رأي عُمان

جامعة السلطان قابوس.. ومتطلبات المرحلة

02 مايو 2021
02 مايو 2021

مضت ثلاثة عقود ونصف العقد على افتتاح جامعة السلطان قابوس، الصرح العلمي الأهم في عُمان، وبيت التنوير، ومصدر الأنوار التي أضاءت هذا البلد العظيم عبر آلاف الشباب العمانيين الذين تخرجوا فيها، فكان لعقولهم وفكرهم الذي صقلته الجامعة دور كبير فيما وصلت إليه بلادنا اليوم.

وأمس احتفلت الجامعة بيومها السنوي الذي يخلّد ذكرى الزيارة التاريخية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- للجامعة، تلك الزيارة التي كانت بمثابة تكريم للعلم والعلماء وتأكيد على دور الجامعة ومن خلالها جميع مؤسسات التعليم العالي، في بناء العقول وتعميرها، ولا يمكن في هذا السياق نسيان الكلمة التاريخية التي ألقاها السلطان الراحل في الجامعة ذلك اليوم وكانت بحق أهم كلمة يمكن أن تقال في ذلك الصرح العلمي الكبير.

وإذا كانت الجامعة قد قامت خلال العقود الماضية بدورها في بناء عقول طلابها ورفد قطاعات الدولة بكوادر مؤهلة تأهيلا معرفيا وعمليا، وهذا دورها الأصيل دون شك، فإن المنتظر منها خلال المرحلة القادمة أن تتحول بيت خبرة حقيقي يواكب عمرها والطموح منها، وأن تتحول كلياتها إلى أماكن مبدعة لإنتاج المعرفة الإنسانية في مختلف مجالاتها، وأن نراها قريبا ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، وهذا ليس عزيزا على جامعة تضم بين ردهاتها أساتذة كبارا عمانيين وعربا وأجانب، وطلابا لا حدود لطموحاتهم. وكشفت مسيرة الجامعة أنها تضم بين جنباتها عقولا قادرة على الإبداع وقادرة على الاكتشاف والتغيير، وأنها قادرة على مواكبة المرحلة، والمرحلة التي نعيشها اليوم تتطلب المزيد من البحوث العلمية التي تساعد البشرية على تجاوز التحديات التي تعيشها وهذه أدوار عليا للجامعة إضافة إلى دورها التعليمي.

ومما يشعر بالغبطة والسرور أن الجامعة تحتفي بيومها السنوي عبر إعلان البحوث الفائزة وهذا خير ما يمكن أن تحتفل به مؤسسة علمية مثل جامعة السلطان قابوس. وعمليا حصلت الجامعة على مراكز متقدمة في بعض قوائم الجامعات وهذا حصاد مشوار طويل وطموحات كبار كانت وما زالت معلقة على أستار الجامعة.

وستبقى الجامعة مركز إشعاع حضاري وساحة تنوير لا يمكن لأضوائها أن تخفت أبدا، ولا يمكن لأي جهل أن يصمد في حضرتها، ومع كل مناسبة تجدد نفسها وتعد بمرحلة أكثر عمقا وأكثر عطاء وبأضواء أكثر إنارة لطرقات المستقبل.