عمان اليوم

فريق ظفار للمغامرات يتوغل في أعماق كهف قنوت ويسرد تفاصيل جديدة

30 يوليو 2021
قضوا 13 ساعة في استكشافه وساروا فيه لمسافة 1400 متر
30 يوليو 2021

لقمان اللمكي : من المتوقع اتصال الكهف بحفرة إذابة طوي اعتير وهذا ما سيقوم به الفريق في الأيام القادمة. -

د محمد الكندي : كهف قنف من أخطر الكهوف الموجودة في السلطنة بسبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون فيه -

اكتشافات الكهوف تعزز نوعا جديدا من سياحة المغامرات المستمرة طوال العام ولا ترتبط بموسم محدد -

كتب- أحمد بن عامر المعشني. -

قام مؤخرا مجموعة من الشباب العمانيين المغامرين بالتعاون فيما بينهم ، بهدف الاطلاع واكتشاف مكنون عمان البيئي ومعرفة أسرار تفاصيل البيئة في مختلف المواقع ، من أجل استكشاف الكهوف الجبلية ، ولإظهار جمالياتها الجولوجية والسياحية، انطلاقا من عشق الشباب للطبيعة العمانية الساحرة للخوض من خلالها تجارب مثيرة وممتعة في نفس الوقت.

ونفذ مؤخرا فريق ظفار للمغامرات مغامرة دخول كهف حفرة إذابة قنف في نيابة طوي أعتير بولاية مرباط بمحافظة ظفار، بعد أن تلقى الفريق دعوة من المواطن عبدالرحمن قيطون الشحري وهو من سكان منطقة قنوف لاستكشاف حفرة إذابة قنف.

جريدة ( عمان) حاورت لقمان بن عبدالله اللمكي عضو فريق ظفار للمغامرات الذي كشف عن تفاصيل المغامرة قائلا : بالرغم من انشغال الفريق في مواصلة استكشاف كهف نكبت بولاية رخيوت ، الا أن الفريق استجاب للدعوة ، إذ أن الحفرة تمتلىء بالماء كليا أثناء المنخفضات المناخية التي تتعرض لها المنطقة ، وآخرها إعصاري مكونو ولبان ، حيث تفيض المياه وفي غضون ساعات يتسرب الماء.

وأضاف اللمكي بأن الفريق قام مبدئيا برحلة استطلاعية للمكان ، والنزول الى الحفرة ٤٠ مترا والدخول فيها لمدة ساعة ونصف وتجهيز حبال التسلق ، وفي اليوم التالي استدعى الفريق بقية المستكشفين ونزلوا الحفرة ٦ أعضاء لمسافة ٤٠ مترا وفي تمام الساعة العاشرة صباحا ، تم الدخول الى كهف الحفرة حيث واجه الفريق عدة نزلات ، و منها نزلة بالحبال لمسافة ٧ أمتار وواصلوا المشي ووجدوا أحواضا مائية شبه جافة ، وتشكيلات من الصواعد والنوازل ثم قاموا بنزلة أخرى لمسافة 15مترا قبل أن يصلوا الى ردهة كبيرة تشكل حفرة واسعة .

يقول اللمكي : وجدنا في هذه الردهة أعدادا كبيرة من الخفافيش وتشكيلات طولية من النوازل كبيرة الحجم وقد واصل الفريق استكشاف المشي بين الصخور كبيرة الحجم والتي تشبه أحجامها صخور الوديان الجارفة والتي تسقط من الجبال الى أن وجدنا غرفة أخرى من النوازل والتي وضع بها علامة مكتوب عليها باللغة الانجليزية ( University of Bern QW 18 1998) وهو لفريق من جامعة بيرن بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس الذي قام بالنزول الى الحفرة في سنة ١٩٩٨ ، وذلك لدراسة الحفرة جيولوجيا وأخذ العينات . بعدها واصل الفريق الاستكشاف والنزول بالحبال 25 مترا الى حفرة أخرى لا يقل حجمها عن سابقتها بقليل.

ولوحظ في الموقع وجود قبتان مرتفعتان قد تشكلان إذابة جديده بعد سنوات ، ومن المذهل كما عثر على خزان ماء حديدي أبيض اللون بسعة ٦٥٠ جالون تقريبا جرفته السيول الى داخل الحفرة ، وهو أحد الالغاز التي تحتاج الى حل حيث أن الحفرة تضيق في بعض مداخلها ، وفي تمام الساعة 11:30 ليلا قام الفريق بالخروج من الحفرة كليا بعد أن أمضى 13 ساعة متواصلة في الكهف وسار لمسافة تصل إلى ١٤٠٠ متر .

حيوانات ونباتات مختلفة !

وبحسب المتحدث اللمكي فقد وجد الفريق في الكهف نباتات مختلفة ونوع من الضفادع صغير الحجم ، كما يوجد في بداية الحفرة العديد من طيور الحمام ، وبناء على المعلومات التي وردت للفريق وحسب التضاريس الجيولوجية والتشكيلات الخارجية واتجاه كهف الحفرة جنوبا ، فإنه من المتوقع اتصال الكهف بحفرة اذابة طوى اعتير وهذا ما سيقوم به الفريق في قادم الأيام التحقق منه .

حكاية ظفار للمغامرات !

ويتحدث لقمان اللمكي عن فريق ظفار للمغامرات كاشفا المزيد من المعلومات بالقول بأن الفريق يتكون من 30 عضوا منهم 8 أشخاص مؤهلين تأهيلا جيدا للاستكشاف و16 شخصا للدعم والمساندة ، والفريق تشكل في شهر أغسطس من العام الماضي حيث كانت أولى مغامراته الفعلية هي دخول مغارة ارقصيوت في نيابة جيلوب بولاية طاقة.

