1323988
1323988
المنوعات

«التراث والثقافة» تحتفل باليوم العالمي للمتاحف في مركز نزوى الثقافي

01 مايو 2018
01 مايو 2018

بتدشين تصميم ثلاثي الأبعاد لمتحف التاريخ الطبيعي وقاعة الحوت بعنوان التجول الافتراضي -

إنشاء متحف التاريخ البحري العماني بولاية صور يجسد خبرة العمانيين في الملاحة -

نزوى - مكتب « عمان »:

شهد مركز نزوى الثقافي أمس احتفالية نظمتها وزارة التراث والثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، تحت شعار (المتاحف وفضاء الإنترنت: أساليب جديدة، جمهور جديد)، أقيمت الاحتفالية برعاية سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي نزوى، وحضور عدد من ممثلي الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية والمهتمين بالأعمال المتحفية.

بدأ الحفل بكلمة الوزارة ألقتها رحمة بنت قاسم الفارسية المديرة العامة للمديرية العامة للمتاحف، تحدثت فيها عن المتاحف بصفتها وسيلة مهمة للتبادل الثقافي، وأمكنة تثري الثقافات، وتطور التفاهم والتعاون والسلام بين الشعوب.

وقالت في كلمتها: إنه منذ عام 2017 حظي اليوم العالمي للمتاحف بمشاركة تفاعلية وقياسية مع أكثر من 36 ألف متحف، وتمت استضافة فعاليات متنوعة لتسليط الضوء على هذا اليوم في 157 بلدًا وإقليمًا، وفي هذا الإطار فإن وزارة التراث والثقافة تواصل سياسة وبرامج تعزيز منظومة متحفية جديدة في السلطنة، تواكب التطور والتنمية الحديثة، وتطرح رؤية ومفهومًا جديدًا لهذه المؤسسات المهمة في الشأن الثقافي، لا تقل في مستواها ومضمونها عن المستوى العالمي في الإعمار الثقافي.

إنشاء مجموعة من المتاحف

وقالت أيضا: إن وزارة التراث والثقافة تعمل على إنشاء مجموعة من المتاحف المتنوعة، مثل مشروع متحف التاريخ البحري العماني، الذي سيتخذ من ولاية صور موقعًا له، يبرز تفاصيل التاريخ البحري العُماني العريق، من خلال مجموعة من المقتنيات ووسائل التفسير المتحفية، تجسد خبرة العمانيين ومنجزاتهم في الملاحة البحرية، مع مختلف دول ومناطق حضارية على امتداد التاريخ.

وتطرقت الفارسية أيضا إلى جهود الوزارة في تطوير متحف التاريخ الطبيعي الحالي من خلال إنشاء النسخة الجديدة من المتحف، ليكون مقصدًا رئيسيًا للاستكشاف والتعليم والاطلاع على التراث والتاريخ الطبيعي، إلى جانب إبراز الخبرة العُمانية المكتسبة خلال آلاف السنين في التعامل مع الطبيعة، وتوثيق صلة المواطن بهذا التراث، من خلال مجموعة من البرامج، في مجال إدارة المقتنيات وإقامة برامج وفعاليات منتظمة، والمساهمة في تعزيز وفتح مجالات جديدة في مجال البحث العلمي، والتعليم والتواصل والتوعية مع مختلف شرائح المجتمع، وأن يكون المتحف مزارًا سياحيًا يعزز المنظومة السياحية الداخلية والخارجية. وبهدف التجديد واستيعاب الوسائل الحديثة في المتحف العماني الفرنسي، يجري إعداد خطة لتطوير المتحف، وبموجبها سيتم العمل على تجديد شامل للمتحف، لتحسين هياكل المبنى الإنشائية والميكانيكية، كما سيتم تحديث وتطوير المعرض المتحفي الدائم.

التطوير الجاري بمتحف الطفل

وحول التطوير الجاري بمتحف الطفل، أوضحت الفارسية أنه نظرًا لتطور وسائل التفسير والتعليم إلى جانب التقنية، تم مؤخرًا إقرار الدارسة الاستشارية لتطوير وإعادة تأهيل متحف الطفل بهدف نشر المعارف في العلوم والتكنولوجيا، وعرض الاختراعات الحديثة، وتوصيل المعلومة العلمية بطريقة مبسطة وسهلة للطفل مما يتيح له الاستيعاب، إلى جانب محاكاة وتعزيز الروح الإبداعية.

افتتاح متحف في مدحاء اليوم

واختتمت المديرة العامة لمديرية المتاحف كلمتها بالإعلان عن الانتهاء من مشروع إنشاء متحف بولاية مدحاء بمحافظة مُسندم، حيث سيفتتح اليوم.

