455455555
455455555
رأي عُمان

للقدس والمقدسيين سلام

09 مايو 2021
09 مايو 2021

يخوض المقدسيون في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل معركة وجود حقيقية أمام جبروت وتعنت المحتل الإسرائيلي، الذي يثبت على الدوام أنه كيان لا يقيم أي وزن للقيم والأخلاق، والمبادئ والقوانين الدولية، ولا يمكن أن يلتزم بأي اتفاقات أو معاهدات. ويؤكد المقدسيون خلال هذه الأيام أن القدس الشريف هو العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وأن أي قرارات أو صفقات ما هي إلا محاولات يائسة لن يكتب لها النجاح أبدًا. وهذا الصمود والمرابطة لا يتحققان إلا من صاحب حق أصيل.

وكانت المواجهات قد بدأت بين أصحاب الأرض وفق القانون والتاريخ وقوات المحتل في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، بعد تصاعد التوتر بشأن التهجير المحتمل لعائلات فلسطينية من منطقة يدعيها مستوطنون إسرائيليون. ورغم منطق القانون وحقيقة التاريخ، إلا أن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة في مواجهتها للفلسطينيين ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والشرائع الدولية وأبسط الحقوق الإنسانية.

ويكشف صمود المقدسيين خلال الأيام الماضية أزمة الأخلاق التي تجتاح العالم وانتقائيته في التعامل مع القضايا، وإلا فإن منطق تلك القيم والمبادئ الدولية التي يتم التنادي بها دائمًا من شأنه أن يحرك العالم أجمع انتصارًا للمقدسيين في وجه طغيان المحتل وتغطرسه ويدفعه إلى استخدام نفوذه من أجل إيقاف اعتداء المحتل واستفزازه على أقل تقدير.

وكان على دول العالم المتحضر، التي تنتفض في العادة لحوادث استثنائية تنتهك حقوق الإنسان والقوانين الدولية، أن تثبت أنها تنظر للجميع بنفس النظرة وأن انتهاك الحقوق والقوانين هو انتهاك بغض النظر عن المكان الذي حدث فيه ومصدره.

ورغم التغافل الدولي إلا أن المقدسيين أثبتوا خلال أيام قليلة أنهم أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وأنهم مستعدون أن يرابطوا في أرضهم ودفاعًا عن مقدساتهم أمام آلة القمع والترهيب الإسرائيلية التي لا تستنكف في استخدامها حتى في أي الأماكن قدسية.

ويضع المقدسيون المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، فهم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يعملوا من أجل ترجمة القرارات الأممية لتكون وسائل إجرائية تجبر الكيان الإسرائيلي على إيقاف استفزازاته واعترافه بالدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية وإنهاء احتلاله فورًا.