455455555
455455555
رأي عُمان

«التضحية» من أجل الصحة

17 يوليو 2021
17 يوليو 2021

تحتفل السلطنة يوم الثلاثاء بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وخلافا للأعياد السابقة ولفكرة العيد ومفهومها الاجتماعي فإن العيد هذا العام يأتي مختلفا تماما، سيكون الجميع في حجر منزلي إجباري في سبيل منع أي انتشار كثيف لفيروس كورونا كما حدث في أعقاب الأعياد الماضية، وستكون الحركة ممنوعة تماما وجميع الأنشطة التجارية مغلقة. وهذه تجربة جديدة ليس خلال العيد فقط ولكن لأول مرة يكون الإغلاق كاملا ولمدة 4 أيام متواصلة.

وهذا الإغلاق يأتي بعد شهر هو الأصعب على الإطلاق منذ بدء الجائحة في السلطنة حيث سجلت 755 حالة وفاة في شهر يونيو، رغم ذلك فإن الكثيرين ينظرون إلى فكرة الإغلاق التام خلال العيد بمستوى متفاوت من الضجر على اعتبار أن الكثير من طقوس العيد تحتاج إلى حركة، خاصة تلك المتعلقة بذبح الأضحية. ولكن لنا في قصة سيدنا إبراهيم الذي همّ بذبح ابنه تصديقا للرؤيا التي رآها في منامه قبل أن يفتدي رب العزة جل وعلا إسماعيلَ عليه وأبيه السلام بذبح عظيم عبرة يمكن أن نستلهمها في هذه الأيام، وهذه العبرة مستلهمة من فكرة «التضحية» التي هي أحد طقوس عيد الأضحى الذي يحتفي به المسلمون في جميع بقاع الأرض.

نحن اليوم في أشد الحاجة إلى «التضحية» ونعني بها هنا، التضحية من أجل النفس ومن أجل المجتمع وفي جانب مهم وهو الجانب الصحي، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ألّا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة. نحن بحاجة إلى أن نضحي بالتجمعات التي كنا نعيشها خلال الأعياد، وأن نضحي بذلك التقارب «المحمود» قبل الجائحة والخطر جدا خلال الجائحة، نضحي به من أجل أن نستطيع العودة له آمنين على أنفسنا وعلى مجتمعنا. وما أسهلها من تضحية عندما تكون بالتزام البيت والبعد عن الخطر الداهم في الخارج! هذه أقصى درجات التضحية المطلوبة. صحيح أن هذه التضحية لها معنى كبير عندما تكون في العيد ولكن هذا أسهل بكثير من البقاء ليوم في غرفة العناية المركزة على أجهزة التنفس الصناعي أو البقاء ساعة في انتظار خبر يطمئن عن حبيب موجود في المستشفى.

واللجنة العليا بلجانها الفنية التي وصلت إلى هذا القرار كانت تنظر لا شك إلى ما حدث في أعقاب عيد الفطر المبارك حيث ارتفعت الإصابات وبالتالي ارتفعت كل المؤشرات الوبائية ومن بينها مؤشر الوفيات والدخول إلى المؤسسات الصحية.

أمام كل هذا فإن الكلمة التي علينا أن نتداولها اليوم هي أن التضحية الحقيقية في هذا العيد هي التضحية بالتجمعات من أجل أن نبقى بعيدين عن خطر الوباء.