رأي عُمان

عوامل النجاح في تجاوز الجائحة

16 مايو 2021
16 مايو 2021

عاشت السلطنة خلال الشهرين الماضيين أوقاتًا صعبة مع تصاعد حدة الموجة الثالثة من موجات وباء فيروس كورونا «كوفيد-19»، وكانت التوقعات المبنية على النماذج الرياضية تذهب إلى تسجيل أرقام أكبر بكثير من الأرقام التي سجلت، وإلى احتمالية خروج الأوضاع عن السيطرة قياسًا بما حدث في دول أخرى خاصة مع ظهور سلالات جديدة من الفيروس أكثر عدوى وأقوى فتكًا.

وكانت اللجنة العليا صريحة في بيانها الصادر بتاريخ 25 مارس عندما قالت: إن الأوضاع ستكون «صعبة وحرجة للغاية» في وضع الجائحة في السلطنة خلال شهري أبريل ومايو، وكان لهذه الكلمة دلالة واضحة لمن أراد أن يقرأ المشهد المنتظر في ذلك الوقت.

ورغم أن ما حدث ليس سهلًا بكل المقاييس إلا أننا نستطيع القول الآن مع بدء هبوط المنحنى الوبائي إن القيادة العليا في الدولة تعاملت مع الأزمة بحرفية عالية، وأعطتها جل اهتمامها الأمر الذي انعكس إيجابًا على أداء كل القطاعات المعنية. وأكدت اللجنة العليا مرارًا أن الأزمة تحظى باهتمام خاص من قبل المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-. ونشير هنا إلى الدعوة التي وجهها جلالته إلى أبناء الوطن العزيز خلال تهنئته لهم بمناسبة عيد الفطر المبارك، للالتزام التام بتعليمات وإرشادات السلامة للوقاية من الوباء مؤكدًا- أعزه الله- أن الحكومة ماضية في مساعيها لتوفير اللقاحات الآمنة لأفراد المجتمع، وكان لهذه الدعوة أثر طيب في التزام الناس خلال إجازة العيد.

لقد نجحت اللجنة العليا، التي حظيت بدعم مستمر من جلالة السلطان المعظم، في إدارة الأزمة وجنّبت البلاد الوصول إلى مرحلة عدم القدرة على تقديم الخدمة الصحية المطلوبة لمرضى «كوفيد-19» أو للمرضى الآخرين في المؤسسات الصحية، كما أننا نستطيع القول إن القرارات التي اتخذت، رغم صعوبتها أحيانًا، أسهمت في الحد من قوة الموجة الثالثة وتقليل خسائرها.

ولا شك أن ذلك النجاح كانت له أسباب، إضافة إلى جهد اللجنة العليا وعلمية قراراتها واستنادها إلى آخر الدراسات في هذا الشأن: من بينها وعي المجتمع الذي كان له دور كبير في محاصرة الجائحة وتقليل خسائرها إلى الحد الأدنى ما سمح للمؤسسات الصحية تقديم خدماتها وقدرتها على رعاية المرضى.

كما أن من بين أهم أسباب النجاح، ذلك الجهد الكبير والتضحيات العظمى التي قدمتها الطواقم الطبية ليس في الموجة الثالثة فقط ولكن منذ بدء الجائحة، وكان دور هذه الطواقم وسيظل العمود الأهم الذي قام عليه أي نجاح في مواجهة الجائحة.

وما زالت اللجنة العليا تعوّل على وعي المجتمع وصبرهم وتكاتفهم وعلى صمود الطواقم الطبية في مواقعها لنتجاوز ما بقي من الموجة الثالثة وتجنب أي موجات أخرى خاصة أن الأيام القادمة ستشهد وصول كميات جيدة من اللقاحات، التي من شأنها زيادة المناعة في المجتمع، وكل ذلك من أجل سلامة الجميع وعودة الحياة إلى طبيعتها.