بساط أخضر من العشب والمياه تنساب بغزارة مشكلة لوحة طبيعية فريدة
تصوير ـ أحمد البريكي
بساط أخضر من العشب والمياه تنساب بغزارة مشكلة لوحة طبيعية فريدة تصوير ـ أحمد البريكي
عمان اليوم

الأهالي بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة يستبشرون بموسم خصب بالمراعي والأعشاب

27 نوفمبر 2021
بعد الأمطار الغزيرة المصاحبة لإعصار شاهين
27 نوفمبر 2021

أعشاب خضراء تغطي السيوح والبراري وسفوح الجبال والأدوية والهضاب

ـ ساعد السعيدي: الأعشاب الطبيعية تساهم في تحسن صحة المواشي وتزيد من إدرار الحليب

ـ رامي البادي: لدينا أماكن طبيعية تجذب الزوار وعلينا الحفاظ عليها وعدم رمي المخلفات

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:

استبشر الأهالي بولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة بموسم خصب بعد هطول الأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار شاهين الذي أثر بداية شهر أكتوبر الماضي على عدد من ولايات السلطنة، حيث اكتست سيوح الولايات وسهولها وجبالها بالعشب الأخضر وارتوت الأشجار البرية فتكونت غدران المياه والغيول الجارية بعد نزول الأودية لترتوي منها النباتات والأشجار والحيوانات، لتشكل المناظر بتلك الولايات لوحة طبيعية من الجمال الأخضر السار للناظرين.

كما ساهم الجمال الطبيعي والأجواء المعتدلة ولون العشب الأخضر الذي تسيد الألوان في السيوح والأودية وسفوح الجبال في استقطاب الأسر والعائلات للتمتع بالمناظر والأجواء الجميلة، وذلك أثناء الإجازات الأسبوعية وغيرها من الإجازات كما أن هذه الأماكن تستقطب الشباب حتى في أمسياتهم اليومية حيث يقضون أمتع الأوقات وسط الطبيعة.

واكتست السيوح والأودية والجبال والهضاب باللون الأخضر بعد نمو الأعشاب وانتشرت المواشي في السيوح لترعى وتتغذى من الأعشاب والأشجار وترتع بأمان وسط العشب الأخضر، واستبشر الأهالي خصوصا مربي الثروة الحيوانية والمواشي (الإبل والأغنام والماعز) بالعشب ليساهم في خفض التكاليف المادية التي يدفعونها لتغذية مواشيهم حيث كانوا يتكبدون مبالغ كبيرة في سبيل توفير الأعلاف لحيواناتهم طوال الموسم، ويتوقعون أن تستمر قطعان الثروة الحيوانية في الرعي بالسيوح والسهول والأودية لعدة أشهر نظرا لغزارة الأمطار التي ارتوت منها الأرض فأنبتت عشبا وأورقت الأشجار البرية ونمت من جديد أنواع متنوعة من النباتات والأعشاب البرية.

وإضافة لما يساهم به العشب من وفرة في التغذية فإنه كذلك يعتبر مصدر غذاء صحي للمواشي باعتباره قد نما بشكل طبيعي بعد الأمطار دون أي إضافات أو اسمده طبيعية أو صناعية حيث تتضح علامات الصحة الجيدة في الإبل والأغنام والماعز بعد رعيها من هذه الأعشاب بفترة.

وطلبا للعشب يرتحل مربي الماشية قاصدين المراعي البكر، حيث يتنقلون بماشيتهم من مكان إلى آخر للحصول على أفضل الأماكن لرعي مواشيهم ومحاولة تغيير الأماكن بين فترة وأخرى للحصول على أجود أنواع العشب وتغيير الأنواع التي ترعى منها الماشية.

كما يحاول مربي المواشي الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق حفاظا على سلامة مستخدمي الطريق وأيضا سلامة مواشيهم من التعرض لحوادث السير.

كما ساهم نمو الأعشاب البرية في توافر بعض الأعشاب الطبية التي تستخدم في التداوي حيث يعد هذا الشتاء الذي يصفه الأهالي بالخصب فرصة لتجميع مواد أولية لبعض المستحضرات من الأدوية العشبية.

ومن بين أهم وأبرز الأعشاب التي تنمو بعد الأمطار في السيوح والبراري، الشكاع والعصمط والعقود واذنبان وبو رشا والقطب والقرمل ولحلويان والخفج.

أما الأشجار البرية فتتنوع في ولايات شمال وجنوب الباطنة بين السمر والسدر والغاف والراك والسرح وغيرها أنواع كثيرة تنتشر وسط السيوح وعلى أطراف الأودية وسفوح الجبال والسهول.

