عمان اليوم

برامج إرشادية تستعرض مفاهيم تربوية تساعد على فهم سلوكيات الطفل

10 مايو 2021
5 دقائق تخصصها للطفل فعّالة وأثرها كبير
10 مايو 2021

ـ عائشة البحرية: أسلوب المقارنة أحد مدمرات الشخصية ونجاح التجربة التربوية يقاس باتزان شخصية الطفل

ـ مريم العبيدانية: الأسلوب غير المستقر في الثواب والعقاب ينتج عنه طفل ذو شخصية متقلبة

ـ التدليل يوجِد طفلا أنانيا متواكلا لا يتحمل مسؤولية أخطائه ويصعب عليه إدارة وقته

قدمت وزارة التنمية الاجتماعية برنامجا إرشاديا ضمن سلسلة البرامج الإرشادية التي تقدمها المديرية العامة للتنمية الأسرية عبر الإنترنت، حمل عنوان "مفاهيم تربوية منصفة" تناول البرنامج أهم الأخطاء التي قد يقع فيها الوالدان والمربون في التعامل معه الأبناء، لما ينتج عنه من سلوكيات قد تؤثر على الأطفال مستقبلا في مرحلتي المراهقة والطفولة المتأخرة، وطرح البرنامج أهمية تقويم سلوكيات الطفل في وقت مبكر من حياته، حيث أكد المختصون خلال البرنامج أن الطفل الصغير يتمتع بقدرات عصبية كبيرة وبدرجة عالية من الذكاء وأن بناء الطفل عاطفيا ونفسيا في مرحلة الطفولة المبكرة يساعد على تقويم شخصيته وتهيئتها للمراحل التالية من حياته.

في بداية البرنامج تحدثت عائشة بنت منصور البحرية، رئيسة قسم الرعاية البديلة بوزارة التنمية الاجتماعية عن الفروق الفردية والمقارنة بين الأبناء، وفسرت طبيعة وجود الفروق الفردية بعدة مسببات أهمها العوامل الوراثية، وتغير البيئة حول الطفل، وتوجهات وتركيبة الشخصية التي يريد أن يحققها الوالدان في أبنائهما، وقالت البحرية إن أسلوب المقارنة المعتمد على توليد الغيرة لدى الطفل وتحفيزه على محاكاة السلوك المرغوب لدى طفل آخر، هو إحدى وسائل التربية الشائعة، وهو أحد مدمرات شخصية الطفل، لما لها من أثر في هدم ثقة الطفل بنفسه والشك في قدراته، وتدمير علاقة الأبناء ببعضهم، وتدمير علاقة الأبناء بوالديهم وابتعادهم عنهم، والأهم من ذلك أنها تؤدي بالطفل إلى العزلة وتجنب الاختلاط مع الأطفال.

وأكدت البحرية أن اتزان الطفل نفسيا وعاطفيا هو ما يقيس نجاح التجربة التربوية، وشرحت بعض التطبيقات العملية التي يجب أن يستخدمها المربي، وتتمثل في منح العطاء والحب للطفل، وفهم نقاط قوته وضعفه، والتحلي بالواقعية في تقييم إنجازات الطفل، والتوقف عن التباهي بالطفل ومراعاة الفروق الفردية بينه وبين أقرانه وأخوته، وتخصيص وقت للطفل، حيث أشارت إلى أن تخصيص على الأقل 5 دقائق فقط في اليوم من وقت الوالدين للحديث مع الطفل يعتبر وقت قصير ولكنه مركّز وفعال في خدمة العملية التربوية ويبقى أثرها على الطفل لفترة طويلة، وشرحت أيضا أهمية الثناء على الأفعال الحسنة للطفل، وفهم ما الذي يريده طفله منه بالضبط، وضرورة إفهام الطفل عواقب سلوكه بحيث تكون واضحة حتى يبتعد عن الأخطاء، وأخيرا ابتكار أساليب لجعل الطفل مشغول دائما، لتنمية مهاراته ومداركه وشغل وقت فراغه.

وشرحت مريم بنت سعيد العبيدانية، رئيسة قسم مؤسسات تنشئة الطفل بالوزارة، مفهوم الثبات في المعاملة وفسرته على اتجاهين، أولهما ثبات الوالدين في نظامهما وأسلوبهما في تربية الطفل، كأن يعاقبه على السلوك ولا يعاقبه على نفس السلوك في وقت آخر، والاتجاه الآخر وهو توحيد المبدأ والتوجه التربوي بين الأم والأب في أسلوب كل منهما في المواقف المختلفة، مثل معاقبة أحد الأبناء على تصرفه ومسامحة الآخر عليه، ووجهت العبيدانية إلى ضرورة انتباه الوالدين على وضع قواعد ثابتة عند تربية الأبناء دون أن يهدم أحدهما بناء الآخر ولا يختلف أحدهما عن الآخر في طريقة التربية بحيث يتفقان على أسلوب واحد، حتى لا يحدث تذبذب في معاملة الأبناء، حيث أوضحت أن اختلاف الآراء في التربية قد ينتج عنه طفل ذو شخصية متذبذبة لا يعرف الصح من الخطأ، وأن الأسلوب غير المستقر في الثواب والعقاب بحيث يعاقب ويثاب على نفس السلوك ينتج عنه طفل ذو شخصية متقلبة في التعامل مع الآخرين.

وتطرقت العبيدانية خلال البرنامج إلى الأسلوب التساهلي أو أسلوب التدليل الذي قد يسمح للأطفال فعل ما يحلو لهم مع تقديم أدنى حد من التوجيه، وقالت إن التساهل في التربية يجعل من القوانين والأنظمة معدومة لدى الأبناء، وعند وجود تلك القوانين لا يلتزمون بها أو لا يقوم الآباء بتقويم سلوك أبنائهم، ويتركون القرارات لهم ولا يعطونهم أي توجيهات، ولا يعاقبونهم إذا ما أساؤوا التصرف، مما قد ينتج عن هذا التساهل عدة سلبيات، وهي وجود طفل أناني وغير مبالٍ، وطفل لا يعتمد على نفسه ولا يستطيع تحمل مسؤولية أخطائه، وطفل كثير العصبية وغير قادر على إدارة وقته والتحكم بعاداته.