am223
am223
رأي عُمان

حوار من أجل مستقبل عمان

04 مايو 2021
04 مايو 2021

يشكل الحوار الهادف أحد أهم أساليب الوصول إلى فهم مشترك للحقائق، وبالتالي الوصول إلى حلول مناسبة للتحديات التي تواجه الأفراد والدول والشعوب. وكلما بني الحوار على أسس منطقية أوصل أطرافه إلى نقاط التقاء لفهم التحديات التي تواجه المرحلة حتى لو كان النظر لها من زوايا مختلفة.

وفي هذا السياق يمكن قراءة الاجتماع المشترك الذي عقد أمس بين بعض أصحاب السمو والمعالي أعضاء مجلس الوزراء وبين أعضاء مكتب مجلس الشورى. ورغم أن الاجتماع يأتي في إطار ما نص عليه النظام الأساسي للدولة وقانون مجلس عُمان إلا أن أهميته تتكشف في التوقيت الذي عقد فيه. فالسلطنة مثلها مثل جميع دول العالم تمر بأوقات صعبة في ظل انتشار جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وهذه المرحلة بكل معطياتها تحتاج إلى تعاون أكبر وإلى حوار مفتوح بين كل مؤسسات الدولة للمضي قدما باتجاه تجاوز التحديات وباتجاه مستقبل أكثر إشراقا.

كما يكتسب الاجتماع أهميته من تلك المعطيات وكذلك من جدول الأعمال الذي ناقش إضافة إلى تحديات المرحلة التي فرضتها الجائحة، تعزيز الشراكة بين الحكومة ومجلس الشورى، وكذلك الجهود المبذولة من جانب الحكومة في تشغيل القوى العاملة الوطنية، وهذه قضية مهمة جدا وتوليها الحكومة عناية خاصة، كما ناقش الاجتماع موضوع حوكمة الشركات الحكومية وتنظيم إداراتها تعزيزًا لكفاءتها.

وعلى الدوام كانت الاجتماعات المشتركة بين مجلس الوزراء وبين مكتب مجلس الشورى أو بين مجلس الوزراء ومجلس عمان بنّاءة وقادرة على وضع الجميع أمام فهم مشترك للتحديات الوطنية ومتطلبات العمل الوطني.

ولا شك أن مكتب مجلس الشورى يؤدي أدوارا كبيرة في التنسيق بين الحكومة والمجلس، ويدرك أعضاءه تحديات المرحلة ومتطلباتها أيضا، إضافة إلى أهمية «تضافر الجهود كافة حفاظًا على ما تحقق من منجزات وتعزيزًا لمسيرة التنمية الشاملة التي تعم ربوع البلاد كافة، ومواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا وأثرت في اقتصاديات دول العالم أجمع». وتدرك الحكومة أن مجلس الشورى شريك أساسي معها في العمل الوطني الهادف إلى تنفيذ خطط التنمية. المرحلة القادمة مرحلة عمل بنّاء ومرحلة مواجهة تحديات جمة وعُمان بكل مؤسساتها الحكومية والمدنية قادرة على تجاوز المرحلة والمسير في طرق المستقبل بكثير من الاطمئنان في ظل الترابط الكبير بين المؤسسات وسير الجميع وثقتهم المطلقة في القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- الذي يقود سفينة النهضة المتجددة إلى المستقبل المشرق والمزهر.