روضة الصائم

فـــتاوى

24 يونيو 2017
24 يونيو 2017

ما هي القيمة الروحية والاجتماعية التي تصبغها صلاة العيد على الناس؟

صلاة العيد فيها صلة بالله، لأن العباد مهما كانوا في فرحة وبهجة عليهم أن لا ينسوا حق الله تبارك وتعالى، وأن لا ينسوا شكر الله الذي أنعم عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة، وعليهم أن يحاسبوا أنفسهم على تقصيرهم في حق الله سبحانه وتعالى، فصلاة العيد توحي بهذه الصلة التي تشد الإنسان إلى طاعة ربه سبحانه وتعالى، ومع ذلك أيضا الناس يجتمعون في ظلال العبودية لله بحيث تكون فرحتهم مصبوغة بالصبغة الدينية لا تكون فرحتهم فرحة بهائم، يرتعون كالبهائم، وإنما يصطبغون بصبغة الله صبغة الحق ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً )(البقرة: من الآية138)، فهم يصطبغون بصبغة التوحيد بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالعبادة والرغبة فيما عنده، والتوكل عليه والإنابة إليه واستغفاره وتكبيره وتعظيمه وتهليله، ليكون في ذلك كله وصل لهم بالله سبحانه لئلا يكونوا قد انطلقوا بعد رمضان المبارك من طاعة الله سبحانه ورتعوا في الشهوات والموبقات كما يريد لهم الشيطان، إنما عليهم دائما أن يكونوا حريصين على البقاء في حدود الله من غير تجاوزها، والله تعالى المستعان .

ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما ينطلق لصلاة العيد يسلك طريقا وعندما يعود يسلك طريقا آخر، فهل هناك حكمة معينة في هذا ؟

هذه أعمال قد تخفى علينا الحكمة فيها إن لم ينص على الحكمة، فلذلك نحن نقف عند حدود ظاهرها، وقد يكون في ذلك أيضا تذكير للإنسان لأن المسلم في كل موقف يقفه وفي كل مسلك يسلكه عبرة وعظة، ولعل هذا الأمر فيه أيضا تذكير بالانصراف عن هذه الدنيا، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا كأنما دخلها من باب وخرج عنها من باب آخر .

المصدر: موسوعة فتاوى سماحة الشيخ احمد الخليلي