No Image
منوعات

المصور أسعد الغسيني - قناص الحيوانات البرية بولاية العامرات.. وسلاحه آلة التصوير

18 يونيو 2021
هوايته ساعدته على تحدي الصعوبات
18 يونيو 2021

حاورته: ســـــارة الجراح

عادة تمتزج هوايات مع بعضها لتنتج أشياء فريدة، هكذا اجتمع حب التصوير الضوئي عند أسعد بن سيف بن سليم الغسيني إلى جانب حب رياضة التسلق وخوض المسارات الجبلية فيما يعرف برياضة «الهايكنج»، وبذلك أبدع في إيصال عدسته إلى مناطق نادرة مقتنصا كائنات الحياة البرية التي تعيش في أحضان السلطنة وسلاحه في ذلك الاقتناص التصوير.

الغسيني من ولاية العامرات بمحافظة مسقط، حيث يتجلى فيها شموخ الجبال وتنوع الحياة البرية، فوجد في الولاية وجبالها وسهولها بغيته التي يشبع فيها شغفه بالتصوير.

الغسيني ذو الـ 33 عاما بدأ بالتصوير في ٢٠١٦؛ وذلك أثناء ممارسته رياضة المشي الجبلي حيث كان يشاهد الحيوانات البرية مثل الوعل العربي والطيور النادرة بين فترة وأخرى ومن هنا بدأ توثيقها بالصور كونها حيوانات نادرة، ومن الصعوبة بمكان الوصول إليها، وللاقتراب من هواية أسعد الغسيني، كان لنا معه هذا الحوار:

- ما السر في تركيزك على تصوير نوع محدد من الحيوانات البرية، وهي الوعول والغزلان فقط؟

ربما كون مصوري الحياة البرية الذين تخصصوا في مجال الوعول التي تسمى محليا «الطُهر» والغزلان نادرين أو ليسوا بالعدد الكبير، لذلك أجد في تصوير الحياة البرية، وفي هذا المجال تحديدا اختلافا وتميزا، كما أن تصوير الحياة البرية تحدٍ للنفس فالوصول إليها صعب بسبب وعورة الأماكن التي تعيش فيها، فأردت أن أكون متميزا عن الغير في مجال تصويري.

- ما الصعوبة التي تواجهها في طريقك إلى الحيوانات البرية؟

من أبرز الصعوبات قطع المسافات الطويلة للوصول إلى الأماكن المتوقع أن تعيش فيها، ووعورة المسارات الجبلية، وأواجه صعوبة كبيرة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف الذي نعيش أجواءه في هذا التوقيت، مما يعيق وصولي إليها أحيانا، وشدة حذر هذه الحيوانات وشعورها بوجودي أحيانا يعرقل علي التصوير، فهي كائنات تملك حاسة قوية بالخطر.

- هل هناك أوقات وأيام محددة تذهب فيها للتصوير؟ وهل وجود هذه الحيوانات مستمر بشكل دائم؟

لا يوجد وقت محدد، وعدم تواجد هذه الحيوانات بشكل دائم في نفس الموقع بل تجدها في مواقع مختلفة، ويجب البحث عنها بطريقة حذرة ليتم تصويرها، وغالبا ما تكون موجودة في المساء والصباح الباكر.

- كم من الوقت تحتاج لالتقاط الصورة بمستوى عال بحكم أنك تلتقط صورا لشيء غير ثابت؟

أحيانا يستغرق التصوير الساعات، بسبب عدم ثبات الحيوانات البرية وتوجهها لمواقع صعبة شديدة الانحدارات وعلى المصور أن يكون سريع الحركة في تصويره وبطرق حذرة جدا وعدم إصدار أي صوت مما يلفت انتباه الحيوانات لوجود المصور والهروب من موقعها، والجدير بالذكر أن تضاريس المكان الذي توجد فيه الحيوانات أثناء التصوير يلعب دورا كبيرا في مستوى الجودة.

- ما الخطوات التي تتبعها حتى لا تشعر الحيوانات بوجودك؟

المشي بخفة، واللباس التمويهي، وعدم إصدار أي صوت وعدم الحركة الزائدة.

- هل تحتاج إلى المبيت أو تكتفي بيوم واحد حتى تلتقط هذه الصور؟

نعم.. أحتاج للمبيت أحيانا؛ كونها حيوانات تخرج غالبا في المساء، أو الصباح الباكر بحثا عن الطعام، وليس لدي الوقت الكافي الذي يساعدني للوصول إلى المواقع المتوقع تواجدها فيها في أول الصباح.

- هل فكرة التنوع في التصوير تخطر في بالك؟ ثم ألا تشعر بأن متلقي الصور يحب التنويع؟

نعم لدي الرغبة في تصوير الحياة الفطرية بشكل عام، وبخصوص متلقي الصور صحيح أنه يحب التنويع لكن وفي الأخير صور كل مصور تحكي حكاية مختلفة.

- هل شاركت في مسابقات أو معارض؟

لا.. و أطمح للمشاركة في أي وقت تتاح لي الفرصة.

- هل أنت ملتزم بوسائل الأمن والسلامة أثناء تصويرك، وهل تفضل بأن يكون لديك مرافق أثناء المبيت؟

بالتأكيد أنا ملتزم ولدي أدوات الإسعافات الأولية دائما، وأختار التخييم في مكان آمن وبمعدات التخييم كاملة، وأفضل عند المبيت بأن يكون لدي مرافق من محبي (التسلق والمشي الجبلي) طبعا، تحسبا لأي ظرف أو إصابة قد تحصل وخصوصا في مثل هذه الأماكن التي لا توجد بها شبكة الهاتف المحمول.

- ما الرسالة التي تود أن ترسلها لمصور الحياة الفطرية؟

هناك تحديات يجب على مصور الحياة الفطرية معايشتها وأهمها الصبر، لأن بعض الصور تتطلب من المصور بأن ينتظر فيها لساعات طويلة حتى يتمكن من رؤيتها ومتابعتها وتصويرها، ومن تجربتي في بعض الأحيان كنت أخرج في رحلة لمدة يوم كامل أو يومين وأعاني فيها المشقة من وعورة المكان كما ذكرت سابقاً ودون أن أشاهد أي نوع من الحيوانات الفطرية، وطبعا دخولي لبعض هذه المحميات لأنني أملك تصريح دخول وجزيل الشكر لمكتب حفظ البيئة وديوان البلاط السلطاني وهيئة البيئة لمنحهم لي هذا التصريح للتصوير وإعداد بعض التقارير البسيطة.