صحافة

موسكو تطالب بريطانيا بالاعتذار

26 مارس 2018
26 مارس 2018

ما زالت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجى سكريبال وابنته تحتل مساحات كبيرة في الصحف البريطانية للأسبوع الثالث على التوالي، ففي وقت يتصاعد فيه التوتر بين روسيا والغرب الذي يتزايد تضامنه مع بريطانيا في هذه القضية يوما بعد يوم طالب الكرملين بريطانيا بتقديم «أدلة» تثبت اتهاماتها لموسكو بالمسؤولية عن تسميم العميل الروسي المزدوج في 4 مارس في إنجلترا أو «الاعتذار».

وفي معرض الإجابة على سؤال عما إذا كان تصاعد التوتر مع بريطانيا والغرب ضد روسيا عزز من شعبية بوتين في الانتخابات، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «عاجلا أم آجلا يجب الرد على هذه الاتهامات التي لا أساس لها، إما عبر دعمها بالأدلة المناسبة أو الاعتذار». واصفا الاتهامات البريطانية لموسكو بأنها «تشهير ضد روسيا، ولا يمكن فهمها على الإطلاق كما أن دوافعها غير أكيدة».

وحول تضامن الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا كتب فرانسيس إليوت تقريرا لصحيفة «التايمز» بعنوان «حلفاء ماي الأوروبيون على استعداد لطرد الدبلوماسيين الروس»، ذكر فيه أن خمس دول في الاتحاد الأوروبي على استعداد للتضامن مع بريطانيا في طرد  الدبلوماسيين الروس ردا على تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته.

وأشار تقرير «التايمز» إلى مطالبة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي روسيا بالرد على الأسئلة المتعلقة بتسميم الجاسوس سكريبال في بريطانيا معبرين في بيان لهم عن «تضامنهم المطلق» مع لندن في إدانة الهجوم على  سكريبال وابنته في سالزبيري الذي تسبب أيضا في إصابة شرطي بمرض شديد وتعريض حياة عديد من المواطنين للخطر جراء هذا الفعل غير المشروع.

ورجح البيان مسؤولية روسيا عن هذا التصرف «المتهور» في الهجوم بغاز أعصاب يستخدم في الأغراض العسكرية من نوع تطوره روسيا للمرة الأولى على أرض أوروبية منذ أكثر من 70 عاما. واعتبار استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا غير مقبول، ويشكل تهديدا أمنيا لدول الاتحاد. كما يعتبر انتهاكا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وخرقا للقانون الدولي.

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن نفي روسيا المتكرر لتورطها في تسميم العميل الروسي بغاز الأعصاب «يزداد عبثية» سلطت صحيفة «ديلي إكسبريس» الضوء على تعليقات الوزير جونسون التي شبه فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهتلر، فيما يتعلق بالطريقة التي يروج بها الرئيس بوتين لكأس العالم في روسيا التي تشبه تلك التي استخدمها هتلر في دورة برلين الأولمبية عام 1936.

وركزت صحيفة «مترو» على ضابط الشرطة السيرجنت نيك بيلي الذي هرع إلى مكان الحادث محاولا إنقاذ الجاسوس سكريبال وابنته، وقالت: إنه أصيب هو الآخر بالتسمم بغاز الأعصاب، وأدخل إلى المستشفى، ولكنه خرج مؤخرا تاركا سكريبال في المستشفى مصابا بتلف في المخ. ونقلت الصحيفة عن الضابط نيك بيلي قوله: «لن تكون حياتي الطبيعية كما كانت عليه من قبل»، فيما قالت زوجته سارة: إنها كانت «أكثر الأحداث المؤلمة في حياتنا».

وفي برنامج اندرو مار على شاشة «بي بي سي» اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا بتخزين غاز الأعصاب المستخدم في الهجوم على الجاسوس سيرغي سكريبال وابنته منذ أكثر من عشر سنوات. وفي المقابل في نفس البرنامج أوضح سفير روسيا فلاديمير شيزلزف: إن روسيا لم تخزن هذا النوع من السموم، وإن مختبر بورتون داون العسكري الواقع بالقرب من المدينة التي وقع فيها الهجوم ربما يكون مسؤولا عن هذا الغاز، مشيرا إلى أن عددا من العلماء الذين يزعمون إنتاج غاز الأعصاب «أخرجوا من روسيا ويعيشون الآن في بريطانيا». وأضاف «لا يوجد أي مخزون على الإطلاق» لغاز الأعصاب في روسيا..

وأوضحت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أمام البرلمان أن قاعدة «بورتون داون» للأبحاث العسكرية في «ولتشير» هي التي تعرفت على المادة المستخدمة في الهجوم على أنها جزء من مجموعة من غاز الأعصاب المعروفة باسم «نوفيتشوك» كان الاتحاد السوفييتي قد طورها.