455455555
455455555
رأي عُمان

تـأمـل فـي يـوم عـرفـة

18 يوليو 2021
18 يوليو 2021

يقف اليوم 60 ألف مسلم على صعيد عرفات الطاهر، مؤدين الركن الأعظم من أركان الحج، في يوم هو الأعظم بين أيام الله على الإطلاق، تهفو فيه النفوس إلى نيل غفران الله تعالى.

كما تهفو نفوس المسلمين جميعًا لأن يكونوا حاضرين في ذلك الموقف العظيم فينالوا أجر الله سبحانه وتعالى، ويكونوا بين من يباهي الله سبحانه وتعالى بهم ملائكته، ويعودوا منه طاهرين مطهرين كيوم ولدتهم أمهاتهم.

ويأتي الحج هذا العام والعالم أجمع يعيش تفاصيل جائحة صحية خطيرة جدًا أودت بحياة الملايين من البشر، وأمرضت مئات الملايين منهم، ووضعت مئات الملايين الآخرين تحت خط الفقر بسبب تأثيرها على الجوانب الاقتصادية.

وإذا كان للإنسان أن يتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى على عباده ومخلوقاته فليتفكر في مشهد الحج، حيث كان يقف على صعيد عرفات ما لا يقل عن 2.5 مليون مسلم كما حدث في حج عام 2019 أما اليوم وفي ظل هذه الجائحة فإن الحج اقتصر على 60 ألف مسلم فقط من مواطني المملكة العربية السعودية والمقيمين بها، هذا الأمر يستحق أن يتأمله المسلم جيدًا، ليعرف أن النعم التي هو فيها إنما هي من الله سبحانه وتعالى وعلينا شكره سبحانه من أجل الحفاظ عليها.

وجدير بالمسلم في هذا اليوم المبارك أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى ويتذكر نعمه الواسعة عليه ومن بينها نعمة الصحة، وهي من أجل النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على عباده، وجدير بالإنسان أن يحافظ عليها ولا يرمي بنفسه إلى التهلكة.

ومن مظاهر حفظ نعمة الصحة في هذه الأيام أن يبتعد الإنسان عن التجمعات التي يمكن أن تساهم في انتشار الوباء بين الناس، فالإنسان مأمور أن يحافظ على نفسه ويحافظ على أنفس الآخرين، بل إن الله سبحانه وتعالى اعتبر أن «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»، فكأنما حياة الفرد مقرونة بحياة الجميع، وهلاكها مقرون بهلاك الجميع.

ولذلك من أعظم الواجبات المنوطة بنا جميعًا في هذه الأيام المباركة أن نحافظ على صحتنا ونبتعد عن مواقع الهلاك نجاة لأنفسنا وللناس جميعًا.