1207536
1207536
عمان اليوم

السيد هيثم يفتتح مركز «تاريخ العلوم» في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا

28 ديسمبر 2017
28 ديسمبر 2017

يعد الأول من نوعه ويضم 4 أقسام علمية -

بركاء - سيف السيابي -

تتويجا لذكرى الزيارة السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه- إلى الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في الرابع والعشرين من ديسمبر 2012، افتتح صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة صباح أمس «مركز تاريخ العلوم» في حرم الجامعة الألمانية بحلبان، وذلك بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي وعدد من أصحاب السعادة والمكرمين من أعضاء مجلس الدولة، وأعضاء مجلس إدارة الجامعة الألمانية.

«منذ أكثر من قرن ما عاد تاريخ العلوم قصة للتقدم العلمي في العلوم البحتة والتطبيقية وحسب، بل صارت له معاهد ومراكز ومتاحف، هدفها المعرفة من جهة وكشف العلائق بين الحضارات العالمية من جهة ثانية، فالتقدم على المستوى العالمي في شتى العلوم هو إسهام وشراكة بالمعنى الكامل للشراكة، وليس على سبيل الرغبة والتمدح؛ بل لأن الواقع التاريخي يثبت ذلك عند قصد الإنصاف والنزاهة، وأكد أن المركز يأتي بعد جهود استمرت لسنوات خمس، حيث يتضمن متحفا حضاريا ووحدة للبحث العلمي ربما يكون الأول من نوعه في العالم العربي».

وأضاف السالمي: «أعتبر مركز تاريخ العلوم بالجامعة حاملا ثلاث رسائل هي الإنجاز والاستئناف والثقة، وإننا نستأنف تراثا عُمانيا وعربيا وإسلاميا لا بقصد التوقف عنده مهما كان عظيما، وإنما بقصد البناء عليه، والدخول في عالم العصر، وعصر العالم، حيث تكمن أهمية مركز تاريخ العلوم كونه رافدا تعليميا وتثقيفيا للأجيال، إلى إبراز الإسهام الحضاري، والتواصل الإنساني للشعوب في تطوير العلوم التطبيقية، بالإضافة إلى توضيح تاريخ نقل الأفكار والنظريات، كما أنه يعتبر قاعدة للتراكم العلمي والمعرفي، بحيث يعتبر الجانب التعليمي هو اللب الذي سيقوم عليه المركز، وهو الجزء الموحد لمهامه ورؤيته وبرامجه» ويأتي افتتاح المركز تقديرا للتاريخ الإسلامي العظيم، وإنجازات العلماء المسلمين الأوائل، إذ أطلق اسم «مركز تاريخ العلوم» لما يُعنى به من تطور العلوم التطبيقية من الحقبة الكلاسيكية الإغريقية الرومانية، ومن ثم امتدادها في الفترة الإسلامية، وكيف تم تفعيلها في العصور الحديثة.

أقدم العصور

وألقى البروفيسور أمانو الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2014 كلمة قال فيها: «مما لا شك فيه أن عُمان قد عُرفت منذ أقدم العصور بريادتها البحرية وصلاتها التاريخية الكبيرة مع الحضارات القديمة للتبادل الثقافي والنشاط الاقتصادي، إذ كان العمانيون في الطليعة يرتادون البحر والحرفة الملاحية، بحيث انعكس هذا الدور على السلطنة متمثلا بزيادة تعداد السكان وتطور القطاع السياحي فيها، وهنا تكمن أهمية دور مركز تاريخ العلوم الذي سيوضح النهضة المعاصرة للسلطنة من خلال ارتباط الحداثة بالأصالة، كما سيمثل المركز دعامة معرفية في دراسة تطور النظريات العلمية كونه الأول من نوعه في السلطنة، وانطلاقا من هذا المجد البحري العريق تسعى الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان بجهد دؤوب وعمل متصل لإحياء تراث الأجداد البحري بأسلوب حضاري مبني على قاعدة علمية دقيقة». وقام معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية رئيس مجلس إدارة الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بتقديم هدية تذكارية لصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة راعي الافتتاح، ثم قام سمو السيد والحضور بالتجول في أرجاء المركز والاستماع إلى شرح مفصل لما يحتويه المركز من أقسام.

هدف المركز

ويهدف المركز إلى تصوير ما وصل إليه علماء هذه الحقب من نتائج في العلوم الرياضية وتطبيقاتها كما كانت، وبيان الأسس العلمية التي أدت إلى الوصول لهذه النتائج، مع مراعاة الموضوعية والدقة التي على أساسها تم تقسيم المركز إلى أربعة أقسام.

أقسام المركز هي المعروضات المتحفية التي قسمت إلى ستة أقسام، كالآتي: الرياضيات، والفلك، والمناظر، والميكانيكا، وعلوم السكون والحركة، والجغرافيا الرياضية، وهي التي بدورها تهدف إلى تصوير ما وصل إليه علماء المسلمين في الحقبة الوسيطة من نتائج في العلوم الرياضية، كما تهدف إلى بيان الأسس العلمية التي أدت إلى الوصول إلى هذه النتائج، مع مراعاتها للموضوعية والدقة، حِرصا على أن تكون هذه المعروضات الأولى في تاريخ الحقبة الإسلامية التزاما بهذه المعايير.

ويحتوي القسم الثاني من المركز على المكتبة العلمية في تاريخ العلوم، لما لها من أهمية كبيرة في إثراء العملية التعليمية والبحث العلمي، وخدمة جميع شرائح المجتمع الجامعي والخارجي، وأما القسم الثالث فهي البرامج التعليمية التي سترتبط في تعليمها ضمن البرامج الأكاديمية في الجامعة، بهدف توفير التعليم الأفضل، ولإبقاء الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان منارة جامعية في المنطقة، وأما القسم الرابع فيختص بالزمالات العلمية في استضافة المختصين، وذلك لإجراء الأبحاث العلمية.