1663946
1663946
عمان اليوم

«الصحة»: التطعيم وسيلة فاعلة للوقاية من المرض ودرع أمان للفرد والمجتمع

12 يونيو 2021
12 يونيو 2021

لم تُسجل أي مضاعفات جسيمة لمن تلقوا اللقاح حتى الآن -

العمانية: يُعد التطعيم باللقاحات المُضادة لفيروس كورونا «كوفيد-١٩» وسيلة آمنة وفاعلة للوقاية من المرض مع التأكيد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.

وأكدت وزارة الصحة على مأمونية اللقاحات المُستخدمة والمُعتمدة في السلطنة كما لم تُسجل أي مضاعفات جسيمة لمن تلقوا اللقاح حتى الآن والتي جاء اختيارها بناءً على أسس علمية وبعد ترخيصها من الهيئات التنظيمية المعتمدة في بلد المنشأ والمنظمات الدولية.

إن ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي من معلوماتٍ مغلوطة حول مأمونية اللقاح لهو تعطيلٌ مباشر لجهودٍ حثيثة وبعدٌ سلبي عن طريق الوقاية الذي يُمثل درع أمان يوطد التعاون مع الكوادر الطبية التي تبذل طيب وقتها وناضلت لسبيل سلامة عافية مواطني ومقيمي السلطنة، فكيف يُخيل للبعض ممن يقومون بنشر مقطع فيديو أو رسالة في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل معلومات تنأى عن النزاهة الطبية والمعلوماتية حول مأمونية اللقاحات تُسهم في حرمان أحدهم من السير بأمان لأخذ جرعته التي أقرتها له الحكومة.

ويُشير الدكتور رضا بن عيسى اللواتي طبيب أمراض باطنية في المستشفى الميداني الخاص بـ«كوفيد-١٩» إلى أن بعض الأشخاص انجرفوا خلف الشائعات المُتعلقة بمأمونية وفعالية اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا وحتى عن المرض نفسه، الأمر الذي أدى إلى عدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية وساهم في إصابتهم بالمرض ونقلهم للعدوى لمن لا ذنب لهم من ذويهم وأصدقائهم وللمجتمع.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إنه بسبب الشائعات المُرتبطة بالتطعيم أوجدت عزوفًا لدى البعض عن أخذ اللقاحات المُضادة لـ«كوفيد-١٩»، مؤكدًا أن بعض المعلومات المغلوطة المُتعلقة بالمرض واللقاحات يتم تداولها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغالبًا تكون بلا مصدر وبلا تحقق من صحتها أو مصداقيتها وكان لها دور سلبي في إصابة الكثير منهم بالمرض وتنويم البعض منهم في المؤسسات الصحية.

ولفت الدكتور رضا إلى تأثير الشائعات مُستشهدًا بشائعة ظهرت في بدايات المرض حول استخدام دواء الكورتيزون وأنه يُعد سببًا في الوفاة في حالة أنه وُصِف للمريض المُصاب بـ«كوفيد-١٩» مضيفًا إن بعض المرضى كانوا يعترضون على استخدام هذا الدواء في خطة العلاج بحجة أنه سيسبب لهم بعض المشاكل الصحية، كما أن بعض المرضى المُصابين بـ«كوفيد-١٩» كانوا يرفضون استخدام أجهزة التنفس المُساعدة بحجة خوفهم منها وأنها ستعجل من وفاتهم فتزداد حالتهم سوءًا للأسف لافتًا إلى أن دور الطاقم الطبي في هذا الجانب تمثل في تقديم النقاش العلمي والإقناع بالحجة الذي ساهم في إقناع بعض المرضى في أخذ العلاجات المُناسبة دون تخوف.

وأكد على أهمية اللقاحات للبشرية ودورها في القضاء على الكثير من الأمراض وهي ليست بالشيء الجديد، حيث وجدت واكتشفت منذ سنوات طويلة وقد تطعمنا بأنواع كثيرة منها مشيرًا إلى أن السلطنة ودول العالم استفادت كثيرًا من التطعيمات لأمراض عدة منها: الحصبة والنكاف وغيرها وأصبح وجود بعض الأمراض قليلا بفضل التطعيمات.

