منوعات

«شعلة المجد» عمل غنائي ينضح بحب الوطن وقائده على أنغام الموشحات

27 يناير 2022
إنتاج تلفزيون سلطنة عمان وأداء فرقة البلد الموسيقية
27 يناير 2022

كتب - عامر الأنصاري

رسالة واتس أب وردت إلى هاتفي قبل مدة من الآن، من بين رسائل عديدة من مجموعات وأفراد، إلا أنها رسالة فريدة في مضمونها الذي لم يكن كتابة طويلة أو حتى قصيرة، إنما وصلةٌ لمقطع مرئي تجاوز الخمس دقائق بثوانٍ معدودة، كانت الرسالة من الشاعر سامي المعمري.

وتضمن المقطع المرئي ما بين ثانيته الأولى والأخيرة عملا فنيا فائق الجمال، إذ به من العزف الكلاسيكي والغناء العذب والكلمات الراقية، وما خلف الكواليس من إعداد وتوزيع وإخراج وغيرها من الأمور عمل جاد أدى إلى نتيجة رائعة.

أتحدث عن العمل الغنائي الذي أطلقه تلفزيون سلطنة عمان مؤخرا بمناسبة ذكرى تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد.

العمل الفني الذي يحمل عنوان «شعلة المجد» اشترك في أدائه جملة من الفنانين والعازفين ليخرج العمل بروحه الوطنية، والكلاسيكية التي تعود بنا إلى القرن التاسع الميلادي حيث نشأة الموشحات في الأندلس.

بدأ العمل الفني على أنغام الموشحات، بصوت الإيقاع الذي طرق عليه بحرفية الموسيقي تركي الهادي، وبعده بشكل متوازن بدأ كل من عازف العود مسلم الكثيري بأنامله الساحرة العزف، ونفخ عازف الناي مهند البوسعيدي فكان صاحب البصمة الفريدة بالعمل، ومعهم عازف الكمان يوسف البطاشي الذي انسالت معه الألحان العذبة، وشاركهم الإبداع عازف الأورج عيسى البوسعيدي ليزيد جرعة الجمال جمالا آخر.

وبعد أربعين ثانية من العزف العذب انطلقت حناجر المغنيين بأصواتهم الرائعة، وبصورة جماعية بدأ كل من الفنانين نورة النظيرية، ويونس العامري، وزيانة يوسف، وجميلة الصورية بالغوص في العمل الفني والكلمات الرائعة التي تعبر عن الوفاء والحب والانتماء لسلطنة عمان وقائدها المفدى -حفظه الله ورعاه- لينساب العمل حتى الدقيقة الأخيرة بعذوبة وجمال وروعة فنية، حينا بصوت فردي مع الفنانة نورة النظيرية، وتاليا بصوت فردي مع الفنان يونس العامري.

«شعلة المجد» عمل فني صنعه أبناء سلطنة عمان المبدعون، فالعمل من أداء فرقة البلد الموسيقية التي يرأسها الفنان مسلم الكثيري، وتضم أسماءً عمانية لامعة أثبتت مكانتها الفنية.

أما عن كلمات العمل «شعلة المجد»، فكانت من إبداع الشاعر سامي المعمري، وفيها يقول:

يا قِبلةَ القلبِ المُمرَّدِ بالهوى

يا شُعلةَ المجدِ العظيمِ ونارَهُ

منكِ استنارَ الدربَ والأملَ الذي

أرساهُ هيثمُ كي يكونَ مَسارَهُ

نحوَ المعالي نَجمُهُ مُتوقِّدٌ

للشمسِ يَعلو عِـزَّهُ وفَخارَهُ

فأضاءَ للشعبِ الهُمامِ طريقَهُ

وعُمانُ تَبقى للشُموخِ مَـزارَهُ

شارك في العمل الذي أنتجه تلفزيون سلطنة عمان العديد من الأسماء، فقد تم تسجيل العمل في استوديو وهب الضنكي، وتولى إضاءة العمل الفني ناصر القصابي، وكان (مايسترو) العمل المخرج سالم بن محمد الحسني.

الإبداع في عمل «شعلة المجد» يظهر مهارات أبناء السلطنة وامتلاكهم أداوت الفن الراقية، الذي يمكنهم بمثل هذه الأعمال الفنية الوصول إلى العالمية وإبراز المواهب العمانية خارج حدود الوطن.