منوعات

قطع أثرية تروي حكاية الإنسان على الأرض في متحف الأردن

26 يوليو 2021
26 يوليو 2021

عمّان ـ العمانية: على مقربة من وسط البلد، في العاصمة عمّان، يتربع "متحف الأردن"، بتصميمه متدرّج الارتفاعات الذي أنجزه المعماري المعروف جعفر طوقان، على مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع. ويكتسب المتحف خصوصيته من تجاور الحجر والزجاج في هيكله، إذ استُخدمت الحجارة المحلية في البناء لترمز إلى ارتباط الإنسان بأرضه وتاريخه، بينما تمثّل واجهات الزجاجة الكبيرة نوافذ يتطلع منها الإنسان إلى المستقبل. كما رُوعي في تصميم المتحف أن تكون قاعات العرض كبيرة وتحقق متطلبات عرض المقتنيات الأثرية التي تروي حكاية مليون ونصف المليون سنة من حياة الإنسان على الأرض، حيث يمكن للزوّار التجوال في الأقسام الثلاثة الرئيسة في المتحف: الآثار والتاريخ، الحياة الشعبية، والأردن الحديث. وتُعرض في المتحف أكثر من ألفي قطعة أثرية يعود بعضها إلى العصر الحجري، مع إبراز الحكايات المرتبطة بها عبر وسائط وتقنيات متعددة، منها اللوحات المصوَّرة والمواد التفاعلية التي تعطي تصوُّرًا عن مسيرة الإنسان في المنطقة، وأدواته، وطرق تواصله، ومصادر غذائه، وأنماط عمارته.. وإلى جانب الحكايات التاريخية المتسلسلة، هناك عروض لمواد بصرية تفاعلية حول موضوعات من مثل: الإنسان والإبداع، والكتابة، وعلم الآثار، والبداوة والترحال، والكتابة، والإنارة. وفي قاعات "التاريخ المعاش"، يسلط المتحف الضوء على التراث المتناقَل جيلاً بعد جيل، من البادية والقرى والمدن، في محاولة لربط الأجيال الحاضرة بماضيها. وتتضمّن هذه القاعات عروضًا تفاعلية عن الحياة البدوية المجسَّدة في بيوت الشَّعر والاعتماد على الخيل والإبل في العيش وسط الصحراء. كما تُعرَض في قسم آخر مواد تفاعلية عن حياة إنسان الريف ممثلة في البيت الريفي واللباس، وكذلك حياة إنسان المدينة والأسواق الشعبية ومفرداتها. ويقدّم المعرض فرصة للاطلاع على تطوُّرات الحياة خلال القرن العشرين، مركّزًا على الأزياء الشعبية، والأدوات التقليدية المُستخدمة في الإنتاج، والأطعمة.. بما يجسّد هدف المتحف في أن يكون مركزًا للمعرفة والتعلم، وأن يقدِّم للجمهور ما يساعدهم على التفكير المنطقي الترابطي الذي ينمّي الوعي الإنساني، ويدفع باتجاه البناء والتطوير المستقبلي. ويحتوي المتحف على مكتبة كبيرة تضم آلاف المطبوعات والمنشورات المتخصّصة في حقول التاريخ والآثار والتعليم وعلم المتاحف. وانطلاقًا من أهمية ربط الماضي بالحاضر، وتقديم التعليم والمعرفة عبر الاستكشاف، قدَّم المتحف نشاطات تفاعلية من بينها عرض حول ابن الهيثم، كما استضاف معرضَ "ألف اختراع واختراع" الذي جاب مدنًا عدة حول العالم. ويتضمّن الجزء الذي أطلق عليه المتحف اسم "مكاني" مساحة مخصّصة للتعليم، وتستهدف الفئات العمرية الصغيرة كالأطفال والطلبة، وتتميّز ببساطة التصميم وتوافر الوسائل والأدوات الأساسية للقيام بالنشاطات الفنية والحرفية، والهدف من إنشائها هو تمكين الأطفال من التعبير عن أنفسهم بحرية وبطرق إبداعية مستوحاة من زيارتهم للمتحف ورؤيتهم لمقتنياته ومحتوياته. ويضم المتحف مركزًا لصيانة القطع الأثرية وترميمها، جرى تزويده بأجهزة حديثة لضمان عدم التأثير على شكل القطع ومكوناتها، لا سيما أنه يعرض تماثيل عين غزال الجصّيّة التي تعود إلى العصر الحجري الفخاري وتعدّ من أقدم النماذج التي جسّدت الشكل البشري، إلى جانب قطع أخرى لها أهمية كبرى في التاريخ البشري والحضارة الإنسانية، على غرار مخطوطات البحر الميت المعروفة بـ"مخطوطات قمران".