كما أكد أن السبيل في عودة الحياة إلى طبيعتها يتمثل في أخذ التطعيمات وعدم الالتفات للشائعات المتعلقة بعدم مأمونية وكفاءة اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرًا إلى أنه مع زيادة عدد المُطعمين ستنخفض أعداد المصابين الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في انخفاض أعداد المنومين في المستشفيات والعناية المركزة وبعدها أعداد الوفيات مُستشهدًا ببعض الدول منها: أمريكا وبريطانيا.

وأوضح الدكتور رضا اللواتي أن الشركات لا تنتج اللقاحات إلا بعد مرورها بعدة مراحل بحثية يقوم بها مجموعة من العلماء ويُشرف عليها آخرون لافتًا إلى أن بعض التجارب تتقلص مدتها أو تدمج مراحل مع مراحل أخرى لضرورة المرحلة والوضع، مضيفًا إنه عند كتابة البحث يتم الإشراف عليه من قِبل مجموعة أخرى من الباحثين والعلماء إلى أن يصل إلى شركات الأدوية والتي تقوم بدورها في الإنتاج ويكون تحت إشراف فريق عمل آخر من الباحثين والعلماء المعروفين في هذا المجال.

وأفاد أنه من بين اللقاحات الآمنة والفاعلة والمستخدمة في السلطنة اللقاح الأول الذي نجح وتمت الموافقة عليه ويستخدم في كل دول العالم لقاح شركة «فايزر-بيونتيك» حيث أجريت الدراسات السريرية على 44 ألف شخص حول العالم في مختلف الدول التي شملتها الدراسة وتبين نسبة الفعالية هو 95%.

وأضاف: إن الأعراض التي يُصاب بها الشخص نتيجة هذا التطعيم هي الصداع والإرهاق والتعب وألم في مكان الإبرة وربما احمرار وتورم بسيط، كما أن هناك بعض الأعراض الأخرى التي سُجلت بنسب ضئيلة كاحتقان الحلق والغثيان وآلام المفاصل والإعياء العام وهذه مؤشرات على بدء استجابة الجهاز المناعي للجسم للقاح أما فعاليته على أرض الواقع فقد شاهدناها في كثير من الدول منها أمريكا، وبريطانيا، ودولة قطر فقد قلل كثيرًا من نسب الإصابة والتنويم أيضًا وانعكس ذلك على الوفيات.

وذكر أن لقاح «أكسفورد-استرازينيكا» من بين اللقاحات المعتمدة في السلطنة حيث إن جرعة واحدة من اللقاح تحمي من الفيروس بنسبة 76% لمدة 3 أشهر أيضًا وبعد الجرعة الثانية تصل الحماية إلى 82.4% في أول 3 أشهر بعد الجرعة الثانية، وقد تصل إلى 91.7% أيضًا بعده من الممكن أخذ الجرعة الثانية بعد 12-16 أسبوعا من الجرعة الأولى، مُبينًا أن الأعراض المتوقعة لهذا اللقاح هي نفسها مُشابهة فايزر.

وأفاد أنه توجد دراسات على اللقاح في الواقع ففي اسكتلندا مع استخدام لقاح «أكسفورد-أسترازينيكا» بعد أخذ الجرعة الأولى فقط، انخفضت نسبة التنويم في المستشفيات بسبب «كوفيد-19» تقريبًا 94 بالمائة مؤكدًا أن اللقاحات الحالية مُفيدة جدًا للتحورات والسلالات الجديدة لـ«كوفيد-١٩» سواء البريطاني، أو البرازيلي ونوعًا ما الجنوب الإفريقي لافتًا إلى أنه قد تظهر تحورات جديدة إذا لم نُسارع بأخذ اللقاحات.

وأشار إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة في السلطنة في الوقت الحالي حيث وصل عدد الحالات المنومة في المؤسسات الصحية إلى أكثر من ١٠٠٠ وأكثر من ٣٠٠ مريض منوم في العناية المركزة وتنويم ١٦٠ مريضا في يوم واحد وهذا رقم قياسي لم نصله سابقًا.

