كلمة عمان

مزيد من دعم الشراكة مع القطاع الخاص

13 مارس 2018
13 مارس 2018

اذا كان من المعروف على نطاق واسع ان من اهم الركائز التي تستند اليها جهود التنمية المستدامة في مختلف المجالات ، والخطط والبرامج الخاصة بذلك على كافة المستويات ، هى التعاون ، الواسع والعميق ايضا بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ، وهو ما يعني افساح المجال بشكل اكبر امام القطاع الخاص العماني للاسهام بشكل اكبر في تنفيذ خطط وبرامج التنمية ، وفق الاولويات المحددة ، فانه من المؤكد ان عملية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص قد ترسخت ايضا ، ليس فقط لأنه لا يوجد مجال من مجالات العمل والاستثمار والتنمية لا يعمل فيه القطاع الخاص ، ولكن ايضا لان اسهام القطاع الخاص يتسع وينمو بشكل كبير وملموس عاما بعد عام ، والامثلة في هذا المجال عدديدة ومتنوعة .

وفي هذا الاطار فانه ليس مصادفة على اي نحو ان يكون تواجد القطاع الخاص ، وانشطته واسهاماته ، ملموسة ومتنامية ، سواء في مجال توفير فرص عمل واستيعات مزيد من القوى العاملة الوطنية ، وهو ما يجري على قدم وساق ، أو في مجال الاسهام النشط في اقامة العديد من المشروعات الصناعية والسياحية والخدمية والعقارية ، وغيرها ، وفي مختلف محافظات السلطنة ، وهو ما يبعث على الثقة والاعتزاز ايضا.

جدير بالذكر ان اللقاء المفتوح الذي تم تنظيمه من جانب المؤسسة العامة للمناطق الصناعية ، بالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة البريمي ، والذي شارك فيه عدد من المستثمرين والصناعيين بمحافظة البريمي ، قد اكد على اهمية وضرورة دعم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ، لتحقيق مزيد من التقدم والرخاء للمواطن العماني ، والازدهار للاقتصاد الوطني ، عبر تعزيز الاستفادة بامكانات المناطق الصناعية في المحافظات ، وهى امكانات لم تدخر حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وسعا في تطويرها وتوفير مختلف الخدمات التي تحتاجها المشروعات والمستثمرين ، وزيادة كفاءتها ، لمباشرة العمل والانتاج .

وبينما اعتمدت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مجال بناء وادارة وتشغيل المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية المتخصصة التابعة لها ، بمحاوره الثلاثة ، فانه تم هذا العام تخصيص خمسة ملايين ريال عماني لتطوير المنطقة الصناعية في البريمي ، والتي شهدت توقيع خمسة واربعين عقدا خلال عام 2017 لاقامة مشروعات فيها ، وبلغت المساحة المؤجرة في المنطقة الصناعية نحو 2 مليون متر مربع ـ كما بلغت الاستثمارات حوالي 218 مليون ريال عماني ، ويجري الآن العمل على تطوير المنطقة الصناعية في مرحلتها الثانية لتستوعب مزيدا من الاستثمارات والمشروعات التي تعود بالخير على الوطن والمواطن العماني .

من جانب آخر فان التوقيع على اتفاقية انشاء وتطوير منطقة « خزائن « بمحافظة جنوب الباطنة يقدم نموذجا آخر للتعاون المثمر ، بين القطاعين الحكومي والخاص ، خاصة وان منطقة « خزائن « ستكون منطقة لوجستية تشتمل على ميناء بري ومستودعات للتخليص الجمركي وخدمات مساندة الى جانب منطقة صناعية ، وهو ما يشكل اضافة وترجمة لاستراتيجية السلطنة في مجال اللوجستيات .