فقد وصلت عدد المواقع التي تم استكشافها أكثر من ١٠ مواقع وبعضها في طور الاستكشاف. وأكثر استكشاف مثل تحد مرهق هو نزول حفره إذابة شعت .

ويؤكد اللمكي بأن فريق ظفار للمغامرات لديه خبرة ميدانية في التسلق بالحبال والغوص وإجراءات السلامة ، على الرغم من وجود بعض الصعوبات التي تواجه الفريق منها قلة الدعم المادي واللوجيستي فقد تغلب الفريق من خلال التعاون بين أعضاء الفريق على الكثير من العوائق .

حيث يرى عضو فريق ظفار للمغامرات أن مثل هذه الهوايات ترفع من اسم السلطنة كواحد من أفضل الوجهات السياحية ، والمليئة بفرص سياحة المغامرة ، وكذلك التعريف بكهوف السلطنة لما تحتويه من أثر اقتصادي بالغ الأهمية .

بالاضافة الى أظهار أسرار عمان البيئية والتضاريس المختلفة التي من الصعب الوصول اليها ، من عامة الناس حيث نهدف إلى استكشاف جمالية محافظة ظفار خاصة والسلطنة بشكل عام وإبراز المعالم السياحية المختلفة ، من خلال هذا المكنون الذي تنفرد به السلطنة والذي لايزال الكثير منه غير معروف بالنسبة للقادمين الى السلطنة والزوار السائحين .

ويتوقع اللمكي أن هذه الهواية المتعلقة بالمغامرة من شأنها أن تعطي مفهوم مختلف لمعنى السياحة الموسمية ، وتحويلها إلى سياحة دائمة لكون السلطنة تنفرد بجيلوجية فريدة من نوعها .

أهداف إضافية !

ومن أهداف الفريق أيضا توسيع قاعدة سياحة المغامرات ، وبناء فرق قادرة على الاستكشاف والمغامرة ، وفق دورات واضحة ومن أكبر التحديات التي نواجهها في الاستكشاف ، وجود بعض الأماكن التي تتطلب تسلق حر أو قوس والتي تأخذ منا وقت وجهد لتأمين سلامة الفريق ، وكذلك وعورة بعض المسارات .

ويؤكد في سياق حديثه عن رياضة المغامرات : أن للمغامرات شغفا لا ينتهي وللاستكشاف متعة ، لا يمكن تصورها تأخذك بعيدا عن صخب المدينة والروتين اليومي لتجدد طاقتك حتى تصبح قادرا على العطاء والإنتاجية بشكل أكثر فاعلية.

شكرا للأهالي المتعاونين

ووجه اللمكي شكره البالغ للأهالي الذين يقومون بالاتصال بالفريق لاستكشاف المناطق من حولهم ، وذلك للتأكد من بعض المعلومات الجيولوجية أو نفي بعض الأساطير التي قد نسجت في المخيلة الشعبية عنها .

أكبر الكهوف عمقا

أجرينا اتصالا هاتفيا مع الدكتور محمد بن هلال الكندي خبير جيولوجي وعضو في فريق عمان لاستكشاف الكهوف فرد قائلا : بأن فريق عمان لاستكشاف الكهوف قد قام بالنزول الى كهف قنف في نيابة طوي اعتير في ولاية مرباط بمحافظة ظفار في عام 2018 حيث يعتبر هذا الكهف من أكبر الكهوف من حيث العمق في نزول عمودي يصل اجمالا الى ٨٠ مترا على عدة مراحل. وصولا الى ممر أفقي توجد به مجموعة من التكوينات الكهفية الجميلة خصوصا في منتصف الكهف بالإضافة الى مجموعة من البرك السوداء التي تخرج منها فقاعات هوائية ، هذه الفقاعات الهوائية في ما يبدو هي غاز الميثان وهذا الغاز ، عادة يتكون من تحلل المواد العضوية الموجودة داخل الكهف ؛ بسبب ربما فضلات الكائنات الحية أو غيرها في بيئة عادة تكون رطبة ومغلقة تكون مثل هذه الغازات.

وأكد الدكتور محمد الكندي بأن كهف قنف من أخطر الكهوف الموجودة في سلطنة عمان بسبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون فيه ، وأيضا انخفاض نسبة الأوكسجين واحتمال وجود غاز الميثان فيه ، بسبب تحلل المركبات العضوية لذلك الكهف لم يتم إكماله حتى اليوم بالرغم من محاولات عديدة سابقة قامت بها عدة فرق

وأضاف الدكتور محمد الكندي تدريجيا مع الدخول في الكهف تتناقص نسبة الأوكسجين ويزيد ثاني أكسيد الكربون حتى يصل الأوكسجين الى نسبة 10% بينما المعدل الطبيعي في الهواء هو 21% . وقال كهف قنف يقع ضمن سلسلة جبل سمحان ، و يتكون من الصخور الجيرية وهذه الصخور الجيرية فيها صدوع ضخمة تمتد باتجاه الشمالي الغربي الجنوبي الشرقي واحتمال كبير بأن يكون لها ارتباط بشبكة واسعة ، من الكهوف الموجودة في باطن الأرض ، وربما ترتبط بكهف إذابة طوي اعتير أو غيرها من الكهوف الموجودة في المنطقة.