وقال ساعد بن عامر بن سليمان السعيدي أحد خبراء العلاجات التقليدية للإبل: للعشب فوائد عديدة للمواشي ويختلف اختلافا كليا عن الأغذية المعدلة والأغذية الزراعية التي تعطى للمواشي.

مشيرا إلى أن العشب الذي ينبت بعد الأمطار يحتوي على نسب عالية من البروتينات المفيدة للماشية من إبل وماعز وأغنام ويساهم في تمتعها بصحة جيدة وإدرار الحليب بكميات أكبر، مؤكدا أن الأهالي من مربي الثروة الحيوانية يستبشرون بالأمطار لما لها من آثار إيجابية في نمو الأعشاب واخضرار الأشجار الكبيرة.

وتحدث السعيدي عن أنواع الأعشاب التي تنمو بعد الأمطار وقال: هناك أنواع عديدة ومتنوعة من الأعشاب منها الطهف والخزامى ذات الرائحة الزكية الفواحة وتنبت في الأراضي الرملية والقطب والكحل والنصي وعشبة غمير والدريمي ذات الأشواك الضعيفة والعلقاء والثمام والخضر ونبتة التنب التي تتميز بميلانها نحو الشمس والحرمل والشويلي الذي ينبت في الأراضي الصبخة (المصباخ) القريب من البحر والخيران.

وأوضح السعيدي أن الأعشاب تساهم بشكل كبير في توفير غذاء صحي للمواشي وتحسن جودة لحومها وصحتها بشكل عام الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الثروة الحيوانية وتمتعها بصحة جيدة.

وبما أن الأمطار التي ساهمت في نمو الأعشاب في السيوح والبراري والأودية فقد كانت في بداية موسم الشتاء وانتهاء موسم الصيف يتوقع ملاك ومربي الثروة الحيوانية أن تحافظ الأعشاب على أخضرارها ونموها لأشهر عدة قبل أن تجف مع بدء ارتفاع درجات الحرارة قبل الصيف، كما يتوقعون أن تساهم الأمطار التي قد تهطل خلال الأشهر القادمة في استمرارية نمو العشب وزيادة كثافته.

سياحيا تستقطب السيوح باخضرارها وزهوها السياح داخليا ومحبي الطبيعة حيث تستمتع الأسر بقضاء أوقات جميلة وسط أحضان الطبيعة بالقرب من الأودية وتحت أشجار السمر والغاف والسدر وارفة الظلال إضافة إلى أن بعض السياح يفضلون زيارة الأودية والتمتع بمناظر جريان المياه وتجمع مياه الأمطار التي شكلت غدرانا جميلة بين الأشجار.

وقال رامي بن راشد البادي،نعم الله على سلطنة عمان بسيوح وبراري جميلة تنبت فيها الأعشاب والأشجار الكبيرة وترتاد هذه السيوح الكثير من الأسر ولكن هناك بعض الآثار السلبية التي يقوم بها البعض ونتمنى أن يكون للسائح ثقافة في الحفاظ على هذه الأماكن وعدم رمي المخلفات على الأماكن السياحية خصوصا أن هذه الظاهرة تكثر في وقت الإجازات.

موضحا أن هذه الظاهرة تشهوه المنظر العام للأماكن السياحية كما أن المخلفات تؤثر بشكل سلبي على الحيوانات حيث تقوم هذه الحيوانات بأكل هذه المخلفات من مواد بلاستيكية وغيرها مما يؤثر عليها مشيرا إلى أن المخلفات بما تحتويه من مواد كيماوية سامه تؤثر على الحياة الفطرية وتؤدي بعد تحللها إلى قتل النباتات في المنطقة المحيطة بها مما يؤثر سلبا على نمو تلك النباتات مستقبلا.

ونصح رامي البادي السياح ومرتادي الأماكن الطبيعية بحمل أكياس للقمامة عند الذهاب لأي رحلة ورمي جميع المخلفات فيها ومن ثم داخلها وربطها محكما ثم وضعها في الأماكن المخصصة لها والتقليل من حمل المواد الكيماوية التي تؤثر على البيئة والغطاء النباتي بشكل عام، والتقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية لأنه يؤثر بشكل عام علينا.

من جانبها تنصح الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف السياح بعدم المخاطرة في السباحة في هذه المياه واتخاذ الاحتياطات بعدم اقتراب الأطفال من تجمعات المياه والبرك حفاظا على سلامتهم، كما نصحت بعدم الاقتراب من المياه العميقة التي قد تكون خطرا على سلامة الأشخاص.