No Image
رأي عُمان

قمة تاريخية.. وعلاقات راسخة

23 مايو 2022
23 مايو 2022

كان العالم أمس يتابع بدقة كل تفاصيل الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني الدكتور إبراهيم رئيسي لسلطنة عمان ولقاءه بحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ويبذل جهدا كبيرا في قراءة جميع دلالاتها السياسية والاقتصادية والأمنية نظرا لمركزية البلدين في المنطقة وللعلاقات الاستثنائية التي تربط بينهما وما لها من جذور تاريخية.

ورأى العالم متانة العلاقات بين البلدين والرغبة الكبيرة لتطويرها نحو آفاق أوسع وتسييجها بمزيد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما كشفت عن رغبة حقيقية لدى البلدين في استقرار المنطقة واستمرار التنسيق والتشـاور بينهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حول القضايا التي تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ومنذ عقود طويلة ووتيرة العلاقات بين سلطنة عمان وإيران تسير باتجاه الأمام وتزداد قوة ومنعة، غير متأثرة بالتحولات التي شهدتها المنطقة خلال أكثر من نصف قرن من الزمان، كان الإقليم فيها يفور كالبركان الهادر. بقيت عُمان ثابتة على مبادئها في احترام الجوار، وفهم حقيقة الجغرافيا ومتطلباتها.

ورغم الحكومات التي توالت على إيران والتحولات الجذرية التي حصلت في المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية إلا أن سلطنة عُمان تمسكت في علاقتها بإيران بالثابت واستطاعت سياستها الحكيمة التعامل مع المتحول وهذا ما أوصل العلاقات بين البلدين إلى مراحل متقدمة من القوة التي قرأنا تفاصيلها في الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الإيراني لسلطنة عمان أمس وما نتج عنها من مباحثات مهمة في الجوانب السياسية والاقتصادية ومجالات الطاقة وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتأطير التعاون في المجال الاستثماري والرياضي والثروة الزراعية والسمكية والحيوانية والنقل البحري والموانئ والقطاع اللوجستي والنفط والغاز.

وإذا كانت العلاقات التجارية هي النتاج الأوضح والأهم في بناء العلاقات الثنائية بين الدول فإن سلطنة عمان والجمهورية الإيرانية في طريقهما لتحويل العلاقات السياسية القوية إلى علاقات اقتصادية واستثمارية تعود فوائدها على شعوب البلدين الصديقين. والاقتصاد في العالم اليوم هو الذي يوجه العلاقات ويبني التكتلات القوية ويبني منعة الدول، بل ويوجه مسارات بناء قواعد أي نظام عالمي.

ومن المؤكد أن تشهد المرحلة القادمة من عمر العلاقات بين البلدين فاعلية أكبر ومشروعات اقتصادية طال انتظارها.

وإذا كانت سلطنة عُمان مهتمة بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية فإنها مهتمة أيضًا بضرورة استقرار المنطقة فلا يمكن أي استثمارات أن تنمو في أجواء مشحونة بالتوترات والتحولات؛ لذلك تبذل عُمان كل ما في وسعها من أجل أن تكون المنطقة بعيدة عن أي صراع سياسي أو عسكري.

وتملك الدبلوماسية العمانية مساحات من القوة تستخدمها من أجل تحقيق تطلعاتها في استقرار المنطقة وأمنها ومنعتها.