صحافة

الانتخابات البريطانية.. برلمان بلا أغلبية وحكومة ائتلافية

12 يونيو 2017
12 يونيو 2017

هكذا انتهى الماراثون الانتخابي البريطاني يوم الخميس الماضي، وأتت الرياح بما لا تشتهي سفن رئيسة الوزراء البريطانية وزعيمة حزب المحافظين تريزا ماي التي كانت خسارتها مزدوجة بفقدان الأغلبية في مجلس النواب، وعدم وصول حزبها الى عدد المقاعد المطلوب لتشكيل الحكومة بمفرده (326 مقعدا)، رغم فوزه بأكبر عدد من الأصوات وحصوله على 319 مقعدا، فيما حصل حزب العمال على 261، والحزب الوطني الاسكتلندي على 35، وحزب الديمقراطيين الأحرار على 12، والحزب الاتحادي الديمقراطي (ايرلندا الشمالية) على 10 مقاعد.

وتناولت الصحف البريطانية النتائج الكارثية للانتخابات البريطانية على حزب المحافظين والتي انتهت بالوصول الى برلمان «معلق» أي بلا أغلبية. وخصصت الصحف الصفحات الأولى والداخلية لتغطية نتائج الانتخابات من خلال التقارير والافتتاحيات ومقالات الرأي والتحليلات.

ونقلت الصحف عن رئيسة الوزراء تريزا ماي قولها عقب فشلها في تحقيق الأغلبية التي تؤهلها لتشكيل الحكومة بأن المملكة المتحدة بحاجة الى فترة من الاستقرار السياسي، وأنها ستمضي قدما في مفاوضات البريكست. وأنها التقت بالملكة اليزابيث وحصلت منها على إذن بتشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأيرلندي Democratic Unionist Party (DUP).

صحيفة «ديلي ميرور» وصفت حكومة الائتلاف المقترحة بين تريزا ماي والحزب الاتحادي الديمقراطي في ايرلندا الشمالية بأنه «ائتلاف المجانين Coalition of Crackpots». ووصفت الحزب بأنه يميني لا يعترف بزواج المثليين، ولا بالإجهاض. وذكرت ان أعضاء حزب المحافظين الغاضبين لا يعتقدون ان ماي ستستمر مع النتائج الكارثية للانتخابات.

صحيفة «آي» التابعة لصحيفة «الاندبندانت» كتبت تقول ان «ماي تتعلق بالسلطة». وان الانتخابات تركتها في «عزلة» بعد النتائج الكارثية التي حدثت نتيجة دعوتها لانتخابات مبكرة. وأنها لجأت، على مضض، الى الحزب الديمقراطي الاتحادي للتحالف معه لتشكيل الحكومة.

صحيفة «الجارديان» كانت قاسية تجاه تريزا ماي، حيث نشرت تقريرا كتبته المحررة السياسية، هيذير ستيوارت، بعنوان «من الغطرسة إلى الإهانة» ذكرت فيه ان ماي اعتذرت لزملائها في الحزب على إهدار الأغلبية في البرلمان بسبب مغامرتها الخاسرة لإجراء انتخابات مبكرة اضطرتها الى اللجوء للتحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي في أيرلندا الشمالية.

وقالت الصحيفة إن زيادة كبيرة في التأييد لحزب العمال وزعيمه جيريمي كوربن وسياساته المناهضة للتقشف أدت إلى تراجع حزب المحافظين، وعجزهم عن الحصول على الأغلبية التي تتيح لهم تشكيل حكومة بمفردهم.

ونشرت الصحيفة ذاتها مقالا في صفحة الرأي كتبه غابي هنسليف تحت عنوان «ماي لن تنجو» قال فيه «من الصعب التفكير في سقوط أكثر دويا وفي غطرسة أكثر اكتمالا من غطرسة ماي». وتساءل كيف انتهى الحال بماي الى مثل هذه المقامرة الخاسرة التي كانت بمثابة استفتاء شخصي عليها هي. وذكر ان الخطأ الرئيسي والقاتل لماي هو أنها لم تدرك مدى التغير في الرأي الذي رفعت اسهم جيريمي كوربن وحزب العمال.

وتحت عنوان «ماي تحدق في الهوة» نشرت صحيفة «التايمز» مقالا كتبه المحرر السياسي للصحيفة، فرانسيس اليوت، قال فيه ان ماي ظهر انها تتشبث بالسلطة لكنها كانت تحت رحمة مجلس وزرائها وخصومها في الحزب والحزب الاتحادي الديمقراطي في الأيرلندية الشمالية الذي تسعى للإتلاف معه. وان عليها ان تواجه حقيقة فقدان الأغلبية في البرلمان بسبب مغامرتها في الدعوة لانتخابات مبكرة.

وفي مقال تحليلي كتبه ارون روغان ونشرته صحيفة «التايمز» أيضا أشار فيه الى ان آرلين فوستر زعيمة الحزب الاتحادي الديمقراطي لأيرلندا الشمالية، أصبحت واحدة من النساء الأكثر نفوذا في السياسة البريطانية.

,تقول صحيفة «ديلي تلغراف» أن رئيسة الوزراء تقاتل من أجل البقاء في منصبها. لكن المقلق ان نتائج الانتخابات ربما تكون «وضعت البريكست في خطر الفشل». وتضيف بأن الحزب يدرس استبدالها، ببوريس جونسون أو أمبر رود أو ديفيد ديفيس.