العرب والعالم

مسؤول فلسطيني لـ عمان : قطع المساعدات الأمريكية عن «الأونروا» استهداف للاجئين وقضيتهم

06 يناير 2018
06 يناير 2018

حملة وزراء الاحتلال ضد «الأونروا» تؤكد سعيهم لتصفيتها -

رام الله - عمان - نظير فالح -

أعرب وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني عن استنكاره وتنديده الشديد بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات التي تقدمها بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وربطها ذلك بقبول القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات مع دولة الاحتلال.

وأكد العوض في لقاء مع «عُمان»، أمس أن هذا الأمر يمثل ابتزازا سياسيا رخيصا ويحمل مؤشرا خطيرا لنوايا الإدارة الأمريكية بالمساس «بالأونروا» ومكانتها كمنظمة دولية أنشأتها الأمم المتحدة عام 1949 بموجب القرار 302 وأوكلت لها مهمة توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم لديارهم.

وأضاف العوض: إن هذا الاستهداف يحمل مضامين خطيرة تندرج في سياق المخطط الأمريكي الهادف لتصفية قضية اللاجئين وحقهم في العودة طبقا للقرار 194، معتبرا ذلك بمثابة اعتداء جديد على الشعب الفلسطيني ويستدعي الوحدة ورص الصفوف في مواجهة هذه الهجمة الأمريكية - الإسرائيلية المجنونة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، مشيرا إلى أن هذه القرارات تهدد الأمن والسلم الدوليين ومطلوب من الأمم المتحدة أن تلجم هذه المواقف الأمريكية التي تدعم دولة الاحتلال.

وأشار العوض إلى اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني المقبل الذي سيعقد في الرابع عشر من الشهر الحالي مشددا على أنه سيتم خلاله تحديد سياسات واضحة للتعامل مع الوقائع التي يفرضها الاحتلال مدعوما من الإدارة الأمريكية، بما فيها الإعلان عن دولة فلسطين على حدود عام 67 كدولة تحت الاحتلال بما فيها مدينة القدس وحق شعبنا الفلسطيني بممارسة كل الأشكال الممكنة من أجل بسط السيادة على الأرض الفلسطينية.

في السياق ذاته استنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني في بيان صحفي وصل «عُمان» نسخة منه أمس الحملة الشرسة التي يشنها وزيرا الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال نفتالي بينت وزير التربية والتعليم وجلعاد أردان وزير الأمن الداخلي ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» ووصفهم إياها بالمنظمة الإرهابية ودعواتهم لتفكيكها بأسرع وقت ممكن، بعد تهديدات الولايات المتحدة بقطع المساعدات عنها، واصفا ذلك بالحرب على قضية اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم ومحاولة لتصفية قضيتهم.

وقال السوداني: إن ادعاءات وزراء الاحتلال باحتواء مباني «الأونروا» على السلاح والمقاومين وتوظيف من يدعم الإرهاب ضمن كادرها، قد ثبت زيفها إبان الحرب الإسرائيلية على غزة وفقًا لتحقيقات وتقارير المنظمات الدولية التي أثبتت خلو المدارس الفلسطينية من أي أسلحة أو محاولات لتجنيد هذه المباني لصالح حزب أو قوى معينة كما يدعون، وأكدت التقارير على التزام الطرف الفلسطيني بحرمة المؤسسات التربوية والتعليمية، وسجلت اعتداءات الاحتلال عليها كجريمة وفقا للقانون الدولي».

ولفت السوداني إلى أن الإرهاب ينبع من مؤسسات الاحتلال الأمنية ممثلة بجيشه الذي يواصل اعتداءاته على المسيرة التعليمية والمؤسسات التربوية في كافة المدن الفلسطينية، من خلال اقتحام المدارس والجامعات واعتقال الطلبة، ومحاولته فرض أمر واقع على طلبة القدس وإجبارهم على دراسة المناهج الإسرائيلية الأمر الذي يعارض كافة المواثيق والمعاهدات الدولية والقيم الإنسانية. ودعا السوداني كافة الدول والمؤسسات والهيئات العالمية لدعم «الأونروا» لما لها من دور وازن في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق وجودهم، وذلك تثبيتًا لحق الفلسطينيين بالعيش حياة كريمة وفقًا لمعايير التنمية البشرية الصادرة عن مؤسسات وهيئات المجتمع الدولي.

بدوره قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار: إن أي تقليص لخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» سيشكل خطرا على حياة نحو 75% من اللاجئين. وحذر الخضري في تصريح صحفي وصل «عُمان» نسخة منه، من أن معاناة اللاجئين ستطال خدمات صحية وتعليمية وإغاثية وكافة نواحي حياتهم.

ووصف الخضري الأمر بأنه « حرب جديدة على اللاجئين الفلسطينيين مشيرًا إلى أن المعاناة والأزمات ستطال المخيمات في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات. وبيّن أن أكثر من مليون مواطن في غزة يعيشون على المساعدات الإغاثية المُقدمة لهم من وكالة «أونروا»، مؤكدًا أن قطع المساعدات عن هؤلاء يعني كارثة إنسانية حقيقية.

وشدد الخضري على ضرورة التراجع عن التهديدات بتقليص التمويل الأمريكي للأونروا، لأن ذلك من شأنه أن يدخل الوضع الإنساني الكارثي أصلا في المخيمات بأزمات جديدة أكثر صعوبة، ويستحيل حينها معرفة إلى أين ستؤول الأمور.