كلمة عمان

البحرية السلطانية العمانية تاريخ عريق وحاضر زاهر

22 أبريل 2017
22 أبريل 2017

من المعروف على نطاق واسع، وخاصة في الدوائر المعنية والمتخصصة، إن البحرية السلطانية العمانية، لا تمتلك فقط تاريخا وخبرة عميقة ممتدة في مختلف محيطات وبحار العالم، ولكنها تمتلك أيضا كفاءة قتالية عالية، وقدرات ومهارات مشهود لها في القيام بدورها الوطني، في حماية السواحل والمياه العمانية، وأداء المهام الأخرى المنوطة بها. وبالرغم من ذلك، فإنها تحرص على الاستمرار في تبادل الخبرات، ورفع الكفاءة العملياتية لأطقم سفن البحرية السلطانية العمانية، في كل الظروف، وذلك عبر برامج وخطط التدريب التي تتضمن عادة، إجراء التمارين المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، وفق خطط محددة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار متعدد الأطراف، كما يحدث أحيانا في إطار برامج مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو غيرها في هذا المجال. وقد جاء التمرين البحري المشترك «العبور»، بين البحرية السلطانية العمانية والبحرية الملكية السعودية الشقيقة، والذي جرى امس الأول في المياه الإقليمية العمانية ببحر عمان، لتعزيز أواصر التعاون التدريبي المشترك، بين البحريتين الشقيقتين، ولتبادل الخبرات وإدامة الكفاءة العالية في مختلف المجالات العسكرية البحرية .

وبينما تواصل القيادة الحكيمة جهودها لتطوير قوات السلطان المسلحة، بأفرعها الرئيسية، وتوفير كل ما يلزمها للقيام بمهامها الوطنية، فإن البحرية السلطانية العمانية قطعت في الواقع، شوطا كبيرا على صعيد التطوير والتحديث، وتحقيق كفاءة ومهارات قتالية عالية، وهو ما يحقق التواصل والاستمرارية بين التاريخ العماني البحري العريق، وبين قدرات البحرية السلطانية العمانية في الحاضر والمستقبل ودورها الوطني .

جدير بالذكر ان مما له دلالة عميقة ان سفينة البحرية السلطانية « شباب عمان الثانية «، تستعد للانطلاق، في مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم، لتبدأ رحلتها التي تستمر ستة اشهر، حاملة رسالة السلام العمانية الى الدول الشقيقة والصديقة، ومساهمة في تحقيق مزيد من دعم وتعميق أواصر العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء على امتداد العالم، وبما يعود بالخير والسلام والاستقرار على كل دول وشعوب العالم . وتمثل هذه الرحلة، التي تشمل اربع عشرة محطة وسبعة عشر ميناء، امتدادا واستمرارا للرحلات التق قامت بها السفينة «شباب عمان في نسختها الأولى»، وذلك ترجمة للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بشأن تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين السلطنة ومختلف الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، وذلك بتعميق وتوسيع التعارف والحوار وفتح مزيد من قنوات التعارف عن قرب بين الشعوب. وعلى امتداد السنوات الماضية شاركت السفينة «شباب عمان»، في العديد من سباقات الإبحار الشراعي العالمية، وفازت بالعديد من الجوائز منها عشر جوائز لكأس الصداقة الدولية، وتقوم السفينة «شباب عمان الثانية» بمواصلة حمل رسالة السلام العمانية الى الدول والشعوب الأخرى، والبناء على ما تم عبر السنوات الماضية، ليتواصل الماضي مع الحاضر، وليصب في المستقبل الزاهر .