No Image
عمان اليوم

د. وليد السكيتي: ندرس تحليل المواد والعقاقير والمستحضرات وتأثيرها على صحة الإنسان

26 يوليو 2021
26 يوليو 2021

يجب على الطبيب الأخذ بعين الاعتبار مراجعة أدوية المرضى -

كتبت - مُزنة الفهدية -

قال الدكتور وليد بن سعيد السكيتي استشاري في طب الطوارئ ومتخصص في علم السموم: إن أكثر وأخطر المواد المعروفة لدى الإنسان هي مركبات الأفيون والتي استخدمت في المجالات الطبية وأيضا عرف عنها استخدامها بشكل خاطئ وأدت إلى الإدمان، حيث تم صنع عقاقير وأدوية كثيرة منها واستخدمت بشكل واسع في علاج كثير من الأمراض المسببة للآلام، واستخدام عقار الأفيون الزائد أو الخاطئ قد يؤدي إلى التعلق النفسي والجسدي بها وهو ما يسمى بالإدمان وقد يمتد تأثيره أيضا ليسبب الوفاة.

وأوضح أن علم السموم هو أحد فروع العلم المهتم بدراسة وتحليل تأثيرات المواد والعقاقير والمستحضرات الموجودة وتأثيرها على صحة الإنسان، كما يدرس تأثير السميات المختلفة في الطبيعة من الحيوان والنبات وعلاقتها بصحة الفرد والمجتمع.

وأضاف الدكتور وليد: في عام ٢٠١٩ قمنا بنشر دراسة بحثية في مجلة «كلينكال توكسكولوجي فيلاديلفيا» لمحاوله معرفة تأثير عقار الترامادول وعلاقته بنوبات الصرع والتشنجات والتي تكرر ذكرها في كثير ممن استخدموا هذا العقار بشكل خاطئ أو بجرعات زائدة، وقد وجدت الدراسة أن هذا العقار له ارتباط بنوبات صرع وتشنجات قد تحدث للمريض الذي يأخذ العقار بشكل متزايد أو خاطئ، وخصوصًا إذا كان من العرق الآسيوي، لهذا من المهم أن يتأكد الطبيب من حاجة المريض الفعلية لمثل هذه العقارات وأيضا لا بد مِن إيجاد آليه لمتابعة مثل هذه الحالات.

جهود كبيرة

وأكد السكيتي أن في السلطنة جهدا كبيرا يبذل من قبل شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني لمنع دخول الكثير من هذه العقاقير الأفيونية غير المصرح بها وأيضًا الكثير من العقاقير المنشطة والمخدرة التي تشهد انتشارًا واسعًا في كثير من الدول مثل عقار الميثامفيتامين، مشيرًا إلى أنه يجب على الطبيب الممارس أن يكون على معرفة ببعض المتلازمات الطبية المتعلقة باستخدام الأدوية والتي غالبا ما تكون مبهمة طبيًا لكثرة الأمراض الأخرى المسببة للأعراض نفسها، ومن هذه المتلازمات هي متلازمة السيروتونين وهي مجموعة أعراض تشنجية مصاحبه لارتفاع حاد لدرجه الحرارة، وقد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم التدخل الطبي ومن المعروف أن هذه المتلازمة تحدث نتيجة اختلال في توازن سيالات السيروتونين العصبية وتراكمها بسبب تداخل عمل الأدوية مع بعضها البعض مثل أدوية الطب النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.

وقال الدكتور وليد: في عام 2019 قمنا بنشر دراسة بحثية مع زملائي من جامعة ايموري الأمريكية في (جورنال أوف ميدكال توكسيكولوجي) هدفت الدراسة لإيجاد الخصائص الإكلينيكية لمتلازمة السيروتونين وعلاقتها بأحد الأدوية المستخدمة كثيرا في علاج الاكتئاب وأيضا في الإقلاع عّن التدخين وهو دواء الويلبيوترين (البيوبروبيون)، حيث إن الأعراض الأكثر شيوعًا التي حدثت كانت نوبات الصرع التشنجية وغياب الوعي وأيضا زيادة دقات القلب.

وخلصت الدراسة إلى أن من بين الأدوية المعروفة المسببة لمتلازمة السيروتونين هناك ما زالت أدوية غير معروفه سابقا بشكل مباشر كمسبب لهذه المتلازمة لهذا من المهم الأخذ بعين الاعتبار مراجعة أدوية المرضى والبحث عن أي تعارض قد ينتج منها.

نباتات سامة

وأضاف: في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن الكثير مِن النباتات المستوطنة للسلطنة ووجود بعض النباتات السامة في الكثير من الصحاري والجبال بل وفي المنازل فمن الضروري أن تكون هناك معرفة بالأضرار الناتجة عّن التعرض لمثل هذه النباتات وأيضا كيفية الحفاظ عليها في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أنه في عام 2019 نشرت قصاصة علمية في مؤتمر منظمة الشرق والأوسط وشمال إفريقيا (ميناتوكس) عن حالة مرضية من المملكة العربية السعودية عندما قام أحدهم بأخذ بعض أوراق نبات (الدفلة) المسمى (الحبن) في السلطنة، وقام باستهلاك أوراق هذه النبتة، فانتهى به المطاف الى حدوث رجفان قلبي خطير جدًا استلزم استخدام جرعة مضاعفة من مضاد السم لعكس تأثيره، وخلصت هذه القصاصة الى ضرورة نشر المعرفة المجتمعية لتأثير هذه النبتة على صحة الفرد في حالة التعرض لها.

حالة مرضية

وفي هذا التنوع البيئي الغني في السلطنة قمنا بنشر قصاصة علمية في مؤتمر منظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (ميناتوكس) عن حالة مرضية حدثت بسبب التعرض لأحد الأنواع السامة جدًا من العقارب الموجودة في السلطنة وهي العقرب المعروفة بمترصدة الموت أو العقرب الفلسطينية وتعتبر هذه العقرب من أشد أنواع العقارب سمية إن لم تكن الأشد على الإطلاق، حيث إن المريض تعرض لهذه العقرب وبدأت به أعراض عصبية خطيرة مثل عدم القدرة على الكلام وأيضا نوبات تشنجية متتابعة استلزمت استخدام المهدئات واستخدام مضاد السم.

وخلصت القصاصة الى ضرورة التوعية بمثل هذه الحالة والأعراض المصاحبة لها وكيفية التعامل معها واستخدام مضاد السم الفعال في حالة حدوثها وبعد أخذ الاستشارة الطبية من مركز التحكم السموم في السلطنة، حيث إن مركز التحكم بالسموم في السلطنة يعنى بتقرير مثل هذه الحالات من التعرض البيئي للسميات المختلفة وأيضًا الجرعات الزائدة ويقوم المركز بترصد مثل هذه الحالات ومتابعتها وأيضا وضع خطط ودورات تدريبيه للأطباء في علم السموم.