No Image
رأي عُمان

حتى تكون خطوط الاقتصاد آمنة

04 أغسطس 2021
04 أغسطس 2021

لم يكن حادث اختطاف سفينة في المياه الدولية بخليج عُمان أمس الأول هو الحادث الأول من نوعه في المنطقة، ولم يكن مفاجئًا لأحد أبدًا؛ فمنذ عدة أشهر وحرب الناقلات نشطة في المنطقة، وهي مظهر لصراعات بين عدة قوى متنافسة هدفها سياسي بامتياز، وليس قرصنةً بنفس المعنى المعروف عند سواحل شرق إفريقيا أو مدخل البحر الأحمر من جهة مضيق باب المندب. فتلك القرصنة لها أسبابها المعروفة ليس آخرها الفقر وانسداد جميع الآفاق في تلك المنطقة من العالم.

أما الصراع في منطقة الخليج العربية فمرده تحرشات سياسية وإيصال رسائل واضحة من أطراف الصراع، أو هي وفق المصطلح العسكري حرب استعراض قوة في ساحات أخرى أو دليل القدرة على المبادرة.

وهذا أمر واضح وتعرفه جيدًا دول المنطقة وكذلك تعرفه القوى المتصارعة عند معبر الطاقة العالمي.

وإذا سلمنا أن لا نتيجة عسكرية حاسمة في مثل هذه العمليات التي تقلق التجارة العالمية سواء كانت تجارة النفط أو غيره من سلاسل التوريد في العالم فإن المتابع يتساءل عن الأهداف السياسية لهذه العمليات! فجميع الدول مكشوفة القدرات عسكريًا وأمنيًا وكذلك في المجال السيبراني.

إن المنطقة الآن تحاول أن تتجاوز أسباب الصراع والتجييش والتحديات والسباقات في مجال التسلح العسكري والنووي وتبحث لها عن مساحات السلام والوئام من أجل أن تبني مجتمعاتها وبناها التنموية التي تأخرت كثيرًا في بعض الدول في المنطقة المحيطة بنا ولكن هذا لن يتأتى إلا بالأمن والاستقرار. وهذا الاستقرار من أهم شروطه الآن توقف حوادث التعرض للناقلات في مياه الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب بالمنطقة مقبلة على ازدهار تجاري ستفرضه المتغيرات العالمية، وهي مهيأة لذلك تمامًا بعد أن أكملت البنى الأساسية من موانئ ومطارات وشبكات نقل سريعة.

العالم تحركه القوى الاقتصادية، ويتأثر بها ولكن هذا لا يمكن أن يستقيم دون أن يكون هناك استقرار سياسي وأمني. وتستطيع دولنا أن تصنع هذا الاستقرار إذا ما عرفت كيف تبعد أصحاب المصالح الخبيثة التي لا تريد لمنطقتنا أي نوع من أنواع الاستقرار، وأن أظهرت ذلك وهذا أمر أثبته التاريخ وتجاربه في المنطقة والدول العريقة والضاربة جذورها في المنطقة لديها ذاكرة تراكمية كبيرة وتعرف هذا الأمر تمامًا.