1260573
1260573
مرايا

أحد الدعامات الأساسية للمجتمع - معلمي يا صانع الأجيال.. لك كــل الحـــب والتقـــدير

28 فبراير 2018
28 فبراير 2018

استطلاع – سعاد السنانية -

احتفلت السلطنة بيوم المعلم الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام تقديرا لدور المعلم في تربية النشء وغرس المهارات السلوكية والقيم الأخلاقية في نفوسهم، إلى جانب التحصيل الدراسي وتلقينهم العلوم في المجالات المختلفة.

 هذا المعلم الذي يصنع الأجيال، فلولا المعلم لما تعلم أحد، فالمعلم صاحب رسالة سامية فهو خليفة الأنبياء وقد قال الله في كتابه العزيز «إما يخشى الله من عباده العلماء» وقال: «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» ويكفينا شرفا أن معلمنا الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالمعلم مكرم ويجب علينا أن نقدم له كل احترام وكل تقدير على جهوده المثمرة والبناءة، ونتمنى من المجتمع والطلاب أن يقدموا له كل الاحترام والتقدير حيث يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفسا وعقولا

فبهذه المناسبة ارتأت «مرايا» أن تستطلع آراء المعلمين في هذه المناسبة

حيث يقول بدر بن ناصر السناني معلم أول لغة عربية بمدرسة أبو عبيدة بولاية قريات: مهنة التعليم من أقدم وأعرق المهن التي عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة، فقد قام على أدائها الأنبياء والرسل والصالحين في هداية الناس إلى طريق عظيم، فذلك هو المعلم الذي يحارب بفكره وهمته دروب الجهل والتخلف، يشق طريقا مواصلا فيه حمل رسالة الأنبياء والرسل إلى البشرية جمعاء. فبالعلم تبنى الحضارات وتقوى العزائم وتستنهض الهمم، ولقد حظي المعلم باهتمام كبير على مدى تعاقب العصور والحضارات، وليس أدل على ذلك من اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية بالعلم والعلماء.

 فمن هذا كله يتضح لنا جليا الدور البارز الذي يقوم به المعلم في الرقي بالمجتمع ونهضته، فهو مربي النشء وصانع الأجيال ومنير العقول وغارس بذور الأخلاق والقيم، فهذه الحضارات التي نزهو بها لولا المعلم هل لها ثمار؟ ومن هنا جاء الاحتفال بيوم المعلم الذي يصادف الرابع والعشرين من فبراير من كل عام تكريما وتقديرا وإجلالا لما يقوم به المعلم نحو مجتمعه، وليبقى ذكر المعلم خالدا وراسخا في ذاكرة الأجيال جيلا بعد جيل. والحقيقة التي يجب أن تقال في حق المعلم، إن يومه ليس واحدا فقط، فمادام هناك رسالة يحملها وواجب يتفانى في تأديته، فكل يوم يشرق علينا هو يوم للمعلم.

أما عن طموحاته فقال: ليس بخاف على أحد منا الدور العظيم الذي يقوم به المعلم في المجتمع وما يصاحب هذا الدور من مشقة وجهد في تعليم النشء وتثقيفهم وغرس الأخلاق الحميدة والخصال النبيلة والقيم الفاضلة في نفوسهم فهو عضو فاعل ومهم، ولست أبالغ إن قلت (إن المعلم هو العضو الأهم في تركيبة المجتمع) ذلك لأن على يديه تعلم القادة والساسة وصناع القرار، وكل شرائح المجتمع على تنوع مجالاتهم، فالمعلم هو صاحب الفضل عليهم بعد الله عز وجل. ومن هنا وجب لزاما أن يحظى المعلم بنصيب وافر من خطط التدريب والتأهيل والتطوير، كما يجب أن ينال حقه من التشجع والتحفيز والتكريم. وفوق ذلك كله يجب أن يحظى بمكانته العالية التي كفلتها له الشرائع والأديان والقوانين البشرية؛ ليتسنى له تأدية واجبه تجاه وطنه وأمته على الوجه الأكمل.

توفير الرعاية

ويقول جمال بن منصور السناني معلم في مادة الكيمياء بمدرسة راشد بن الوليد للتعليم العام بقريات: يوم المعلم هو تكريم للدور الحقيقي الذي يصنعه المعلم، كما أن اعتراف المجتمع بهذا الدور يعد من أهم جوانب التطوير التي شهدتها الفترات الماضية، فالمعلم والمجتمع شقيقان في رحلة واحدة، وعلى المعلم ان يبذل قصارى جهده في زرع المفاهيم التربوية التي تعد من أهم أسس بناء المجتمعات وتطورها. وعليه أن ينمي فكره الإبداعي أمام طلابه لأنه مثال يحتذى به ونبراسا يضئ فكرهم، كما وعليه أن يكون صابرا لان هذه هي رسالة الأنبياء، لان المعلم لا يخاطب طاولة ولا يتعامل مع جهازا وإنما مع عقول وأجساد ومشاعر، فعليه أن يكون صابرا ليظهر ما فيهم من صفات تدلهم على طريق المعرفة وتتبعها حتى ينالوا شرف العلم وأحواله، وان يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم وأوطانهم.

