1035377
1035377
العرب والعالم

رئيسة وزراء بريطانيا تواجه غضب نوابها في معركة للاحتفاظ بمنصبها

12 يونيو 2017
12 يونيو 2017

البيت الأبيض: ترامب لم يناقش مع ماي زيارته إلى لندن -

لندن - الولايات المتحدة - (أ ف ب): بدا مستقبل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي معلقا أمس بينما تستعد لمواجهة مع نواب غاضبين من حزبها المحافظ عقب أدائه الكارثي في الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي.

وخسر المحافظون بزعامة ماي الغالبية المطلقة في البرلمان في الانتخابات المبكرة التي جرت الخميس الماضي في نكسة لم تكن متوقعة تسببت بحالة من الفوضى السياسية قبيل مفاوضات بريكست مع الاتحاد الأوروبي، والتي يتوقع أن تنطلق الأسبوع المقبل.

وستواجه ماي النواب حيث قد تستقبل بمطالبات لاستقالتها إثر حملتها الانتخابية الباهتة وبسبب قرارها الدعوة إلى إجراء الانتخابات.

وكشفت ماي أمس الأول النقاب عن تشكيلتها الكاملة للحكومة محدثة تغييرات قليلة فيما أصرت على تمسكها بمنصبها رغم تنامي الضغوطات لإجبارها على الاستقالة.

ونفت رئيسة الوزراء التي كان من الواضح أنها باتت أكثر ضعفا في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز أن تكون «في حالة صدمة».

وقالت «ما أشعر به هو أن هناك عملا يجب اتمامه، واعتقد ان ما يريده الجمهور هو التأكد من أن الحكومة تواصل اتمام هذا العمل».

وخسر حزب ماي ثمانية من المقاعد التي كانت ضرورية له للمحافظة على الغالبية في البرلمان، فيما تجري حاليا محادثات للتحالف بشكل غير رسمي مع الحزب الديموقراطي الوحدوي الايرلندي الشمالي الذي حصل على عشرة نواب تكفي أصواتهم لبلوغ المحافظين الأغلبية المطلقة.

من ناحيته، أصر وزير بريكست ديفيد ديفيس أمس أن الحكومة لا تزال تهدف إلى إخراج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة.

وقال لإذاعة «بي بي سي» إن «سبب ترك السوق الموحدة هو رغبتنا في استعادة السيطرة على حدودنا. إنهما غير متوافقان».

وأكد أن الحكومة لا تزال على موقفها بـ«الانسحاب» من المحادثات دون التوصل إلى اتفاق إذا انهارت مفاوضات إخراج لندن من عضوية التكتل الذي انضمت إليه قبل أربعة عقود. ولكن روث ديفيدسون، زعيمة المحافظين في اسكتلندا والمؤيدة للاتحاد الأوروبي، دعت ماي إلى «إعادة فتح» النقاش بشأن خطط الحكومة فيما يتعلق ببريكست.

وخالفت ديفيدسون الاتجاه الذي ساد في الانتخابات حيث مكنت المحافظين من الفوز بـ13 مقعدا في اسكتلندا.

ولكنها حذرت من أن نوابها «سيصوتون بحسب قناعاتهم» في البرلمان، وهو ما يثير الشكوك من امكانية ضمان الحكومة أصواتا كافية لتمرير اتفاق يخرج بريطانيا من السوق الموحدة.

ووسط الانتقادات لها لاعتمادها على الشعارات وحدها خلال الحملة الانتخابية، بدت رئيسة الوزراء أثناء ظهورها في داونينغ ستريت وكأنها قد تخلت عن شعارها في قيادة «قوية وثابتة».

ومع نجاح حزب العمال المعارض في تحقيق مكاسب كبيرة عبر التركيز بشكل أساسي على المسائل الوطنية ، وضعت ماي قضايا مثل التعليم والسكن في أعلى سلم أولوياتها.

والأحد، اعتبر وزير المال السابق جورج اوزبورن الذي أقالته ماي بعد توليها رئاسة الوزراء عقب الاستفتاء بشأن بريكست في يونيو العام الماضي أنها «انتهت سياسيا» مضيفا «السؤال الوحيد الباقي هو معرفة كم من الوقت ستمضي في رواق الموت». ولكن رئيسة الوزراء أشارت إلى جدول الأعمال المزدحم الذي ينتظرها، بما في ذلك اجتماع للحكومة الاثنين ومحادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اليوم التالي .

ويرجح أن تندرج مسألة بريكست على اجندة اجتماع باريس، بعدما أكدت ماي أنها ستلتزم بالإطار الزمني للمفاوضات.

وحاولت ماي إعادة التأكيد على سلطتها المشتتة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر إعلانها عن تشكيلة حكومتها الجديدة التي لم تطرأ عليها تغييرات كبيرة.

