No Image
رأي عُمان

متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟

01 أغسطس 2021
رأي عمان
01 أغسطس 2021

أكثر سؤال يطرح اليوم بين العلماء بعضهم بعضا وبين الساسة وبين عموم الناس هو: متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟ ومتى يصبح هذا الوباء الذي تعاني منه البشرية جمعاء من الماضي؟ رغم أنه سؤال يشغل الجميع فإنه بلا إجابة نهائية حتى الآن، وما زال اللغز الأصعب على الحل! وإذا كان علماء الأوبئة يفهمون كل المتغيرات التي تحدث في سياق تطور الوباء وتحوره ويقدرونها أو على الأقل يتوقعونها فإن غيرهم لا يملك أن يستوعب كل ما يحدث، لا يملك أن يستوعب كل هذه الموجات الوبائية ولا هذه التحورات التي أصبحت لازمة من لوازم الفيروس في اللحظة التي يعتقد الناس فيها أنهم أمسكوا بالنور المنبعث من آخر النفق.

وبعد أن عانت منطقة شرق المتوسط من الموجة الثالثة من الوباء ما لم تعانِه من موجتيه الأولى والثانية تحذر منظمة الصحة العالمية من موجة رابعة بدأت بعض ملامحها تتضح في بعض الدول، وكأن موجات الوباء تشبه موج البحر، موجة تتلوها موجة بشكل ديناميكي.

وأمام كل هذا تصبح المسؤولية أكبر، المسؤولية السياسية والصحية وكذلك الاجتماعية، وهذه الأخيرة تبدأ من الفرد وتتأسس داخل الأسرة، ثم تتكرس داخل المجتمع، ولم يجانب الصواب من قال: إن البشرية تخوض حربا شرسة لا يمكن النصر فيها إلا بتعاون الجميع.

واليأس في هذه اللحظات من شأنه أن يعيد الجميع إلى المربع الأول، وفي السلطنة حقق الجميع قيادة ومؤسسات وأفرادا تقدما كبيرا في طريق مكافحة الوباء، صحيح أننا فقدنا في هذا الطريق أرواحا غالية علينا جميعا، ومن أجلهم علينا أن نتمسك بالأمل، وأن نصارع من أجل الخلاص من سطوة الوباء.

والأرقام التي تسجلتها السلطنة هذه الأيام مبشرة، خاصة في مؤشر الإصابات اليومية، وفي مؤشر الحالات التي تحتاج إلى التنويم في المؤسسات الصحية، حيث انخفض العدد أمس إلى 39 حالة، ولأول مرة منذ شهر فبراير الماضي، أما مؤشر الوفيات فهو الأبطأ بين غيره من مؤشرات الوباء؛ لأن أغلب الوفيات تحدث بين المنومين في غرف العناية المركزة، ولمّا كنا قد وصلنا إلى أرقام قياسية داخل تلك الغرف حتى منتصف الشهر الماضي فإن مؤشر الوفيات سيحتاج بعض الأيام حتى يكون مطمئنا أكثر، رغم أنه يشهد تراجعا حيث شهد خلال الأيام الخمسة الماضية استقرارا عند 12 حالة وفاة في اليوم بعد أن وصلنا إلى ذروة الوفيات بتاريخ 30 يونيو بتسجيل 50 حالة وفاة.

الأيام القادمة تحتاج منا إلى مزيد من الالتزام وتحمل المسؤولية حتى نستطيع أن نصنع لأنفسنا إجابة على السؤال الأصعب.. متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