وتوقع الدكتور رضا اللواتي زيادة في أعداد الإصابات خلال الأسابيع القادمة حسب المنحنى الوبائي مؤكدًا أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى زيادة العبء على القطاع الصحي والكوادر الطبية العاملة في المؤسسات الصحي داعيًا أفراد المجتمع إلى أخذ اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا «كوفيد-١٩» ومواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

من جانبه أشار الدكتور زكريا بن يحيى البلوشي استشاري أمراض الالتهابات والأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني إلى التأثيرات السلبية للشائعات في المجتمع خاصة المتعلقة بالتطعيمات التي قد يصل تأثيرها على الجانب النفسي والجسدي للفرد ويمكن أن تؤثر أيضًا حتى على الأشخاص الذي ينتهجون طرق صحيحة وتجعلهم ينحرفون عن هذا الجانب وتولّد لديهم قناعات مختلفة الأمر الذي يصل إلى العزوف عن أخذ التطعيمات لافتًا إلى أن ذلك ينطبق على جميع أنماط الحياة وليس على اللقاحات فقط.

ولفت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إلى التأثير السلبي الذي يمكن أن تؤديه الشائعات في تدمير خطط الدول سواء كانت اقتصادية أو علمية أو اجتماعية أو تنموية خاصة التي تقف وراءها أجندة مغلوطة.

وأوضح أن الشائعات المتعلقة باللقاحات هي ليست بالشيء الجديد وهو موضوع قديم ومتفرع فهناك أفراد ومجموعات تُحارب اللقاحات هدفها تشويه صورة اللقاحات على الناس ونشر الأخبار المغلوطة والخاطئة وكانت لهم اجتهادات سيئة لنشر ثقافة عدم تقبل اللقاحات حيث كانت تربطها بأمراض أخرى ولا توجد أساسًا أي علاقة بين اللقاحات والأمراض مثل ربطها بأمراض التوحد، مضيفًا إنه لا توجد أدلة علمية على وجود علاقة بين الجانبين أو ربطها بتنمية الدماغ أو الجسم بشكل عام أو أي حدث يحدث بمحض الصدفة لدى من تلقى اللقاح.

وأضاف: إن الشائعات مع لقاحات «كوفيد-١٩» انتشرت بشكل كبير تسببت بوفيات نتيجة تصديقهم للشائعات وعدم أخذ اللقاحات داعيًا إلى أخذ المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة علميًا والجهات ذات الصلة. وذكر أن هناك الكثير من الحالات تراجعت نسبة تعافيها بسبب تأثير الشائعات المغلوطة حيث أدت إلى توقف بعض المرضى عن أخذ علاجهم، مضيفًا إنه بحكم تخصصي في التهابات الأمراض المُعدية فإن هناك الكثير من المرضى وضعت لهم خطة علاج واضحة وكانت نسبة الشفاء بهذه العلاجات كبيرة جدًا نظرًا لتصديقهم للشائعات بوجود علاجات أخرى أو عدم وجود المرض أو الالتهاب حيث يلجأون لوسائل أخرى تأخر من العلاج مما يُسهم في تأخر علاجهم بصورة مباشرة فالبعض منهم للأسف يتوفى جراء تصديقهم للشائعات والبعض منهم قد يُصاب بإعاقات والبعض منهم يتدارك الشائعات ويسلك الطريق فيتم علاجهم وهنا يظهر تأثير الشائعات على مختلف الأمراض.

وأفاد الدكتور زكريا أنه لا يوجد شك بفاعلية اللقاحات ضد «كوفيد-١٩» وهي تعمل على عدة مستويات منها التقليل من الإصابة بالفيروس ومخاطره، مشيرًا إلى أن اللقاحات تم إثبات نجاحها علميًا من خلال التجارب السريرية ومن خلال الدراسات على أرض الواقع في التقليل من عدد الإصابات وانتشار الفيروس في المجتمع والأكثر أهمية أنها تُقلل من نسبة التنويم في المستشفيات ودخول المرضى في العناية المركزة وتقليل الوفيات أيضًا مؤكدًا أن التوسع في عملية التطعيم سيسهم في التقليل مما ذُكر سابقًا.

