من مسرحية التاسع عشر
من مسرحية التاسع عشر
منوعات

انطلاق فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الثامن بشمال الباطنة

19 مارس 2023
بشعار "مسرحنا نافذة ثقافتنا"
19 مارس 2023

- إطلاق مسابقة التأليف المسرحي على مستوى طلبة المدارس

دشنت وزارة التربية والتعليم فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الثامن الذي تستضيفه تعليمية شمال الباطنة، تحت رعاية سعادة الشيخ سعيد بن حمد بن هلال السعدي نائب رئيس مجلس الشورى، بحضور عدد من فناني المسرح والمختصين في النقد المسرحي بدول مجلس التعاون، وذلك على مسرح قاعة عمان بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار.

وقالت السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية مستشارة وزيرة التربية والتعليم المكلفة بأعمال المدير العام لمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي: إن مهرجان المسرح المدرسي في نسخته الثامنة يأتي هذا العام تحت شعار (مسرحنا نافذة ثقافتنا)، ويستهدف المهرجان برامج الأنشطة المسرحية على مستوى فرق المحافظات التعليمية من خلال التنافس بالعروض المسرحية الهادفة التي تطرح مجموعة من القضايا الوطنية والتربوية والاجتماعية، ويعمل المهرجان على تعزيز بناء الوعي الثقافي والفكري والتربوي من خلال النشاط المسرحي".

وأشارت السيدة سناء البوسعيدية إلى أن المهرجان يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها الحرص الدائم على الارتقاء بمستوى المسرح المدرسي كوسيلة تربوية وتعليمية تهدف إلى إعداد الناشئة إعدادا تربويا متكاملا، وتعزيز القيم الإنسانية والانتماءات الوطنية والثقافات المعرفية وتنوع الإجادات الفنية والأدبية التي تعمل على تطوير المهارات الطلابية من خلال المشاركة في العروض المسرحية التي يمثل الطلبة روحها وفكرها وسواعدها يقدمون من خلالها رسالة تربوية ومعاني سامية، إضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات والمعارف وتوسعة آفاق الطلبة ومداركهم من خلال التقاء المختصين والطلبة في مكان واحد مما يسهم بشكل فاعل في الإثراء الفكري للمشرفين على النشاط المسرحي والطلبة على حد سواء، ورفع مستوى الأداء الفني للمسرح المدرسي وجعل العروض المسرحية أكثر تكاملية ونضجا سواء من حيث النص أو الإخراج أو التمثيل أو مكملات العرض المسرحي المختلفة.

وأضافت: "كما يهدف المهرجان إلى فتح أبواب اتصال مباشر مع المكون المجتمعي الإبداعي من خلال حضورهم لمتابعة إبداعات أبنائهم طلبة المدارس في مختلف جوانب الثقافة والحضارية المعاصرة للدولة، واستعراض الجهود المبذولة من قبل الوزارة في مجال رعاية الإجادات الطلابية وخاصة الثقافة المسرحية -مرآة الشعوب- وفتح المجال لها لاستعراض مهاراتها الإبداعية الأمر الذي يفتح لهم فرصا أرحب لدعم إجاداتهم مستقبلا تطويرا للمسرح المدرسي، ورفدا للحراك الثقافي والفني المسرحي في سلطنة عمان بمجموعة من العناصر المبدعة ستمثل مستقبلا عجلات حركة ولبنات بناء للحركة الثقافية والمسرحية في سلطنة عمان".

كما تحدثت السيدة سناء البوسعيدية عن الهدف من إقامة المهرجان خارج العاصمة مسقط وقالت: "ترتكز رؤية دائرة الأنشطة على إشراك المديريات التعليمية في إدارة الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الوزارة خاصة الكبيرة منها بهدف إتاحة الفرصة لهم لإبراز إمكاناتهم وإبداعاتهم التي نؤمن بها، كما نشكر أعضاء لجنة التحكيم وضيوف الشرف من مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية على مشاركتهم لنا في هذه التظاهرة الفنية التي من شأنها أن تسهم في تبادل الخبرات والتجارب المسرحية ونرحب بهم في بلدهم الثاني سلطنة عمان ونأمل أن يروا ما يسرهم من تطور مهاري لدى طلبة سلطنة عمان في النشاط المسرحي".

وتخلل حفل افتتاح المهرجان عرض مرئي يلخص مسيرة المهرجان المسرحي على مدى سنواته الماضية، وما مر به من مراحل تؤسس لأهميته وقيمته على مستوى المشهد المسرحي، كما يشهد المهرجان على خمسة عروض مسرحية، إلى جانب ورش تدريبية، وقراءات نقدية، وكذلك زيارات ثقافية. كما أضيف لهذه النسخة من المهرجان إطلاق مسابقة التأليف المسرحي على مستوى طلبة المدارس بحيث يتم الإعلان وتكريم الفائزين في حفل ختام المهرجان، إضافة إلى استضافة محكمين وضيوف شرف من خارج سلطنة عمان.

