العرب والعالم

تقرير: ترامب وكيم.. من تصريحات نارية إلى قمة تاريخية

11 مايو 2018
11 مايو 2018

واشنطن - (أ ف ب) - تشكل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون منعطفا تاريخيا في العلاقات بين البلدين وتأتي بعد حرب كلامية حادة بين الرجلين المتقلبين على مدى أشهر مع تبادلهما التهديدات والإهانات.

فيما يلي بعض التطورات الدبلوماسية التي نقلت الخطاب الحربي الى قمة بين ترامب وكيم في 12 يونيو في سنغافورة.

في 2 يناير 2017 وقبل أسابيع على توليه منصبه، وعد الرئيس الأمريكي المنتخب بان كوريا الشمالية لن يسمح لها بتطوير سلاح نووي قادر على بلوغ الأراضي الأمريكية.

وفي مستهل رئاسته وجه ترامب رسائل متفاوتة، ففي تصريحات منفصلة في أبريل 2017 وصف كيم على انه «رجل مجنون يملك السلاح النووي» واستهزأ بوزنه الزائد وكيفية وصوله الى الحكم في سن مبكرة.

وفي 1 مايو فاجأ المراقبين عبر الإعلان انه «سيتشرف» ويرغب في لقاء الزعيم الكوري الشمالي في الظروف المناسبة.

وبعد ستة أشهر من رئاسة ترامب في يوليو 2017، أجرى كيم تجربتين لصاروخين بالستيين عابرين للقارات وأعلن ان الولايات المتحدة في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية. وفي الشهر التالي هدد ترامب «بالنار والغضب» إذا واصلت بيونج يانج تهديد أمريكا ما أطلقت تصعيدا لمدة أشهر. وبعد أسابيع أطلقت بيونج يانج صاروخا بالستيا فوق اليابان وفي 3 سبتمبر أجرت تجربتها النووية السادسة مؤكدة أنها قنبلة هيدروجينية يمكن تزويد صاروخ بها.

وحذر الرئيس الأمريكي من ان «الحوار» ليس الحل للأزمة مع بيونج يانج رغم ان إدارته لم تستبعد حلا دبلوماسيا.

في 21 سبتمبر 2017 كشفت واشنطن عن سلسلة عقوبات مشددة لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي والبالستي.

وجاء الإعلان بعد خطاب ترامب الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي أطلق فيه على كيم تسمية «رجل الصاروخ» الذي يقوم بـ«مهمة انتحارية» محذرا من ان الولايات المتحدة «لن يكون لديها خيار سوي تدمير كوريا الشمالية بالكامل» إذا تعرضت للتهديد.

ردا على ذلك، وفي خطابه السنوي بمناسبة السنة الجديدة، حذر كيم بأن لديه «زرا نوويا» على طاولته، لكن خفف من وطأة تصريحاته معربا عن اهتمامه بإجراء حوار. وخرج ترامب على وسيلته المفضلة «تويتر» ليرد «لقد صرح زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون بأن لديه زرا نوويا على طاولته في جميع الأوقات.

هل يمكن ان يبلغه شخص من نظامه المتهالك والجائع بأن لدي أنا أيضا زر نووي، ولكنه أكبر وأقوى كما أن زري يعمل».

وقالت صحيفة الحزب الرسمي لكوريا الشمالية ان «تبجح» ترامب ليس إلا «كلام شخص مجنون» يخاف من قوة كوريا الشمالية، وكذلك «نباح كلب مريض».

بعد سنوات من التوتر، أتاحت استضافة كوريا الجنوبية للألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير 2018 تقاربا بين الكوريتين لفتح اتصالات ما أشاع أجواء تهدئة في شبه الجزيرة الكورية.

وفيما سار وفدا البلدين معا في حفل الافتتاح صافح الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان في خطوة تاريخية شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ كما ان ابنة ترامب ايفانكا حضرت الحفل الى جانب كبار المسؤولين من الطرفين. وأوضحت واشنطن أنها ستبقي الضغط رغم مؤشرات التقارب في شبه الجزيرة الكورية، وفرضت في 23 فبراير 2018 أكبر سلسلة عقوبات في خطوة وصفها النظام بأنها «عمل حرب». لكن في إعلان لافت من البيت الأبيض في 8 مارس قال مسؤول كوري جنوبي ان كيم «سيمتنع عن أي تجارب إضافية نووية أو صاروخية» وانه دعا ترامب الى لقائه وان ترامب قبل الدعوة.

ومهدت الألعاب الأولمبية الطريق أيضا أمام قمة تاريخية بين الكوريتين في 27 أبريل وعدت خلالها سيول وبيونج يانج بالعمل على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة والحفاظ على سلام دائم.

- العقبات الأخيرة- في إجازة عيد الفصح قام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ووزير الخارجية المعين مايك بومبيو بزيارة سرية الى بيونج يانج حيث التقى كيم وبدأ التمهيد للقمة التاريخية.