وأكد أن الحالات القائمة حاليًا في المستشفى السلطاني لم تُسجل أي حالة تنويم لمن تلقى اللقاح المُضاد لـ«كوفيد-١٩» لافتًا إلى أنه من النادر جدًا أن يكون هناك تنويم في العناية المركزة فقط لمن تلقى جرعة واحدة فقط، مشيرًا إلى أن اللقاح عالميًا ساهم في تقليل الحالات المنومة في المستشفيات وفي العناية المركزة مع الأخذ في الاعتبار احتمالية بسيطة وهي شبه نادرة للتنويم لبعض الحالات ممن تلقوا اللقاح خاصة في فئة كبار السن ومن لديهم نقص في المناعة وهذا بسبب قلة فاعلية اللقاح أحيانًا، مشيرًا إلى أن أغلب الحالات المنومة في المؤسسات الصحية هم من غير المُطعمين باللقاحات المُضادة لفيروس كورونا «كوفيد-١٩». وبيّن أن لقاح «فايزر-بيونتيك» هو لقاح عبارة عن شفرة جينية للبروتين الخارجي لفيروس كورونا مغلف بطبقة من الدهون تُعطى للمريض بحيث إن خلايا الجسم تستخدم الشفرة لصناعات البروتينات الخارجية مما يُحفز الجهاز المناعي على إصدار أجسام مُضادة وخلايا المناعية التائية إضافة إلى طرق أخرى من جهاز المناعة في حالة دخول فيروس كورونا ويقضي عليه بدون أن يُسبب أي مشاكل، مشيرًا إلى أن هذا اللقاح مر بجميع مراحل التجارب وصولًا إلى التجارب السريرية وتم إثبات مأمونيته وفعاليته، كما تم مؤخرًا الانتهاء من التجارب السريرية لعمر١٢ إلى ١٦ عاما وتم الاعتراف لهذه الفئة العمرية وسيستخدم هذا اللقاح من عمر ١٢ عاما فما فوق.

وذكر الدكتور زكريا البلوشي أن لقاح «أكسفورد-أسترازينيكا» مر أيضًا بجميع المراحل وصولًا إلى التجارب السريرية وأثبت فعاليته ومأمونيته، مشيرًا إلى أن تقنية اللقاح تعمل عبر ناقل فيروسي غير ضار وقد تم تعديله بحيث لا يتكاثر ولا يسبب مرضًا وينقل الشفرة الجينية المُصنعة للبروتين الخارجي لفيروس كورونا ويعمل بنفس طريقة الاستجابة المناعية لدى لقاح فايزر وتم التصريح به للفئات العمرية من ١٨ عاما فما فوق. واستعرضت شذى بنت أحمد السيابية أخصائية مختبرات طبية بوزارة الصحة تجربتها في مركز التحصين بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر خلال حملة التحصين الوطنية للتحصين ضد «كوفيد-١٩»، مُشيرة إلى أنها لمست إقبالًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين لتلقي التطعيمات المُضادة لفيروس كورونا وهو يدل على وعيهم في أهمية أخذ اللقاح تحقيقًا للنداء الوطني لمجابهة هذه الجائحة. وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن أبرز تساؤلات المتُلقين للقاحات اشتركت حول كفاية اللقاحات للتحصين كعامل نهائي لعدم الإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أن الإصابة مُمكنة وأن اللقاح لا يُغني عن أخذ أسباب الوقاية والالتزام بالإجراءات الاحترازية وهو أمرٌ ضروري.

وأكدت على أهمية المبادرة نحو أخذ اللقاح وعدم التريث لأي إشاعات يتلقاها من المحيط حوله وضرورة تقصي المعلومات الطبية من مصادرها المتخصصة، مُبينةً أن الفرق الطبية لن تنأى عن تقديم المشورة والإجابة عن كل الاستفسارات عند زيارتهم لمراكز التحصين لأخذ اللقاح وتصحيح المعلومات المغلوطة حول اللقاحات.

وتُضيف في سياق حديثها عن مدى تجاوب المواطنين والمقيمين مع الفرق الطبية في مراكز التحصين مُشكلين تعاونًا ملحوظًا يزيدهم عزمًا نحو بذل كُل الجهود في سبيل تحقيق أفضل النتائج المأمولة لوقاية المواطنين والمقيمين من الإصابة بالفيروس.

وأكدت أن الخطوة نحو أخذ اللقاح لا يُمكن تأجيلها فاللقاح آمن وهو بمثابة ركيزة مهمة في سبيل الوقاية من الإصابة بفيروس «كوفيد-١٩» والخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار.

