1033034
1033034
روضة الصائم

الشيخ موسى بن عيسى البكري.. أثرى المكتبة العربية بكتب الفقه والأدب والأغراض الشعرية

11 يونيو 2017
11 يونيو 2017

1033035

موسى البكري[/caption]

«السموط الذهبية» و(رائد الأدب) و«الجوهر الوحيد في علم التوحيد».. أهم مؤلفاته -

حمدان بن خميِّس اليوسفي وحمد بن عبيد السليمي وخلفان بن جميّل السيابي.. أبرز شيوخه -

أجرى اللقاء - سالم بن حمدان الحسيني -

نشأ بين ربوع الفيحاء وأفنيتها الفسيحة تحت رعاية والده عيسى بن ثاني البكري، وهو أحد روّاد الأدب ومنتجيه والذي لعب دوراً مُهمًّا في تسويد مصنفات شيخه العلامة أبي عبيد حمد بن عبيد السليمي، وأسهم في جلّ مراحل العلم وفي كل أدوار الأدب.

وصفه الشيخ الخصيبي في شقائقه: «كان ابن أبيه في أشعاره الرائعة وخطه الحسن الممشوق، درس أصول الدين والعربية عند والده الأديب الشاعر، وتفقه بكثرة بحوثه وتنقيبه وتتبعه للشوارد والفرائد من مسائل العلم»، حتى أصبح راسخ القدم في العلوم لاسيما في علوم العربية «النحو والصرف والبلاغة»، التي تعرف عند العمانيين اصطلاحاً بعلوم الآلة..

إنه الشيخ الفقيه الأديب موسى بن عيسى بن ثاني البكري السمائلي الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في مجال الفقه والنحو والأدب كما طرق العديد من الأغراض الشعرية، الوطنيات والتهاني والزيارات والتقاريض والتخاميس وغيرها من الأغراض الشعرية.

تلقى الشيخ موسى البكري تعليمه من فقه وعلوم العربية والشريعة متتلمذًا على عدد من شيوخ عصره في مقدمتهم والده، ثم حمدان بن خميس اليوسفي، والشيخ حمد بن عبيد السليمي، والشيخ خلفان بن جميل السيابي.

وله العديد من الإنتاجات الشعرية أهمها: (ديوان رائد الأدب)، وكتاب «صدق المشاعر»، وكتاب: «مختارات الأشعار الملاح»، وكتاب (السموط الذهبية في الأسئلة والأجوبة الفقهية والأدبية). وللحديث عن هذه الشخصية العلمية الأدبية الجامعة التقينا أبناء الشيخ موسى البكري للحديث عن حياة والدهم..

نشأته وأهم مؤلفاته ومشايخه وتلامذته، حيث يقول أحمد بن موسى البكري ابن الشيخ الفقيه والأديب الشاعر معرفا في بداية حديثه عن والده فقال: هو الشيخ الفقيه الأديب موسى بن عيسى بن ثاني بن خلفان بن سعيد بن مبارك البكري السمائلي، أديب مهذب، كاتب يقول الشعر فيجيده، ويتطرق إلى النثر فيحسنه، وكثيرا ما يعنى بالعلم، فإنك أكثر ما تجده مسائلاً لأهل العلم في شعره المتفنن وأدبه الساحر، كما أن له اليد الطولى والقدم الراسخة في علوم العربية، وقد اعتنى بالتدريس (مجانا) في منزله والطلبة يهرعون إليه.

وأضاف: وُلد والدي - رحمة الله عليه - في محلة المرّية من سفالة سمائل الفيحاء سنة 1336هجرية الموافق 1917م، وهو موطن آبائه النوابغ سمائل - عمان، بلد الأدب ذات الثروة الوافرة، ومعدن الرقة، ولطف الأحاسيس، ومهد العلم والتفوق والنبوغ.

1033036

حياته العلمية والأدبية أما عن بدايات الشيخ العلمية فيقول ابنه أحمد: من المعلوم أن البداية العلمية للوالد قد نشأت في أحضان الأسرة التي تربى وترعرع فيها فهي حاضنته العلمية الأولى، إذ تولى تلقينه كتاب الله تعالى والده الشيخ عيسى بن ثاني البكري حتى مهر فيه وحفظ جلّه، ثم درس على يديه شيئا من أصول الدين وعلوم العربية كشرح الأجرومية وبعض من شروح ملحة الإعراب وبعضا من الآداب وعلوم الرسم، لكن حرص الأب على مصلحة ابنه مع ما وجده من قابلية لدى الابن وشغفه بحب القراءة والتعلم ولما يتمتع به من فطنة وذكاء؛ دفعه إلى إلحاقه بمجالس العلم عند كبار العلماء والأشياخ والأدباء المعاصرين الذين كانت تغص بهم سمائل آنذاك، ولا غرو في ذلك فسمائل كانت حاضنة الأدب على مر العصور، فقد ازدهر فيها الأدب ازدهارا رائعا في العصور المتأخرة وعمرت مجالسها به أيما عمران. وعن أهم مؤلفات الشيخ المطبوعة منها والمخطوط فيقول: الإصدارات المطبوعة من مؤلفاته هي: «السموط الذهبية في الأسئلة والأجوبة الفقهية والأدبية»، وهو أكبر الإصدارات وأغزرها وهو عبارة عن فقه منظوم يحتوي على أكثر من ثلاثمائة واثنتي عشرة قصيدة، وله «ديوان رائد الأدب»: يضم ما يقارب من «31 قصيدة شعرية» في مختلف الأغراض الشعرية.

أما عن الإصدارات القادمة فيقول: نتطلع إلى طباعة كتاب: «الجوهر الوحيد في علم التوحيد»، وهو لا يزال مخطوطا، وهناك مجموعة من الخطب والمواعظ النثرية، وهي لا تزال مخطوطة.

شيوخه أما عن مشايخ العلم الذين تلقى الشيخ على أيديهم العلم فأشار أحمد البكري إلى أن والده تتلمذ أولاً على أبيه وهو الفقيه الأديب عيسى بن ثاني بن خلفان البكري نسباً السمائلي موطناً، قال عنه الخصيبي: «صاحب الخط الجميل، والخطابة الرائقة والصوت الحلو، وكان لا يلحن ولا يتعتع في قراءته، وكان الإمام الخليلي - رحمه الله - إذا حضر في مجلسه لا يحب قارئاً غيره، وكانت لسانه مطبوعة على النحو والصرف، وكان منشئاً فصيحاً في النثر والنظم، عينه الإمام الخليلي كاتباً للصكوك الشرعية بين الناس في سفالة سمائل ومدرساً في النحو، وكان ذا علم واسع يصلح أن يكون قاضياً ومفتياً، وكان ذا أخلاق واسعة وبشاشة رائقة وسماحة فائقة.

وأضاف: ثم تتلمذ على: الشيخ الفقيه النحوي الكبير: حمدان بن خميِّس اليوسفي الذي لقبه الإمام الخليلي بسيبويه الثاني، فقد أخذ عنه علم العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وقرأ عنده ألفية ابن مالك وشروحها وبعضا مما تيسر من أمات كتب النحو والصرف ومصنفات العربية حتى برع في علم النحو والصرف.

ومن شيوخه أيضا الشيخ العلامة القاضي أبي عبيد حمد بن عبيد بن مسلم السليمي الملقب بداهية العلماء فقد أخذ عنه علوم الفقه والتوحيد وعلم الفرائض (الميراث) وكان جلُّ ما أخذه من علم كان على يد الشيخ أبي عبيد رحمه الله، وخير دليل على ذلك هو كثرة بحوثه وأسئلته الفقيه المنظومة والمنثورة التي وجهها إلى شيخه أبي عبيد لاسيما في كتابه السموط الذهبية، إذ لم يبلغ عدد الأسئلة الموجهة إلى الأشياخ كالتي وجهها إلى ابن عبيد.

وأشار إلى أن ممن استفاد منهم أيما استفادة الشيخ العلامة القاضي أبي يحيى خلفان بن جميِّل السيابي السمائلي الذي تولى القضاء في عدد من ولايات السلطنة، حيث كان المرجع في الفتوى، بل إن القضاة يعتمدون عليه ويعوِّلون على رأيه، هذا العلامة أخذ عنه الكثير من مسائل العلم والمعارف وخاصة علم أصول الفقه والميراث وأحكام الدماء وغيرها..

فكان يسائله عمّا استعصى من مسائل الأحكام واستغلق عن الأفهام تارة نثراً وتارة موشاة في أدب ساحر ونظم معجب رنان.

(في الحلقة المقبلة نستعرض بعض مؤلفاته النثرية والشعرية وجوانب أخرى من سيرته).