أنجز هذا المتحف بتقديم دعم مالي من وزارة التراث والثقافة قدره 300,000 ألف ريال عُماني، ويعد هذا المتحف النموذج الثاني بعد مبنى متحف الحصن القديم، والذي أنجز بتكلفة تجاوزت 400,000 ألف ريال عماني، إلى جانب دعم أعمال ترميم مبنى متحف بيت الغشام، وتواصل العمل في مشروع تجهيز مركز فتح الخير بولاية صور، حيث تعاقدت الوزارة مع مؤسسة إيطالية متخصصة لأعمال ترميم مقتنيات المركز، تمهيدًا لعرضها بعد الانتهاء من أعمال تأهيل وتجهيز المبنى.

تدشين تصميم ثلاثي الأبعاد

بعدها تم تدشين تصميم ثلاثي الأبعاد للمتحف (الواقع الافتراضي)، وقاعة الحوت في خطوة لتقريب الجمهور لمتحف التاريخ الطبيعي، حيث قدمت عزة الجابرية مديرة متحف التاريخ الطبيعي شرحا مفصلا عن هذا التصميم، أوضحت في شرحها أن المتحف يخدم الجانب الترويجي والتسويقي محليا وخارجيا، وأن متحف التاريخ الطبيعي يعد أول متحف محلي يقوم بتصميم العرض ثلاثي الأبعاد.

وأضافت الجابرية: إن أهمية المتاحف الافتراضية تكمن في تخطي حدود الزمان والمكان، وإتاحة التفاعل مع المعروضات الافتراضية، ومحاكاة البيئة الواقعية من خلال استخدام الإنترنت حيث يمكن التجول الافتراضي عبر الروابط الرقمية التي يوفرها المتحف لجمهوره.

معرض متحف خارج الزجاج

ثم قام راعي المناسبة بافتتاح معرض المتحف الافتراضي لمتحف التاريخ الطبيعي، ويحمل عنوان (متحف خارج الزجاج)، وتعرف على معروضاته المتنوعة، التي تكشف التنوع التضاريسي لبيئة السلطنة، ومن أهمها الحيوانات المحنطة، كالنمر العربي الموجود في جبال سمحان، والغزال العربي الموجود في مواقع متفرقة من السلطنة.

إضافة إلى وجود عظام ديناصور، عُثر عليها في أحد الاكتشافات الأثرية بالسلطنة، ومجموعة مختارة من المتحجرات، وهياكل عظمية لحيوانات بحرية كالدولفين، ومزيج متباين من الزواحف والحشرات الموجودة على أرض السلطنة، كما شارك متحف الطفل بعرض عدد من الأجهزة، وشارك المتحف العماني الفرنسي بلوحات تتضمن معلومات توضيحية عن العلاقات العُمانية - الفرنسية، مؤكدة على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين، منذ أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، ويوفر المعرض لغة برايل ليمنح المكفوفين إمكانية الاستفادة والاستمتاع بالمتحف.

إقامة حلقات عمل مصاحبة

وجاءت فكرة إقامة معرض مصغر لبعض المتاحف التي تشرف عليها الوزارة بمركز نزوى الثقافي، مراعاة للبعد الجغرافي للقاطنين في المحافظات خارج مسقط، ولتعريف الجمهور بمحافظة الداخلية وما حولها بالمتاحف، وإبراز دورها في الحفاظ على الإرث الطبيعي والتنوع الأحيائي واهتمامها بالجوانب العلمية التي يكرس متحف الطفل رسالته من أجلها، فضلا عن تسليط الضوء على المتحف العماني الفرنسي ومقتنياته التاريخية، ويعتبر هذا المعرض انطلاقة البدء للخروج بهذه المتاحف إلى المحافظات الأخرى.

من جانب آخر يشمل الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف إقامة حلقات عمل مصاحبة للمعرض لطلبة المدارس، وذلك بهدف إثراء معارفهم، وتنمية حس المسؤولية لديهم تجاه التراث الإنساني، وإيجاد جسور بنّاءة بين الوزارة وفئات المجتمع، كما ستنفذ المديرية العامة للمتاحف في السابع من الشهر الجاري بمركز نزوى الثقافي عددا من أوراق العمل التعريفية.

محاضرة بمتحف قلعة صحار

ويقدم متحف قلعة صحار محاضرة تعريفية وتوعوية، لطلاب المدارس الحكومية بمحافظة شمال الباطنة، عن اليوم العالمي للمتاحف، حيث ستتواصل طوال أسبوعين من هذا الشهر مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، ومنها تنظيم حلقات عمل ومسابقات تفاعلية تشويقية للطلاب، كما ستقيم بعض المديريات ودوائر التراث والثقافة بالمحافظات بعض الأنشطة والفعاليات ذات الصلة، تزامنا واحتفاء بهذا الحدث السنوي.