من جانبها تطرقت هاجر بنت خميس البلوشية أخصائية اجتماعية بوزارة التربية والتعليم إلى الجهود الجلية المبذولة في المنظومة الصحية في السلطنة من قِبل الحكومة وسعيها الدؤوب لتنفيذ خُططها العلاجية في سبيل مجابهة «كوفيد-١٩»، وأثرها التبعي على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن هذه الجهود تتطلب تعاضدًا مُجتمعيًا يحقق وحدة النسق البنائي للمجتمع ومؤسساته، ويُبعد كُل ما من شأنه وهن دِعامات الأسس العلاجية للوصول إلى بناء صحي مُتكامل يتوازن مع هيكلة المنظومة الحياتية التي ضرب «كوفيد-١٩» بتأثيراته عُمقها وأدى لتبعاتٍ نفسية سببتها تراكمات أخرى اختلفت بين اقتصادية وذاتية مُتمثلة في كينونة الفرد ومدى تعايشه وتأقلمه مع ما تم استحداثه في طبيعة علاقاته الاجتماعية بمُحيطه الخاص والعام. كما أكدت على أهمية توحيد الجهود لمجابهة الخوف لدى الأفراد حول أخذ جرعة «كوفيد-١٩» بطريقة مُنظمة تضمن وصول المعلومة الصحيحة للأفراد حول مأمونية اللقاح الذي سيشكلُ دعامة نفسية وصحية له تتعاضد مع سُبل الوقاية التي لا يُمكن أن ينأى بعيدًا عنها بمجرد حصوله على اللقاح.

ولفتت إلى أهمية وجود الكم المعلوماتي الصحيح فيما يتعلق بمأمونية اللقاح لتكون كفة ميزان الطمأنينة حول أخذ اللقاح أرجح من ما تدسهُ الشائعات حول الأمر ذاته.

وتُعطى اللقاحات المضادة لـ«كوفيد-١٩» عن طريق حقنة عضلية وهي عبارة عن جرعتين تفصل بينهما مدة زمنية محددة حيث يبدأ مفعول اللقاح بعد أخذ الجرعة الأولى غير أنه لا يتم الوصول للمفعول الكامل من اللقاح إلا بعد 14 يوما من تاريخ أخذ الجرعة الثانية ولذا فإن الشخص وقبل انقضاء هذه المدة يكون عرضة للإصابة بالعدوى وينبغي عليه التوجه للمؤسسة الصحية للمعاينة في حالة ظهور أي أعراض للمرض.

ويمكن التخفيف من الآثار الجانبية للقاحات عن طريق وضع كمادات باردة على مكان الحقنة لتخفيف الألم والاحمرار والتورم في مكان الحقن إن وجد استخدام الأدوية الخافضة للحرارة كالباراسيتامول (الأدول) لخفض الحرارة والتقليل من الصداع وآلام المفاصل وفي حالة استمرار هذه الأعراض أو في حالة التعرض لآثار جانبية جسيمة يمكن التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية.

وجاء اختيار الفئة المستهدفة للتطعيم استنادًا إلى عوامل عدة منها التقييم المستمر للوضع الوبائي العالمي والمحلي في ظل وجود سلالات جديدة متحورة سريعة الانتشار ودراسة المسح الوطني الاستقصائي المصلي إضافة إلى دراسة التحليل السكاني التي أجريت في السلطنة للوقوف على العوامل المؤثرة في الخطورة والوفيات الناجمة عن مرض «كوفيد-١٩» والتوصيات الصادرة من الوكالات والهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والوكالات الأوروبية للأدوية ومحدودية موارد التصنيع والتوريد بالكميات المطلوبة ضمن إطار زمني مُحدد.

ومن الفئات المُستثناة من أخذ اللقاحات في هذه المرحلة ممن لديهم حساسية مفرطة معروفة لأحد مكونات اللقاحات أو من أصيب بحساسية مفرطة بعد أخذ الجرعة الأولى أو من لديه تاريخ مرضي لحساسية مفرطة معروفة لأي لقاح أو دواء يعطى عن طريق الحقن توجد به نفس مكونات لقاح «كوفيد-١٩». وستكون اللقاحات مُكملة للإجراءات الوقائية الأخرى حيث إن اللقاحات لن تستهدف تطعيم جميع الفئات السكانية دفعة واحدة وستكون دائمًا هناك فئات مُعرضة لخطر الإصابة ما لم تتقيد بالإرشادات الوقائية، بالإضافة إلى أن اللقاح سيعمل على الحد من مضاعفات المرض بينما الإجراءات الاحترازية ستستمر في الحد من إمكانية انتقال عدوى المرض للشخص، كما أنه لا توجد صيغة قانونية لجعل اللقاح إجباريًا وسيكون أخذه بدافع من قناعة الأفراد في المجتمع مدعومًا بالتوعية وحفز الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني.