رأي عُمان

مستقبل قطاع الثروة الزراعية والسمكية في رؤية عمان2040

26 أبريل 2021
26 أبريل 2021

يشكل موضوع الأمن الغذائي والمائي أحد أهم التحديات التي تواجه الدول في العالم أجمع. ويدرج هذا الموضوع ضمن القضايا الكبرى التي تشغل الدول، سواء كانت دولا زراعية ولديها مواردها المائية الضخمة، أو كانت دولا مستهلكة وليس لديها موارد مائية ثابتة؛ لأن لكل من هذه الدول تحديات تقلقها في هذا الجانب.

ورغم شح الماء في السلطنة وملوحته إذا توفر، إلا أن موضوع الأمن الغذائي والمائي كان على رأس أولويات السلطنة منذ سنوات طويلة. ونفذت خلال ذلك الكثير من المشاريع التي من شأنها أن تساهم في موضوع الأمن الغذائي وكذلك المائي.

والمتأمل في الأرقام التي استعرضها معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في البيان الذي تلاه أمام جلسة مجلس الشورى أمس، يدرك الجهد الكبير المبذول في هذا الجانب رغم التحديات الطبيعية التي فرضتها الجغرافيا على موقع السلطنة والواقع في منطقة جافة قليلة الأمطار.

وتوضح الأرقام الرسمية أن القطاعين الزراعي والسمكي قد شهدا معدل نمو جيد خلال العام الماضي بلغ 9.8% رغم تأثيرات الجائحة التي لم تستثن قطاعا من القطاعات لم تؤثر عليه. كما يكشف بيان الوزير الذي تلاه أمس عن ارتفاع إجمالي حجم الإنتاج الغذائي من مصادره النباتية والحيوانية والسمكية من (1.7) مليون طن عام 2011م إلى (3.9) مليون طن في عام 2019م محققا متوسط نمو وقدره (10.9%). كما ارتفع إجمالي قيمة الإنتاج الغذائي لنفس الفترة من (446) مليون ريال عماني إلى (930) مليون ريال عماني محققاً متوسط نسبة نمو وقدرها (9.6%)، وبلغ إجمالي نسبة الاكتفاء الذاتي للسلع المنتجة بالسلطنة إلى نظيراتها المستوردة (82%)، كما بلغ إجمالي نسبة الاكتفاء الذاتي للسلع المنتجة داخل السلطنة إلى إجمالي السلع المتاحة للاستهلاك (58%). وهذه الأرقام مهمة ويمكن البناء عليها خلال تطبيق رؤية عمان 2040 التي تعمل على تعظيم دور هذا القطاع ليستطيع المساهمة بشكل كبير في الناتج المحلي إضافة إلى مساهمته في بناء نظام أمان غذائي ومائي.

ورغم أن القطاع يمر بتحديات جوهرية، إلا أن هذه التحديات يمكن أن تتلاشى أمام تعظيم جانب البحوث والدراسات التي من شأنها تقديم حلول لتجاوزها.

وهناك بحوث فعلية قدمت في هذا الإطار للمساهمة في «زيادة الإنتاج النباتي والحيواني وتحسين جودة المنتجات الزراعية ورفع قيمتها المضافة، وذلك من خلال إدخال وتقييم التقنيات الحديثة وبرامج التربية والتحسين الوراثي، وبحوث تحسين كفاءة استخدام المياه الجوفية والمياه المعالجة ثلاثيا في الإنتاج الزراعي»، وفق ما أكده بيان وزير الثروة الزراعية والسمكية أمس. والمرحلة القادمة محتاجة إلى الكثير من هذه البحوث والدراسات، من أجل تحسين بيئة الإنتاج في هذا القطاع، ولكن وفق أحدث الأساليب التي تستطيع تجاوز التحديات الماثلة.