وفي تحرك مفاجئ ، تم تعيين مايكل غوف وزيرا للبيئة والزراعة بعد أقل من عام على إقالة ماي له عندما كان وزيرا للعدل.

ولم تظهر ماي الكثير من الأسف علنا على مغامرتها بالدعوة إلى الانتخابات والتي كان لها أثر عكسي ، إلا أنها اضطرت إلى قبول استقالات مديري مكتبها، وهو ما ذكرت تقارير إعلامية أنه شرط وضعه زملاؤها مقابل بقائها في منصبها.

وستواجه «لجنة 1922» التنفيذية التابعة لحزب المحافظين، والقادرة على إطلاق تصويت على الثقة في زعيم الحزب في حال وصلتها رسائل من 15 بالمائة من نوابه.

ويتوقع أن تطرح مطالب متعلقة بمفاوضات بريكست وأي اتفاق محتمل مع الحزب الديمقراطي الوحدوي.

وفيما يتوقع أن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها التشريعي للبرلمان في 19 يونيو الجاري يضيق الوقت أمام المحافظين لتعزيز موقعهم.

من ناحيتها، وصفت زعيمة الحزب الديموقراطي الوحدوي آرلين فوستر، المحادثات التي جرت حتى الآن بـ«الجيدة للغاية»، مضيفة أنها ستسافر إلى لندن اليوم للقاء ماي.

أما وزير الدفاع مايكل فالون فأوضح أن الحكومة لا تبحث عن تحالف رسمي بل تسعى إلى الحصول على ضمانات بأن الحزب الديموقراطي الوحدوي سيصوت مع ماي «في القضايا الكبيرة» مثل الميزانية والمسائل المتعلقة بالدفاع وبريكست.

وأكد على أنه لا يتفق مع مواقفهم المحافظة المتشددة مثل الإجهاض والمثلية، التي تسببت بقلق في أوساط العديد من المحافظين.

ووقع أكثر من 720 ألف شخص على عريضة تدين التحالف المقترح، معتبرين أنه «محاولة مقززة ويائسة للبقاء في السلطة».

وأثار الحديث عن التحالف قلق دبلن حيث حذر رئيس وزراء ايرلندا ايندا كيني من أنه قد يؤثر سلبا على اتفاق السلام الهش مع ايرلندا الشمالية. ويعد ابقاء لندن على حيادها مفتاحا للمحافظة على التوازن الحساس للقوى في ايرلندا الشمالية التي شهدت أعمال عنف في الماضي على خلفية سيطرة بريطانيا عليها.

ولكن ماي ردت بالتأكيد على أن الاتفاق مع الحزب الديموقراطي الوحدوي «سيوفر الاستقرار واليقين اللذان تحتاجهما المملكة المتحدة للمضي قدما »، بحسب مكتبها.

من جهة أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يناقش مسألة زيارته لبريطانيا مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي في أخر اتصال هاتفي بينهما، فيما نفى مسؤولون أمريكيون وبريطانيون أي تغيير في خطط الزيارة. ووجهت بريطانيا دعوة لترامب للقيام بزيارة دولة، حدد موعدها مبدئيا في الخريف المقبل. لكن لم يتم وضع موعدا محددا لها، في وقت تشهد لندن زلزالا سياسيا على وقع خسارة ماي للغالبية المطلقة في البرلمان.

وهناك مخاوف أن تستقبل تظاهرات كبيرة مناهضة ترامب.

وحتى قبل انتقاده رئيس بلدية لندن صادق خان بسبب طريقة تعامله مع الاعتداء الذي شهده جسر لندن مطلع الشهر الجاري، كان ترامب شخصية غير محبوبة في بريطانيا.

وشككت صحيفة ذي غارديان البريطانية بامكانية حدوث هذه الزيارة، موضحة ان ترامب أبلغ ماي في اتصال هاتفي في الأسابيع الأخيرة أنه لا يود المضي قدما في القيام بزيارة دولة إذا ما لم يكن الشعب البريطاني مرحبا بها.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن محادثات قليلة عن الزيارة تمت في الأسابيع الأخيرة، مشيرين إلى أن الزيارة لا تزال على جدول أعمال ترامب. ومن المتوقع أن يزور ترامب بولندا وألمانيا الشهر المقبل، كما أعطى موافقته على حضور اجتماعي قمة في الفلبين وفيتنام.

كما تجرى مباحثات لتنظيم زيارة له لليابان وربما كوريا الجنوبية أيضا.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن الأخير وماي لم يناقشا مسألة الزيارة حين تحدثا عبر الهاتف الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنهما تناولا الأمر في مكالمات سابقة.

وأكد متحدث باسم الحكومة البريطانية إن الدعوة لا تزال قائمة دون أن يعطي وقتا محددا لها. وقال « لن نعلق على تكهنات بخصوص مضمون محادثة هاتفية خاصة . الملكة دعت الرئيس ترامب لزيارة بريطانيا ولا يوجد أي تغيير في هذه الخطط ».