من ناحية والغرب من ناحية أخرى بشكل عام وأمريكا بشكل خاص.