No Image
منوعات

هل هناك تأثير تعاقبي عندما يترك شخص ما العمل؟

19 أغسطس 2022
عدوى الانتقال لعمل آخر
19 أغسطس 2022

برلين "د.ب.أ": عندما يترك أحد العاملين البارزين العمل، يمكن أن يتسبب ذلك في ضغط نفسي على من تركهم من الزملاء. وفي أسوأ الأحوال، يتسبب هذا الشخص في تأثير متفاقم مثل كرة الثلج، حيث يلهم الآخرين بأن يودعوا وظائفهم.

وتعرف هذه الظاهرة بين الباحثين بـ" عدوى التحول". ولكن مدى إمكانية أن تكون الاستقالات فعلا" معدية" أمر يصعب التحقق منه، حسبما يقول أرمين تروست، العالم النفسي واستاذ إدارة الموارد البشرية بجامعة فورتوانجينن بألمانيا.

ويعرب الخبير عن تشككه بالنسبة لما إذا كان قرار أحد أفراد فريق ما بالاستقالة هو العامل الحاسم بالنسبة للآخرين لأن يحذوا حذوه. وبدلا من ذلك، ينسب تروست احتمال حدوث تأثير تعاقبي إلى متغير ثالث. ويقول إنه إذا كانت ظروف العمل ليست جيدة، وكانت الإدارة سيئة التصرف، فليس من الغريب إذا قرر أكثر من شخص من العاملين الرحيل.

من ناحية أخرى، يعتقد كورنيليوس كونيج، أستاذ السيكولوجية الصناعية والتنظيمية بجامعة سارلاند الألمانية أن رؤية أحد العاملين البارزين يترك العمل يمكن أن يكون لها تأثير قوي. ويقول" من المهم تذكر أن الاستياء ليس دائما هو سبب الانتقال من عمل إلى عمل آخر. فهذا في الحقيقة عامل واحد. وهناك أيضا حالات معينة يمكن أن تتسبب في أمر مثل هذا".

ويقول كونيج إنه يمكن أن يكون ترك زميل العمل في الشركة أحد هذه الحالات. فعندما يدرك من بقوا في العمل أنه كان من السهل أن ينتقل زميلهم السابق إلى عمل آخر، يمنحهم ذلك الثقة في الاعتقاد أن بوسعهم أيضا العثور على عمل آخر.

كما تعتمد عدوى الانتقال من العمل على الظروف. ووفقا لكونيج، فإن علاقتك بالزميل السابق الذي ترك العمل لها دورها. فإذا كنتما قد اعتدتما العمل معا عن قرب وكنتما على وفاق تام على نحو خاص، حينئذ قد يكون لاستقالة هذا الزميل تأثير أقوى عليك لأنها تؤثر عليك شخصيا.

كما يعتقد فين ريشكه خبير إدارة الخلافات أن للارتباط الاجتماعي بين العاملين دورا رئيسيا. ويقول إذا كان هناك ارتباط قوي للعاملين بفريق عملهم، قد يكون تأثير" العدوى" ملحوظا بدرجة أكبر.

ويقول كونيج إنه بمجرد إصابة أي فريق بعدوى التحول لعمل آخر، يتعين على الإدارة محاولة معالجة الأمور، وإلا فإنه سرعان ما يمكن أن يظهر إحساس بالظلم، حيث يتولد لدى أعضاء الفريق انطباع بأنه سوف يتعين عليهم الآن القيام بعمل الزميل الذي استقال.

ووفقا لريشكه، فإنه في وقت مثل هذا يتعين أن تكون مهمة قائد الفريق هي نقل احساس بالأمان والموثوقية. ويقول إن" التغييرات في الأشخاص يمكن أن تسبب قدرا من الفوضى داخل الفريق"، مضيفا أنه لذلك هناك حاجة لأن يوضح المديرون أن لديهم خطة.

ووفقا للخبراء فإن الطريقة التي تتم بها مناقشة الاستقالة مهمة. ويقول كونيج إنه يتعين على قادة الفريق التأكد من عدم إثارة دوامة من السلبية، وعلى سبيل المثال بتأكيد أن الأمور لم تكن على ما يرام مع ذلك الشخص المستقيل بأي حال من الأحوال.

وأضاف أن ذلك قد يقود الآخرين إلى التفكير بأنه من الأفضل لهم ترك العمل أيضا.

ويقول كونيج أن قائد الفريق الذي يعرف فريقه جيدا قد يكون قادرا على اتخاذ إجراءات لمنع انتشار عدوى ترك العمل، على سبيل المثال بالتأكد من الاهتمام بالباقين في العمل.

ويؤكد كونيج أن الأحاديث الفردية يمكن أن تساعد في تحديد مسببات الاستياء وإيجاد الحلول لتحفيز العاملين على البقاء. وهذا يجعل الفريق يشعر بأنه مدعوم ومحل تقدير من جانب صاحب العمل.