منوعات

نبيل البريدعي بين الشغف الأولي في حياة شاقة إلى تحقيق حلم مُنتظر

20 يونيو 2021
20 يونيو 2021

وثّق تفاصيل المكان واحترف تصوير الحياة الفطرية -

كتب - فيصل بن سعيد العلوي -

لم تكن العدسة شغفه فحسب لكنه كان يرى الأشياء مغايرة منذ صغره رغم بساطة الحياة التي عاشها مع أسرته ورغم الصعوبة في أحيان كثيرة.. لكنه الشغف... مزج نبيل بن عبدالله البريدعي رغبته في أن يصبح شيئًا وبين مخزون حياته الشاقة في محيطه الذي اعتاد على مفرداته.. البيت، المسجد، البحر، المدرسة، الملعب والرحلات.. لم يكن شغف الأصدقاء في طموحاتهم إلا ركيزة في تأسيس طموحه.. ولم تكن المدرسة التي انتمى إليها إلا مرحلة لتأسيس فكرة سابقة أراد أن يحققها حتى وإن أخفق في إتمام تعليمه الذي أراد.. لكنه الطموح،

كل تلك المفردات انطلقت لأن يهتم بالإلكترونيات في تفاصيلها والتكنولوجيا في عمومها واحتضن عدسته البسيطة في مراحل متقدمة من شبابه رغم الصعوبات المادية التي يواجهها آنذاك.. لكنه انتصر في النهاية، حقق شغفه وطموحه في عدسته.. اقتنى أفضلها في مرحلة وأرقاها تكوينًا في مرحلة أخرى حتى بات مصورًا محترفًا أراد أن تكون الحياة الفطرية في مفردات حياته التي عاشها واقعًا وخيالًا تتجسد أمامه في صورة توثّق كل تلك التفاصيل..

لم تغفل عدسة المصور نبيل البريدعي عن الطبيعة ولا عن الأصدقاء بوجوههم ولا تفاصيل المكان الذي يعيشه بل وثّق وما زال يوثق كل تلك التفاصيل الدقيقة متى ما وجد أن ثمة تشويهًا يحدث بالمكان الراسخ في الذاكرة.. أو ربما «بورتريه» لطفل أو شاب في مقتبل عمره أو لرجل طاعن في السن أراد أن يبقيه حيًا إذا ما صروف الدهر والقدر أرادت أن تنقله إلى أرذل العمر أو مرحلة ما بعد الحياة حينما تقضي إرادة الله ذلك.. كل ذلك هو جزء من اهتماماته.. لكن تلك العدسة أرادت أن تكون وفية للحياة الفطرية تحديدًا رغم التحديات التي يواجهها المصور والصعوبات الكبيرة في اقتناص لحظة فارقة ما في موقع ما.. لا يدرك كل تلك التحديات إلا الفنان ولا يتوق إليها رغم كل ذلك إلا الشغوف لتجربة ثرية تكّون بصمته الخاصة في أعمال متنوعة من مصورين مختلفين تتشابه اقتناصاتهم وحكاياتهم.. وهنا يكمن التميز الذي أراد أن يصل به نبيل البريدعي في تكوينه الأول ليكون شيئًا أراده منذ صغره.

وقد جابت عدسة «البريدعي» بحار وصحاري السلطنة والخليج والدول العربية برفقة مجموعة من المصورين المحترفين وتبادل معهم الخبرات والتجارب واقتنصت عدسته العديد من مشاهد الطيور الشهيرة والمهاجرة ووثّق لمراحل متنوعة من حياة تلك الطيور والحيوانات البرية في طريقة حياتها وتفاعلاتها مع الطبيعة..

أما اليوم فأصبحت عدسة المصور نبيل بن عبدالله البريدعي عدسة محترفة.. صنع من قساوة الحياة تجربته وكوّن منها اسمه ووضع لعدسته بصمته الخاصة التي حينما تُذكر صور الحياة الفطرية يذكر فيها اسمه.