رؤية عُمان.. من الطموحات إلى المشاريع الواقعية

إذا كان مشروع إعداد رؤية «عمان 2040» عملا وطنيا ضخم شاركت فيه عُمان أجمعها بالآراء والمقترحات عبر ورش عمل ميدانية جابت عُمان من شمالها إلى الجنوب، وعبر ورش عمل تخصصية رسمت طموحات العمانيين لبلادهم خلال العقدين القادمين، فإن المرحلة الأهم في هذه الرؤية الطموحة يتمثل في تحويل الرؤية إلى واقع عملي يشعر به الناس ويتيقنوا أن ثمة جهودا تبذل، وثمة انتقالا للرؤية من حيز الطموحات إلى مساحات العمل الحقيقية.

ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت العام الأول من تنفيذ الرؤية والذي جاء في وسط جائحة صحية وأزمة اقتصادية ضربت العالم أجمع إلا أن وحدة متابعة تنفيذ رؤية «عمان 2040» تتابع تنفيذ 34 مبادرة ومشروعا منبثقة جميعها من الرؤية وتعمل على تحقيقها على أرض الواقع، وهذه المبادرات والمشاريع ترتبط بمحورين من محاور الرؤية وهما «محور الاقتصاد والتنمية» و«الحوكمة والأداء المؤسسي». وتهدف المبادرات والبرامج إلى جعل بيئة الأعمال في عُمان جاذبة ومحفزة وذلك لجلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية إلى سلطنة عمان. وموضوع جلب الاستثمارات الوطنية يبدو أنه أحد أهم المسارات الذي تسير وفقه رؤية عُمان الطموحة ونستطيع أن نلحظ الكثير من الجهد في هذا الجانب الذي يحظى أيضا بمتابعة سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ومن حكومته.

وبدأت سلطنة عُمان بدء من نهايات عام 2019 تهيئة الأرضية الحقيقية لجلب الاستثمارات الأجنبية للبلاد عبر تعديل منظومة القوانين والتشريعات واستمر الأمر خلال عامي الجائحة من خلال تقديم حزم من المبادرات المشجعة والمحفزة على دعم المستثمرين من أجل صمود استثماراتهم في تلك الأوقات العصيبة ومن أجل تحفيز الآخرين على فتح استثمارات جديدة في عُمان. ومن بين تلك المبادرات مبادرة «الإقامة الدائمة للمستثمرين» والتي تساهم في صناعة بيئة تنافسية وحاضنة حقيقية للمستثمرين الأجانب ليستطيعوا متابعة استثماراتهم القائمة على أرض سلطنة عمان.

وصاحب هذا الجهد في التشريعات جهد آخر في تبسيط الخدمات الحكومية ورقمنتها لتسهيل الإجراءات والخروج من عقدة البيروقراطية التي كانت إحدى العقبات التي غالبا ما يتحدث عنها المستثمرون الوطنيون والأجانب.

على أن هذه الجهود ما زالت تسلك طريقها وتعيد مراجعة وتقييم ما تقوم به من جهد من أجل المزيد من التسهيلات ومن أجل صناعة التنافسية الحقيقية التي يحتاجها المستثمرون والتي باتت تتنافس حولها جميع الدول الساعية إلى أن تكون قبلة للمستثمرين.