عمان اليوم

«غار غريف»:تشكيل جيولوجي فريد يتحول لمزار سياحي في أدم

27 يناير 2023
27 يناير 2023

قادت صحاري أدم الممتدة على مساحات كبيرة السكان إلى اكتشاف المواقع الجيولوجية المميزة للتنزه واكتشاف البيئة المحيطة، حيث يكمن في وسط صحاري ولاية أدم الواسعة تشكيل صخري كبير يسمى «غار غريف» يتخذ في إحدى مفرداته شكلا دائريا تحيط به رمال بيضاء ناعمة يقع على بعد 15 كيلومترا من آخر طريق ترابي يُسلك جنوب شرق منطقة الرحاب في الولاية، ويقع على مقربة من منطقة يطلق عليها «وادي شبح»، وقد أكد الزائرون للموقع أهمية الموقع وإمكانية التخييم في المنطقة التي تقع على مقربة منه مع اتخاذ كافة الاحتياطات نظرا لبعد الموقع عن الخدمات وعدم توافر شبكات الاتصالات في تلك المنطقة.

اكتُشِف الموقع الجيولوجي المميز أثناء إحدى الرحلات الاستكشافية التي يقوم بها فريق الفضاء للمغامرات الذي زار الموقع، وقد أوضح سالم بن ناصر الشيباني، قائد الفريق، أن الموقع قديم جدا يعرفه الأجداد منذ زمن رعي الإبل والماشية، حيث كان يستخدمه الرعاة والمتنقلون للراحة والاستظلال من أشعة الشمس والأمطار والرياح، وزاره الفريق للتعرف عليه عن قرب والتعريف به بشكل أكبر، وترجع تسميته بغار غريف لتشكل الصخور على شكل المغاريف «الملاس» . وأكد أن الموقع نال إعجاب أعضاء الفريق والمشاركين خلال الرحلة، كما نال إعجاب المهتمين ومحبي المغامرات الذين قادهم الفضول والرغبة في الاكتشاف إلى زيارة الموقع، وأشار الشيباني إلى ضرورة اتخاذ عدة إجراءات قبل الذهاب للموقع، أهمها وجود مرشد سياحي ذي معرفة تامة بالموقع والمناطق المحيطة به، واستخدام سيارة دفع رباعي مزودة بالوقود الكافي، كما أشار إلى أهمية التزود بكمية كافية من المؤونة واحتياطات السلامة عند زيارة مثل هذه المواقع البعيدة عن مركز الولاية. وفي السياق ذاته حدد الشيباني عدة مواقع مميزة قريبة من الموقع أهمها وادي حلفين الذي يمتاز بوفرة أشجار الغاف والسمر، ومنطقة قرحة الحناة التي تمتاز برمالها الذهبية الناعمة وأشجار الغاف ومن مميزاتها أنها تحيط بها الأودية من جميع الاتجاهات على شكل جزيرة وأضاف: أن قرحة الحناة منطقة قديمة تحوي آثارا فخارية قديمة جدا منذ أقدم العصور وتقع بالقرب من منطقة الرحاب السكنية بوادي حلفين، إضافة إلى منطقة زبادة التي تشتهر بكثافة أشجار الغاف المعمرة وبرك الماء المتجمعة من الأمطار وجريان الأودية.

وقد زار المكان ناصر بن سعيد الهاشمي، الذي قال: إن الرمال البيضاء الناعمة ومشهد الغروب الساحر هو ما يميز تلك المنطقة البعيدة عن المركز، وقد أثار انتباهه وجود أحجار سوداء كثيرة تشبه تلك الأحجار الموجودة في قاع البحار، وأشار إلى أن طبيعة المكان صحراوية بحتة خالية من الأشجار، وقال: إن هناك مسارات متعددة للوصول إلى الموقع بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية المكشوفة من جميع الاتجاهات، مما يتطلب من الزائرين للموقع اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والاستعداد الجيد قبل الذهاب لمثل هذه المناطق التي من أهمها توفر سيارة دفع رباعي.