No Image
رأي عُمان

من تسعيرة الكهرباء إلى الطاقة الخضراء

02 أغسطس 2021
02 أغسطس 2021

استقبل الجميع في السلطنة نتائج المراجعة التي قامت بها هيئة تنظيم الخدمات العامة حول تعرفة الكهرباء بالكثير من الترحيب، ولم يكن ذلك الترحيب مرده إعادة هيكلة التعرفة وتعديل الشرائح فقط ولكن لأن هناك مراجعة للقرارات ودراسة مدى تأثيرها على الحياة الاجتماعية للناس، وهذا في حد ذاته مهم جدا ومطمئن ويعطي الناس الكثير من الثقة في أن استراتيجية التوازن المالي التي تسير عليها الدولة قابلة للمراجعة متى ما كان تأثيرها بالغا على حياة الناس وعلى القطاعات الحيوية مثل قطاع الكهرباء والماء.

وما قاله الدكتور منصور بن طالب الهنائي رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مهم جدا وخاصة تأكيده أن «الهيئة تتابع بشكل دوري أداء الشركات المرخصة عبر آليات لمراقبة الأداء تتمثل في تقليل الفاقد وتعزيز أمن الشبكات ومؤشرات خدمات المشتركين وكفاءة الاستثمار في الشبكات، والشركات تخضع لرقابة قوية من قبل الهيئة». وهذا تأكيد يهم الناس أن الشركات التي تقدم خدمة الكهرباء تخضع لمتابعة مستمرة وقوية على أدائها، والمتابعة والرقابة أكثر ما يبحث عنه الناس خاصة في المؤسسات التي تقدم خدمات مباشرة للناس.

وحسنًا فعلت الهيئة حينما خصصت تعرفة خاصة ومخفضة للكهرباء خلال فصل الصيف لأن استهلاك الناس فيها أكبر، وهذا مفهوم جدا ومبرر في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال هذه المرحلة. كما أن توسيع مساحة كل شريحة من الشرائح التي تحسب وفقها تعرفة الكهرباء كانت خطوة مهمة هي الأخرى وفي صالح المواطن وتخفف عنه الكثير من الأعباء، إضافة إلى قرار منع قطع الكهرباء عن المنازل خلال فصل الصيف.

ورغم كل هذه المميزات والجهود التي تبذل من قبل الدولة لتوفير الكهرباء وتقديم دعم لذوي الدخل المحدود إلا أن الخيار الأفضل للمستقبل هو التحول إلى توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، ومناخ السلطنة مناسب جدا لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وعلى جهات الاختصاص البدء عمليا في التحول لهذه الطاقة الخضراء ولأسباب كثيرة لم تعد خافية على العالم أجمع ليس أولها تأثير ذلك في احترار الكرة الأرضية وليس آخرها الفيضانات الاستثنائية التي تحدث في العالم خلال السنوات الأخيرة.