No Image
عمان اليوم

مبارك الرديني.. حكاية عشق مع البحر استمرت 50 عاما

18 يونيو 2021
18 يونيو 2021

يجيد اللغات الفارسية والأوردية وتربطه صداقات مع شعوب تلك الدول

بدأت رحلتي مع البحر منذ كان عمري 10 سنوات

أتمنى أن تكون هناك جمعية خاصة بالصيادين على مستوى السلطنة

«سنن البحر» كانت ولا تزال لها دور كبير في حل قضايا الصيادين

- كان البحار يقوم بدور ساعي البريد في نقل رسائل الأهل والأحباب.

حاوره- سعيد الهنداسي

مبارك بن سالم بن محمد الرديني عشق البحر والسفر والترحال منذ صغره، لتستمر حكايته مع هذا العشق نصف قرن قضاها رحالا بين موانئ الخليج والهند وفارس، ولم تكن هذه الرحلة طوال 50 سنة مضت رحلة عابرة، بل تحمل معها ذكريات وحكايات في معرفة المدن التي زارها والأشخاص الذين تعرف عليهم.

فيا ترى ما حكاية هذا البحار العماني مع البحر؟ وما هي أبرز محطاته فيه؟ وما الذي يتذكره في هذه الرحلة؟ وكيف يرى البحر اليوم بعيون أبنائه؟ أسئلة كثيرة حاولنا من خلالها الحصول على إجابات عليها من خلال هذه اللقاء.

شريط الذكريات:

بالقرب من البحر في قرية عباسة التابعة لولاية الخابورة وجدته جالسا بالقرب من الشاطئ وكل ما يتعلق بمهنة الصيد حوله، أشياء لم تفارقه اقتربت منه، وبدأ يعيد لنا شريط الذكريات قائلا: حكايتي مع البحر بدأت وأنا عمري 10 سنوات قضيت في البحر أكثر من 50 عاما، البداية كانت مع والدي في رحلات الصيد المعروفة محليا (الهيال) على ساحل الباطنة، بالإضافة إلى الصيد باستخدام شبكة (الضغوة) والتي يتم فيها رمي الشباك ويتجمع فيها السمك ليتم بعد ذلك سحب هذا السمك، باستخدام شباك الضغوة ويتشارك فيها عدد كبير من الصيادين، وتكون بالقرب من الشاطئ ويكون صيدا وفيرا وكنت أشارك الوالد في هذه المرحلة.

وعن السفن التي بدا معها رحلة الصيد يواصل مبارك الرديني حديثه قائلا: كانت سفن تقليدية وكان التجديف العامل المشترك لها، مستخدمين قوة اليدين في التجديف ويحمل الصياد السمك الذي اصطاده بعد رحلة الصيد، على كتفه ويطوف به في الحارة لعدم توفر السوق في تلك الفترة ويتم بيعه بين الأهالي، ثم بعد ذلك يتم البيع بالقرب من الشاطئ.

رحلة الأسفار

بعدها يتحدث البحار وعاشق السفر والترحال مبارك الرديني عن رحلته مع الأسفار والدول والأقطار التي سافر إليها بقوله: حكايتي مع السفر طويلة بدأناها بكل دول الخليج كافة من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والسعودية، وكنت يومها لا يتجاوز عمري 18 عاما حيث بدأت العمل في السفن الصغيرة والكبيرة ثم وصلنا برحلاتنا إلى كراتشي في باكستان والهند وإيران، وكان البحار يكون بمثابة ساعي البريد حيث يقوم الأشخاص بإعطاء هذا البحر رسالة يوصلها إلى أهله في تلك الدول التي زارها.

سنن البحر

ويتطرق الوالد مبارك الرديني إلى لجنة سنن البحر والتي تعتبر المظلة التي من خلالها يجتمع الصيادين ومن له علاقة بالبحر يتناقشون من خلالها ويتحدثون عن كل ما يتعلق بالبحر وشؤونه ويضيف قائلا: كان لوالدي حضوره في هذه اللجنة وكانت بالفعل تجمع الصيادين ويتم من خلالها حل المشاكل التي قد تقع بين الصيادين في كل ما يتعلق بالبحر وكان الجميع ينفذ ما تخرج به اللجنة من قرارات لأنها تضم مجموعة من الخبراء المعروفين بشؤون البحر، وهي لا تزال تلعب دور في هذا الأمر.

فوائد السفر

وعن الفوائد التي جناها من رحلته مع السفر والترحال يواصل مبارك الرديني حديثه قائلا: كان السفر فرصة سانحة لنا لتعلم لغات الآخرين، حيث تعلمت اللغة الفارسية بحكم سفرنا إلى إيران، وكذلك اللغة الأوردية عندما وصلنا بلاد الهند وباكستان، كما تعلمنا وشاهدنا عادات وتقاليد تلك الشعوب، وتعرفنا على أنواع الأطعمة التي يأكلونها وهناك من أجاد حتى طريقة الطبخ فيها وتفاصيلها الدقيقة، وتربطنا علاقات صداقة مع هذه الشعوب وكل ذلك، ما كان ليتحقق لولا هذه الرحلات والسفر إلى تلك الدول وكانت بالفعل رحلات جميلة مع كل المخاطر التي تعرضنا لها خلال تلك الرحلة من تقلبات في الأجواء من عواصف وأمطار، أو حتى هناك بعض الأسماك الكبيرة الخطرة التي تصادفك في مثل هذه الرحلات خاصة في المحيطات والتي لا تعرف عنها شيئا.

يوم في البحر

وعن كيفية قضاء يوم في البحر على متن السفينة يتحدث مبارك الرديني قائلا: في السفينة تشعر بحياة وعالم جميل رائع، نبدأ يومنا بالصلاة وتناول وجبة الإفطار يكون معنا في الرحلة طباخ مهمته إعداد الطعام لكل من في السفينة، وهناك معاون له ويستخدم الخشب في إعداد الطعام ثم تأتي مرحلة استخدام الطباخة القديمة المعروفة (الكولة) يستخدم فيها الكيروسين (الجاز)، وتشعر بلذة الطعام من خلال تجمع الكل حولك ثم هناك من يقوم بدور (النهام ) صاحب الصوت الشجي مرددا أهازيج البحر، ويردد معه البحارة وهم سعداء في أوقات معينة بعد انتهاء يوم طويل، ويكون في فترة الليل مثل جلسة السمر في السفينة وتشعر بيومك الطويل قد انتهى في نهايته بسعادة وراحة.

جمعية الصيادين

ويختم مبارك الرديني حديثه بأمنية أن تكون هناك جمعية تضم جميع الصيادين ليس فقط على مستوى ولاية الخابورة بل على مستوي السلطنة قائلا: مثل هذه الجمعية التي تهتم بهموم الصيادين مهمة جدا لأنها ستكون قريبة منهم ومن خلالها سيكون للصياد حضوره وهناك من يتحدث باسمه.