منوعات

"بيت الزبير للموسيقى الصوفية" يسدل الستار على دورته الثانية

26 يناير 2023
بعد 3 ليالٍ تماهت فيها الابتهالات مع النفس الإنسانية
26 يناير 2023

((عمان)): عادت الليالي الروحانية من "مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية"، التي تنظمها مؤسسة بيت الزبير بعد انقطاع سببته جائحة "كورونا" في دورتها الثانية، بمشاركة فرق من سوريا ومصر إلى جانب عدد من الفرق العمانية، قدمت مزيجا منوعا من الابتهالات والأناشيد أمتعت الحضور في ثلاث ليال على خشبة مسرح "منتجع شانغريلا - بر الجصة" في مسقط.

وأسدل الستار مساء أمس مع "فرقة الحضرة للإنشاد الصوفي" من جمهورية مصر العربية، وهي فرقة تهدف إلى نقل تراث الحَضْرات الصوفية المصرية من المجالس والساحات والجوامع إلى المسارح، في قالب من النسيج الفني بما يتناسب مع الأداء المسرحي والتواصلي مع الجمهور، وقدمت فيها عشرة وصلات بالفصحى والعامية، ومنها: "يا لائمي مهلا"، و"إليك إشارتي وأنت الذي أهوى"، و"لقد أتيت الحمى"، و"حلفت بسرك الأسمى".

أما الليلة الأولى فكانت مع "مجموعة حامد داود للإنشاد والتراث" من الجمهورية العربية السورية، ويعود تأسيسها إلى عام 1984، وقد صدحت بستة أناشيد ومدائح مختلفة بصحبة وصلات موسيقية بمختلف المقامات، إلى جانب رقصة الدراويش حيث درجت المجموعة على إرفاقها في المهرجانات التي تشارك به، وترتبط أعمالها بشكل أساسي بالشعراء الصوفيين وخاصة المستوحاة من الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، ومنها: "النوبة"، و"تقاسيم عود"، و"سماعي طاتيوس أفندي"، و"تفريد للشيخ حامد".

أما الليلة الثانية فكانت برفقة "فرقة الزاوية العُمانية"، التي تأسست عام 2015، وشاركت بتسعة قصائد ومنها: "زدني بفرط الحب"، و"يا مريداً فُزتَ بهِ"، و"أَتيناكَ بالفقرِ يا ذا الغنى"، و"أرى الصادقين"، بمشاركة المنشد الصوفي التنزاني يحيى بيهقي حسين.

وأوضح حمد موسى البلوشي من فرقة الزاوية للسماع العرفاني أن الفرقة تأسست في عام 2015 من مجموعة شبابية مكونة من ١٢ عضوا، ولها مشاركات عدة في مختلف المناسبات والفعاليات التي تقام في السلطنة كمهرجانات بيت الزبير للموسيقى الصوفية وحفلات روحية بدار الأوبرا السلطانية والعديد من الليالي السماعية في النادي الثقافي، ومن أبرز المشاركات الخارجية مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمي بالمغرب، ويشير بقوله: "أن الفرقة تمتاز بانفتاحها على النتاج العرفاني الإنساني بمختلف مرجعياته وأوعيته الناقلة في تجسيد عميق للعرفان المتعالي على انحيازات الخليقة وتمذهباتها، الذاهب باتجاه جوهرها الناصع وإنسانها المحض".

مبينا أن الفرقة تقدم تجربة سماعية تعزز من قدرة الإنسان على أن يخوض تجربته الروحية الفريدة في هذا الوجود باستخدام سماعيات منتقاة بعناية تشمل العرفان والمحبة والسلام.

وتتغنى فرقة الزاوية بأشعار أهل التصوف الاسلامي العمانيين كأبي مسلم البهلاني، وأبي نبهان جاعد الخروصي، وغير العمانيين مثل ابن الفارض، وأبي مدين التلمساني وأبي الحسن الششتري، وعبد الكريم الجيلي.

كما يضيف أن الفرقة تقوم بالأداء الصوتي الجماعي الكورالي مع إضافة آلات ايقاعية مختلفة، مع بعض آلات التخت الشرقي كالناي والآلات الوترية الأخرى مما يضفي لأعمالها جواً موسيقياً روحانياً منسجماً مع الألحان المميزة والأداء الذي لاقى استحساناً واهتماماً واسعاً لدى شريحة كبيرة من المستمعين والمهتمين بالإنشاد الديني والصوفي عموماً، في سلطنة عمان وخارجها عربياً ودولياً.

وأوضح البلوشي أن المشاركة في في مهرجان بيت الزبير الثاني للموسيقى الصوفية هي نتاج وخلاصة تجربة ممتدة لعدة سنوات، تُوجت بحضور كبير وإعجاب وإشادة واسعة، وقدمنا خلالها عملاً مشتركاً مع الفنان والمنشد التنزاني المعروف يحيى بيهقي، والذي يمتاز بخامة صوت ومساحة صوتية رائعة جداً خصوصاً في أداء المواويل والابتهالات أكسبته جمهوراً كبيراً من مختلف دول العالم الإسلامي والغربي. ومن الأناشيد المشاركة: " دع جمال الوجه يظهر"، و"إن لله في الخفاء نفوسا"، و"أنا الموجود والمعدوم"، و"يا مريدا فزت به"، و"أتيناك بالفقر"، و"إني اذا ما ذكرت ربي"، و"كيف تخفى الحقيقة"، و"أرى الصادقي"، و"مُريداً بادِر"، تخللتها المواويل والابتهالات والتقاسيم الموسيقية واللي استمتع بها الجمهور الغفير في ليلة من اجمل الليالي التي أحييناها.

وتتطلع فرقة الزاوية لتقديم أعمالها المتجددة وبألحانها الخاصة وطابعها الخاص، مع تقديم أعمال اخرى مطوره من الموروث العماني كالمرتبط بفن المالد وغيره، وكذلك الموروث العربي الاسلامي من بلاد الشام ومصر والمغرب والموروث الاندلسي مع اضافة لمساتها المميزة التي تضفي لها طابعاً مختلفاً ممزوجاً بين الكلاسيكي والحديث.

وتأمل فرقة الزاوية بالوصول بتجربتها ورسالتها الانسانية الروحانية لمختلف دول العالم كامتداد لرسالة عمان المحبة والسلام والتي لطالما كانت هي رائدة وسباقةً فيها منذ مئات السنين.

آملين أن تتبنى الجهات المعنية هذا المشروع وهذه الرسالة السامية للفرقة وتوفر لها الإمكانيات إعلاميًا ومادياً لتحقيق الغاية المرجوة.