صحافة

الحياة الجديدة: الذكــرى الـ42 ليـوم الأرض

30 مارس 2018
30 مارس 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب عمر حلمي الغول مقالا بعنوان: نبض الحياة - الذكرى الـ42 ليوم الأرض، جاء فيه: تحل ذكرى يوم الأرض العظيم الجمعة الموافق الـ30 من مارس، وهي مناسبة وطنية هامة على كل الصعد والمستويات: أولا لإعادة تجديد الولاء والتمسك بالأرض الفلسطينية؛ ثانيا لتأكيد الإجماع الفلسطيني السياسي والمجتمعي والثقافي في كل تجمعات الشعب على أولوية الأرض في المشروع الوطني؛ ثالثا تأكيد الترابط بين الأرض وحق العودة، كحق مقدس لا يمكن التراجع عنه أو الالتفاف عليه؛ رابعا رفض الاستيطان والمشروع الاستعماري الإسرائيلي، واعتباره مشروعا متناقضا مع عملية التحرر الوطني، ونقيضا للاستقلال والحرية وتقرير المصير؛ خامسا رفض أي مشروع أو مقترح سياسي ينتقص من الحقوق والمصالح والأهداف الوطنية بغض النظر عمن يقف خلف ذلك المشروع؛ سادسا الرهان على تزايد واتساع نطاق الدعم الأممي لاستقلال دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.

الثلاثون من مارس من كل عام يعتبر محطة هامة في كفاح الشعب العربي الفلسطيني لتأكيد ما سبق ذكره، وإشهارا لسيف الحق الوطني في الانعتاق من ربقة المشروع الكولونيالي الاستعماري الإسرائيلي، وإعلاء لصوت الأرض في المشروع الوطني، التي يحاول قادة دولة التطهير العرقي الإسرائيلية تغييبها، وإجاد هوة كبيرة بين الوجود الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات، وبين أرض وطنهم الأم، ليس هذا فحسب، بل في إسقاط ونفي الرواية الوطنية من الجذور، وبناء ركائز رواية مزورة وزائفة على أنقاض الرواية الحقيقية، رواية الشعب العربي الفلسطيني، وهو ما فشلت في تحقيقه، رغم مرور سبعة عقود على وجودها الاستعماري في أرض فلسطين التاريخية.

وتزداد الذكرى الثانية والأربعون ليوم الأرض ثقلا وصعوبة هذا العام، كونها تأتي في أعقاب تكالب واشتداد هجمة المشروع الصهيوأمريكي على الحقوق والمصالح الوطنية بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، والتطابق مع مركبات المشروع الصهيوني في تقزيم وسحق المشروع الوطني الفلسطيني، وانفلات عقال الاستيطان الاستعماري على حساب الإنسان والأرض الفلسطينية، وتعطل مشروع السلام، ومع حدوث شقوق واختراقات في المواقف العربية الرسمية تجاه قضية العرب المركزية، ما أحدث تراجعا وانكفاء في وحدة وتماسك الموقف العربي نتيجة جملة من العوامل الداخلية والإقليمية والدولية، ومع كشف حركة حماس عن خبايا مشروعها المعادي للمصالحة الوطنية، وتغليب حساباتها الضيقة وأجنداتها الإقليمية على حساب الوحدة الوطنية، التي تمثلت بالتفجير الإجرامي ضد موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات قبل أسبوعين، ما يضاعف من إيلاء الأهمية ليوم الأرض، وتعظيم عملية الدفاع عنها، وإيصال رسالة للإدارة الأمريكية ولحكومة الائتلاف اليميني المتطرف الإسرائيلية ولكل ذي صلة بالمسألة الفلسطينية، وحل الصراع السياسي، أن الشعب العربي الفلسطيني وقواه الحية بقيادة الشرعية الوطنية لم ولن يفرطوا بأي حق من حقوقهم الوطنية الممكنة والمقبولة والمتفق عليها في برامج الإجماع الوطني.

كما أن حلول الذكرى الـ42 مع تصاعد المقاومة الشعبية السلمية يضفي على يوم الأرض زخما وعنفوانا شعبيا ورسميا، حيث تتلاقى الإرادة الرسمية مع الإرادة الشعبية في بوتقة الدفاع المستميت عن المشروع الوطني، وعنوانه الدفاع عن الأرض الفلسطينية، وحماية الحقوق والثوابت الوطنية، والدفع قدما لارتقاء الكفاح الشعبي مستوى الانتفاضة الشاملة.

ليوم الأرض نكهة الأرض وعظمتها، وأهميتها الإستراتيجية في الفكر السياسي الفلسطيني.

وعليها ومن أجلها يستمد الشعب العربي الفلسطيني قوته، ويستجمع قواه الوطنية وقطاعات الشعب المختلفة لتجنيدها في ميدان المواجهة مع جيش الموت والاستعمار الإسرائيلي ومع جماعات المستعمرين ومن خلفهم إدارة ترامب للدفاع عنها (الأرض) وعن الحقوق والمصالح الوطنية العليا، وللتأكيد للقاصي والداني أن الأرض الفلسطينية والحقوق الوطنية ليست للبيع أو للرهن والتأجير، وانتهى زمن المساومة، لأن القيادة الشرعية قدمت كل استحقاقات بناء ركائز السلام، ولم يعد في الجيب الفلسطينية شيئا تقدمه، وعلى إسرائيل ومن ورائها إدارة ترامب إدراك ذلك، وأيضا انتباههم جيدا بأنه من دون السلام مع قيادة منظمة التحرير لن يكون هناك سلام، ولن يمر مشروع صفقة القرن أو غيره من المشاريع، التي تتعارض مع الحقوق والمصالح الوطنية.

ويوم الأرض، هو يوم الرد على كل المشاريع العدائية.