 وعلى المسؤولين توفير الرعاية الصحيحة للمعلمين الذين يبنون أجيال المستقبل وان ينصفوهم في عملهم، فكما أن الوزارة تطالبهم بواجباتهم وأن يؤدوها بالشكل الكامل، فان عليها المطالبة بحقوقهم وعدم المس بكرامتهم من أي جهة أو طرف كان.

الأمة تنهض بمعلميها

ويقول محمود بن محمد بن عبدالحميد معلم لغة انجليزية بمدرسة أبو عبيدة للتعليم الأساسي حلقة ثانية بقريات: انه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أوجه تحية حب وتقدير للمعلم في يوم عيده، في ذلك اليوم الذي ينال فيه المعلم كل التقدير والحب من المجتمع الذي يتذكر فيه جهوده المخلصة في تربية وتعليم النشء، تلك المهمة العظيمة الذي لا يستطيع أحد أن يوفيه حقه إلا الله عز وجل. وحرص المجتمع العماني على الاحتفاء بالمعلم يعكس عظيم أثره على نفسي ويشعرني بالسعادة ويزيد في رغبتي من بذل المزيد من الجهد والعطاء.

وعن دور المعلم قال: مما لا شك فيه أن دور المعلم عظيم وكبير لأنه يماثل عمل الأنبياء في توجيه رسالتهم من ايجاد جيل متعلم قادر على خدمة مجتمعه وذلك بفضل الله ثم المعلم الذي على أكتافه تقوم الأمم فحقا العلماء ورثة الأنبياء.

وعن طموحاته قال: أتمنى أن ينال المعلم مزيدا من التقدير على المستوى الحكومي والشعبي لأن الأمة لا تنهض إلا بمعلميها، فعندما يرى المعلم طلابه في أعلى المناصب فإنه يكون في غاية السعادة.

وتضيف سامية بنت اسماعيل الرندية معلمة مادة الرياضيات بمدرسة زينب بنت أبي سفيان للتعليم الأساسي بقريات قائلة: للنجاحات أناس يقدرون معناه وللإبداع أناس يحصدونه، لذا نقدر جهودك المضيئة أيتها المعلمة في يومك المعطاء. فانطباعي بهذا اليوم انه يوم عظيم وجميل، وبالنسبة لي كمعلمة وللمعلمات والمعلمين بشكل عام فهو اليوم المنتظر للتعبير عن فرحة المعلم ومكانته، وأنه لتقدير عظيم يناله المعلم من وزارة التربية والتعليم ومديريتها وكل الطاقم الإداري والطلابي بها تعزيزا لجهوده وإبداعه المتميز الذي روى المدرسة علما وثقافة، فدور المعلم في العملية التعليمية هو أن يكون المعلم إيجابيا لكي يبني جيلا واعيا وينوع في التعزيز الإيجابي له كأن يكون تعزيز لفظي بكلمات الثناء للطالب أو تعزيز رمزي كالابتسامة وإيماءات الوجه أو تعزيز مادي كالهدية، فمن أجل ذلك يطمح المعلم بغرس الاهتمام بالعلم والارتقاء بالذات من خلال تطوير النفس والذات وتكوين شخصية مؤهلة لسوق العمل والحياة.

دعامة أساسية

والتقينا بسهيلة بنت علي الهوتية معلمة لغة عربية بمدرسة زينب بنت أبي سفيان للتعليم الأساسي حلقة ثانية حيث قالت عن دور المعلم: يعتبر المعلم دعامة أساسية في أي مجتمع يتطلع نحو السمو والرقي الفكري والأخلاقي، وليس هذا فحسب، كذلك يتطلع نحو نهضة الوطن ووضعه منارة ثقافية وحضارية بين الدول، إذ يلعب المعلم دور أساسي في تنشئة الأجيال والأخذ بيديهم نحو التميز في كافة الجوانب العلمية والعملية، و غرس القيم والأخلاق الفاضلة فيهم، وتثقيفهم علميا وفكريا وثقافيا، وتعميق اتصالهم بدينهم ووطنهم وعاداتهم وتقاليدهم، فهذه الجوانب تساعد في تكوين أمة حضارية عظيمة.

 وعن طموحها قالت: طموحي التعليمي هو السعي الدائم في تطوير طرق التدريس وإثراء حصصي التدريسية باستراتيجيات متنوعة ومبتكرة وإكمال الدراسات العليا والرقي في السلم الوظيفي.

وتقول المعلمة فاطمه البلوشية: إن يوم المعلم العماني الذي يوافق 24 من فبراير من كل العام لهو يوم فخر وزهو، بل هو وقفة تكريم لحامل شعلة العلم وعطائه اللامحدود، فهنيئا لكل معلم ومعلمة يومهم هذا، وهنيئا لهم بناء سواعد الوطن على أيديهم.