كلمة عمان

قمة المنامة وتعزيز التعاون والتكامل الخليجي

05 ديسمبر 2016
05 ديسمبر 2016

تنطلق اليوم في المنامة عاصمة مملكة البحرين الشقيقة الدورة السابعة والثلاثون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وممثليهم. وفي الوقت الذي تتزاحم فيه الكثير من الموضوعات والملفات التي تفرض نفسها على دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى دول وشعوب المنطقة من حولها، فإن شعوب دول المجلس تتطلع كعادتها إلى لقاء واجتماعات أصحاب الجلالة والسمو، بما تحمله دوما من خير ومن آمال في تهيئة أفضل الفرص والوسائل الممكنة لتعزيز وتعميق ودفع التعاون والتكامل بين دول المجلس وشعوبه في مختلف المجالات، من أجل بناء حياة أفضل، وأكثر أمنا واستقرارا وازدهارا لكل دول وشعوب مجلس التعاون والمنطقة ككل من حولها.

وعلى امتداد السنوات الخمس والثلاثين الماضية، ومنذ القمة الأولى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في أبو ظبي في 25 مايو عام 1981، والتي تم فيها الإعلان عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق الأسس والمبادئ التي تضمنها نظامه الأساسي.

أضافت اجتماعات أصحاب الجلالة والسمو دوما المزيد مما يعزز الآمال، ويقرب المواقف، ويكثف الجهود الخيرة المشتركة من أجل تحقيق كل ما يحقق مصالح دول المجلس وشعوبه وتطلعها إلى حياة أفضل، وبما يدفع بها أيضا على طريق التنمية والبناء، في إطار من الأمن والأمان والاستقرار بفضل حكمة وبعد نظر أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس. ونتيجة لذلك حققت مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إنجازات وخطوات لا يمكن إنكارها ولا التقليل من أهميتها لصالح دول وشعوب المجلس في جميع المجالات، اقتصادية وأمنية ودفاعية واجتماعية وتعليمية وثقافية وغيرها. ومع ذلك تتطلع دول المجلس وشعوبه إلى ما يزيد من تقاربها ويعزز من مصالحها المشتركة والمتبادلة لمواجهة التحديات العديدة التي باتت تفرض نفسها بشكل غير مسبوق، على أكثر من دولة من دول المنطقة.

وبينما حرص قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على بناء أسس وأركان التعاون والتكامل الخليجي خطوة خطوة، وبما يوفر عناصر النجاح في كل مرحلة، فإن تعدد وتنوع التحديات التي تحيط بدول مجلس التعاون وشعوبه، وبالمنطقة ككل من حوله، وطبيعة التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

وهي معروفة على كل المستويات، تفرض في الواقع مزيدا من الحكمة والتأني، وبعد النظر أيضا، في التعامل مع ما تشهده المنطقة من تحديات وما يحيط بها من مخاطر، ليس فقط حفاظا على جوانب نجاح تحققت لصالح دول المجلس وشعوبه، وتعميقا لها وتوسيعا لنطاقها، ولكن أيضا دفعا لمسيرة التعاون والتكامل الخليجي إلى آفاق أرحب، وبما يهيئ كل السبل لمزيد من التقدم والازدهار لدول المجلس وشعوبه، ودفع كل المخاطر المحيطة بها، وتعزيز فرص السلام والأمن والاستقرار لها اليوم وغدا.