1351606
1351606
روضة الصائم

أدب الطفل: أهمية طاعة الوالدين (2)

02 يونيو 2018
02 يونيو 2018

إعــــداد: مروة حسن -

تحدثنا في المقال السابق عن أهمية طاعة الوالدين، وختمنا الحديث بأن دعوة الوالدين مستجابة كما أن دعوة البار بوالديه مستجابة أيضا والدليل على ذلك كما يوضح لنا محمد جمال شمس الدين (إمام وخطيب مسجد البخاري بمسقط) هو قول رسولنا صلى الله عليه وسلم (ثلاث لا ترد دعوتهم، دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم).

وأضاف: كذلك دعوة البار بوالديه مستجابة والدليل على ذلك أيضا هو ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ، فانْحَدرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ، فَقالُوا : إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أنْ تَدْعُوا اللهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ .

قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُمَا أهْلاً ولاَ مالاً، فَنَأَى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَوْماً فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلاً أو مالاً، فَلَبَثْتُ - والْقَدَحُ عَلَى يَدِي - أنتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَميَّ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما . اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ، فانفرج جزء من الصخرة..)

وهناك قصة أخرى نستدل بها على أن دعاء البار بوالديه مستجاب وهي قصة أويس بن عامر القرني وقد كان من أهل اليمن، وكان به برص فشفاه الله تعالى منه إلا موضع درهم وكان له أم هو بار بها، فكان أويس يتمرغ تحت أقدام أمه ويقول لها فيهما الجنة، وكان أويس يحمل أمه على ظهره لقضاء حاجتها، وكان يلبس الخشن من الثياب ليوفر لأمه الناعم من الثياب، وفي يوم كان النبي صلى الله وسلم جالسا مع أصحابه فقال لهم يأتي إليكم أويس بن عامر القرني رجل من أهل اليمن، كان بارا بأمه وكان به برص فشفاه الله تعالى منه إلا موضع درهم، فمن استطاع منكم أن يدعو له أويس فليفعل) وعندما أصبح سيدنا عمر رضي الله عنه خليفة للمسلمين كان يجلس في كل عام في مقدم الحج ويستقبل وفود أهل اليمن ويقول أفيكم أويس بن عامر القرني؟ فكانوا يتعجبون كيف لأمير المؤمنين أن يسأل عن هذا العبد الفقير أويس القرني فيقولون له لا يا أمير المؤمنين، وبعد وفاة أم أويس ذهب ليحج بيت الله الحرام، وكان سيدنا عمر لا زال ينتظر مقدم وفود أهل اليمن ويسألهم عن أويس فقالوا نعم يا أمير المؤمنين هو معنا فقال دلوني عليه فذهب إليه وقال له أنت أويس بن عامر القرني؟ قال نعم يا أمير المؤمنين، قال له كان بك برص شفاك الله منه إلا موضع درهم قال نعم، قال له كنت بارا بأمك؟ قال نعم يا أمير المؤمنين فقال أدعو لي الله يا أويس فقال أويس: أو تسخر مني يا أمير المؤمنين؟ قال لا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي إليكم أويس بن عامر القرني فمن استطاع منكم أن يدعو إليه أويس فليفعل، فدعا له أويس) وكل هذا كان بفضل بره لأمه وحرصه على طاعتها والإحسان إليها فاستحق على ذلك أن يكون مستجاب الدعوة، فهنيئا لكل بار بوالديه هذا الفضل،جمعنا الله ووالدينا وذرياتنا في جنة الخلد.

  • س: ما هي أكثر قصة لنبي ذكرت في القرآن؟

    ج: قصة النبي موسى عليه السلام.