بعدها شهدت خشبة مسرح قاعة عمان أول عرض مسرحي لفريق تعليمية شمال الباطنة المسرحي بعنوان "التاسع عشر" التي سلطت الضوء على آفة غيرت ملامح هذا الكوكب وأسقطت ظلالها على حياة البشر فأثرت في جوانب الحياة المختلفة النفسية والاجتماعية والاقتصادية منها تاركين السؤال الأعظم هل انتهت أم أنها تعطينا استراحة محارب لتعاود الكرة من جديد. والمسرحية من تأليف وإخراج راشد بن عبدالله البريكي الذي قال عن المسرحية: "بين الفقد والحرمان وبين العزلة والحرية تقدم مسرحية التاسع عشر شهادة على ما فقدناه وعلى كل لحظة كنا نحس بالحرية ونحن خلف القضبان، هذه المسرحية نقدمها لكل شخص لم يستطع توديع أحبابه، وهم يصارعون النهايات لا قبلة وادعٍ ولا حضن رحيل".

أما العرض المسرحي الثاني فكان لمسرحية "نور الهكمانيات" لفريق تعليمية شمال الشرقية، حيث قدم مُخرج المسرحية أسامة بن عبدالله الكويلي فكرته الإخراجية لتحاكي قصة المسرحية التي تبين أهمية العلم والتعلم في حياة الإنسان، وتوضيح قيمته في إنقاذ الحياة في مواقف متعددة، أساسها العلم والمعرفة، كما رافق العرض المسرحي إضاءة وسينوغرافيا لمحمد بن سالم المعمري.

وتشهد العروض المسرحية للمهرجان جلسات نقدية عقب كل عرض مسرحي، يقدمها عدد من المخرجين والمختصين بفن المسرح، حيث تتحدث المخرجة والكاتبة الدرامية المسرحية والسينمائية الأستاذة أمل بنت محمد السابعية عن رؤيتها النقدية حول مسرحية نور الهكمانيات بقولها: "النص قريب جدا للطالب المدرسي من ناحية اللغة والموضوع والشخوص؛ ومن الرائع أن يتطرق الكاتب لمعلومات علمية بصورة مبسطة لما في ذلك من أثر لحظي على الطالب لسماعه معلومة مرت عليه في دراسته وأثر بعيد المدى بثبات المعلومة في ذهنه".

كما أشارت المخرجة أيضا إلى بعض النقاط التي يجب أن يقف عندها مخرج النص وهي ضرورة الاستغناء عن الحوارات المتكررة واختزال النص ليصبح أكثر تركيزا وعمقا وتجريدا، بالإضافة إلى ضعف النص في فقدان حبكة الصراع والاستعجال في قضية الاعتراف بقيمة العلم في بداية العرض المسرحي، حيث أفقد العمل تشويقه وغموضه.

طرحت الأستاذة أمل أيضا سؤالا جوهريا على مخرج المسرحية: هل سيلتصق نص الكاتب ويبقى أثره في ذهن الجمهور؟ أم سيبقى أثر العرض المسرحي في ذهن الجمهور ؟ وهو سؤال جوهري قصدت به أن النص المسرحي طبق على خشبة المسرح بحذافيره ففقد عملية الدهشة وخلق بعد مسرحي فني مجرد من الكلمات، حيث إنه كان يكفي أن تكون المسرحية مشهدا واحدا فقط بديكور رمزي يخدم العرض المسرحي ويعطي بعدا فنيا، ويساعد في تصعيد الأحداث المسرحية دون بذل الجهود في عدة مشاهد مختلفة.

هذا وتتكون لجنة التحكيم بالمهرجان من عدد من الفنانين والأكاديميين المختصين بالمسرح، حيث يترأس لجنة تحكيم العروض المسرحية الفنان السعودي القدير عبدالناصر الزاير، وعضوية الدكتورة رحيمة الجابرية، والكاتب والفنان المسرحي عبدالحكيم الصالحي، ويونس الخربوشي مشرف أنشطة طلابية.

ويستكمل غدا جدول العروض المسرحية للمهرجان بعرض مسرحية "البلورة " للفريق المسرحي لتعليمية الداخلية في الفترة الصباحية على مسرح الوزارة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، أما الفترة المسائية فيقدم الفريق المسرحي لتعليمية جنوب الباطنة مسرحية "ويستمر المطر"، وسوف يسدل الستار على فعاليات المهرجان المسرحي المدرسي الثامن بعد غد الثلاثاء.